الحياة في قطر

تعد القهوة في دولة قطر تعبيرًا عن الضيافة، حتى أصبحت "الدلّة" بشكلها المميّز رمزًا لحسن الضيافة والكرم. تُطحن القهوة طازجةً ثم يضاف إليها الهيل وتقدم في فناجين صغيرة يأخذها الضيف باليد اليمنى. يستمر المُضيف في صب القهوة حتى يشير الضيف باكتفائه بتحريك الفنجان بلطف يمنةً ويسرة.

استخدمَت السيدات القطريات الحنّاء بغرض التجميل لمئات السنين، والحنّاء هي صبغة بنية مائلة إلى الاحمرار تُستخرج من الأوراق المسحوقة. يشيع استخدام الحنّاء حتى يومنا هذا لتزيين اليدين والقدمين بأشكال فنية متداخلة ومتناغمة، وخاصةً في المناسبات، كحفلات الزفاف وغيرها من الاحتفالات، كما يمكن استخدامها أيضًا كصبغة للشعر.

العرضة هي رقصة شعبية تنطوي على حركات متناغمة يؤديها الرجال على وقع طبول يدوية تقليدية. تكتسي تلك الحركات بطابع رسمي شامخ؛ حيث يحمل الرجال سيوفهم ويرتدون أحزمتهم ما يعكس أصول العرضة كرقصة للحرب. أما اليوم، تؤدَّى هذه الرقصة في حفلات الزفاف وغيرها من الاحتفالات المجتمعية.

كان الغوص لاستخراج اللؤلؤ أحد مصادر الدخل الرئيسية لشعب دولة قطر لأجيال عدّة قبل اكتشاف النفط، حيث كانت المياه حول شبه الجزيرة تزخر بأجود أنواع اللآلئ، فعكف سكان المجتمعات المحلية على استخراج المحار من قاع البحر، إلى أن خفت بريق تلك الصناعة بظهور اللؤلؤ الصناعي.

الخط العربي هو شكل من أشكال الفن الإبداعي في دولة قطر والدول الإسلامية الأخرى، ويتضمن زخرفة نصوص، عادةً ما تكون آيات من القرآن الكريم. يتجلّى فن الخط اليوم في أشكال عدّة في دولة قطر، فنجده على الورق والبلاط والسجاد واللوح الجدارية والنقوش المختلفة.

انتشر استخدام النقش على الجبس في الماضي لتزيين المباني والمنشآت المعمارية، نظرًا لما يتمتع به من خواص تتيح تشكيله ونقشه بسهولة على يد حرفيين مهرة، كما يمكن إيجاده بشكل طبيعي في دولة قطر، ما نتج عنه ظواهر جيولوجية كوردة الصحراء والكهوف العميقة.

المجلس هو مكان منفصل مخصص لاستقبال الزوّار وتقديم القهوة والمأكولات الخفيفة، ويعدّ المجلس عنصرًا جوهريًا في أساليب الضيافة والكرم المعروف عن المجتمع العربي التقليدي، فلطالما رحّب العرب بالضيوف المسافرين لمشاركة الطعام والشراب، وما زال المجتمع القطري الحديث يحتفظ بتقليد الضيافة في المجلس حتى يومنا هذا.

يُمارس العديد من القطريين رياضة القنص بالصقور خلال فصل الشتاء الذي يعد أيضًا موسمًا للقنص، حيث يبذلون جهدهم لتدريب صغار الصقور وبناء علاقة وثيقة بين المدرّب وطيره، أما الفريسة فهي الحبارة في طريق هجرتها إلى الجنوب في فصل الشتاء.

ينتشر استخدام العود أو البخور في دولة قطر والمنطقة، وهو خشب تضاف إليه زيوت عطرية ثم يعرّض للحرارة في مبخرة لينبعث دخانه الغني ليعطر المنازل والملابس، وعادةً ما يُدعى الزوار إلى "التبخُّر" كشكل من أشكال الضيافة.

السدو هو حرفة يدوية عريقة احترفتها سيدات دولة قطر، وتتضمن حياكة شعر الإبل والماعز لصناعة السجّاد البدوي التقليدي والخيام والوسائد. كما تستخدم السيّدات جهاز نسج يدوي مصنوع من الخشب يطلق عليه اسم "النول".

يحفل تاريخ دولة قطر بسباقات الهجن ورياضات الفروسية، فهو تقليد يدخل في صميم المجتمع القطري، ولذا تشهد الدولة تنظيم العديد من الفعاليات الوطنية والعالمية للاحتفاء بهذه الرياضة، كما تشتهر دولة قطر بخيولها العربية التي يُربّى العديد منها في الشقب بمؤسسة قطر.

يعكس الحي الثقافي "كتارا" إرث الفن المعماري في المنطقة، كما تحفل مسارحه الرائعة وقاعات العرض فيه بعروض الأداء المختلفة على مدار العام، لتشمل الحفلات الموسيقية والعروض والمعارض الفنية.

أُدرجت الزبارة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وتتألف من ثلاثة أجزاء رئيسية أكبرها البقايا الأثرية للمدينة التي يعود تاريخها إلى ستينيات القرن الثامن عشر (1760). أما قلعة "مرير" فهي مستوطنة مترابطة بمدينة الزبارة الأولى، حُصّنت من أجل حماية الآبار الداخلية للمدينة، بينما تعد قلعة الزبارة التي شيدت عام 1938 أحدث تلك العناصر وأبرزها.

كورنيش الدوحة هو منتزه ذو واجهة مائية يمتد حول خليج الدوحة على مساحة سبعة كيلومترات. يوفر الكورنيش إطلالات خلّابة على المدينة تشمل الأبراج الشاهقة ومركز أعمال المدينة، والمجسمات البارزة لمتحف الفن الإسلامي، كما تعكس القوارب الخشبية التقليدية المتجولة في مياه الخليج الصافية سحر ماضي المدينة وعبق تاريخها.

لا شيء يضاهي التجول في الأزقة المزدحمة لسوق واقف، فهو مكان مثالي للاستمتاع بأجواء التجارة التقليدية والعمارة والثقافة المحلية. توفر المتاجر الصغيرة باقةً مذهلة من المنتجات التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط من البهارات والمأكولات الموسمية كالتمور الطازجة والمكسرات، إلى العطور والمجوهرات البرّاقة والملابس، فضلًا عن المشغولات التقليدية ومجموعة متنوعة من الهدايا التذكارية.

اللؤلؤة-قطر هي جزيرة اصطناعية صمّمت على ساحل الخليج الغربي وتمتاز بموانئ تصطف فيها اليخوت على نسق مراسي الشرق الأوسط، جنبًا إلى جنب مع الأبراج السكنية الفخمة والفيلات والفنادق ذات الشهرة العالمية، إضافةً إلى المتاجر الفاخرة والمعارض المتميزة التي تقدم منتجات أرقى العلامات التجارية العالمية.

عمل المعماري الشهير آي إم بي على تصميم متحف الفن الإسلامي ليصبح أحد المتاحف الرائدة عالميًّا التي تضم كنوز الفن الإسلامي. تشمل مجموعات المتحف الحائزة على جوائز لوحات مميزة، ومقتنيات زجاجية ومعدنية وخزفية، ومنسوجات ومخطوطات.

بافتتاحه في 2019، يشكل متحف قطر الوطني مكانًا يحتضن تاريخ دولة قطر، ويحتفي بثقافتها ومستقبلها. يتسع المتحف ليضم 11 معرضًا مرتبًا ترتيبًا زمنيًّا، حيث يبدأ بمعرض حول التاريخ الطبيعي وينتهي بمعارض تخط قصة رحلة دولة قطر نحو الحداثة.