للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
انطلقنا في البداية من مدرسة واحدة، لكن العدد سرعان ما تضاعف ليرتقي إلى مصاف "مدينة تعليمية" تمتد على مساحة تفوق 12 كيلومترًا مربعًا، وتحتضن العديد من المعاهد التعليمية والبحثية.
المدينة التعليمية، أبرز مبادرات مؤسسة قطر، هي مكان فريد من نوعه. فرحلة قصيرة واحدة حول أرجائها، ماشيًا كنت أو راكبًا في إحدى عربات الترام، تكفي لزيارة عدد لا بأس به من الجامعات العالمية المرموقة. وإذ ما عبرت الشارع، ستطالعك واحدة من أكبر المكتبات في المنطقة، وبعدها يمكنك أن تشارك في نقاش مفتوح في رحاب جامعة توجد خلفها.
هكذا تكون الحياة عندما تكون فردًا في المجتمع المترابط الذي تتميز به المدينة التعليمية، وما تزخر به من فروع جامعية لبعض المؤسسات التعليمية المرموقة على الصعيد العالمي، وجامعة بحثية محلية، علاوةً على حاضنات للمشروعات الناشئة، ومجمعات تكنولوجية، ومواقع تراثية، ومؤسسات ثقافية، وغير ذلك كثير.
إن الدراسة في إحدى جامعات المدينة التعليمية بدولة قطر، تخوّل لطلابنا تلقي تعليم غربي في بيئة شرق أوسطية، والحصول على الشهادة نفسها التي يحصل عليها زملاؤهم في حرم الجامعة الأم.
الفصول الدراسية بالمدينة التعليمية حجمها صغير، والتفاعل بين الطلاب والأساتذة يتّسم أكثر بطابع الفردية. رغم صغر حجمها، إلا أن هذه الفصول تشهد توافد طلاب من خلفيات متعددة وخبرات متنوعة بشكل ملحوظ.
في المدينة التعليمية، ستتاح لك فرص تعليمية أكثر من تلك الموجودة بالحرم الجامعي المعتاد. إذ أن الطلاب لا يشاركون فقط في الأنشطة التكميلية التي تقدّمها لهم جامعاتهم المرموقة، ولكنهم يستفيدون أيضًا من أنشطة تتعلّق بالبحوث، والسفر، وفرص تمويلية تمنحها جامعات أخرى، بالإضافة إلى مؤسسة قطر ومرافقها.
إن الحياة الطلابية بالمدينة التعليمية غنيّة أيضًا بالفعاليات المشتركة، والمبادرات التعاونية، والخدمات والمرافق الترفيهية المشتركة في الحرم الجامعي الرائد.
بمجرد انضمام طلابنا إلى إحدى جامعاتنا، تُتاح لهم فرص فريدة للتسجيل الموازي للمحاضرات في الجامعات الشريكة الأخرى بالمدينة التعليمية، حيث يتابعون بعض التخصصات الثانوية ويحصلون على شهادات من مختلف الفروع الجامعية.
كما يمكن لطلابنا في المدارس الثانوية استشراف ما ينتظرهم في الحياة الجامعية من خلال الالتحاق بدورات برنامج الجسر الأكاديمي، أو من خلال المشاركة في البرامج الصيفية والشتوية التي تنظمها الجامعات لفائدة طلاب المدارس الثانوية.
بصفتي رئيسًا لجامعة نورثوسترن، يمكنني القول إنه لا شيء يشعرني بالفخر أكثر من أن يكون لنا حرم جامعي هنا في الدوحة يتخرّج فيه طلاب متميزون في مجال الصحافة، وصناعة الأفلام، والاتصالات، فضلًا عن كونه يعلي من شأن جامعتنا على نطاق واسع، على اعتبار أن هؤلاء الخريجين سيستخدمون مهاراتهم لجعل حياتنا جميعًا أفضل.
نقدّم لطلابنا عبر مختلف مراحل التعليم الأساسي باقة متنوعة من البرامج تتباين ما بين تلك التي تقدمها المدارس التي تعتمد نظام البكالوريا الدولية، وبرامج تقدمها المدارس المتخصصة. أما برامج التعليم العالي فهي تشمل برامج الدراسة الجامعية وما بعد الجامعية في تخصصات مختلفة تشمل الإعلام، والشؤون الدولية، وإدارة الأعمال، وعلوم الحاسوب، والطب، والهندسة، والتراث الثقافي، وإدارة المعارف، والفنون.
يحتضن حرمنا الجامعي الآخذ في التوسع واحدة من أكثر الهيئات الطلابية تنوعًا، ويتخرّج فيه مئات الطلاب كل عام.
إن الاستثمار الذي قامت به دولة قطر في المدينة التعليمية، لا سيّما على مستوى الجامعات المتنوعة التي تنضوي تحت لوائها، أفضى إلى رفع العديد من العراقيل التي قد تعترض سبيل الطلاب للحصول على تعليم عالي، مثل التمويل أو البعد الجغرافي، على غرار تلك الموجودة بالولايات المتحدة. وهذا له دوره في تحفيز وتشجيع الكثير من الأفراد.
تزخر المدينة التعليمية بفضاءات متنوعة اضطلع بتصميمها معماريون رائدون على الصعيد العالمي، بشكل يراعي أدق متطلبات أفراد مجتمعنا وتفاصيل بيئاتنا.
تشجع منشآتنا الرياضية والترفيهية على تبني نمط عيش نشط، بما ينسجم مع شغف قطر بالرياضات. وقريبًا ستضاف إلى هذه المرافق منشأة رياضية جديدة، هي استاد المدينة التعليمية الذي سيستضيف عددًا من مباريات كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، على أن يصبح بعد ذلك مركزًا مفتوحًا لتعزيز اللياقة البدنية يخدم جميع أفراد مجتمع المدينة التعليمية.
تحتضن المدينة التعليمية مراكز متعددة تحافظ على تراث دولة قطر والعالم العربي، وتسعى في الوقت نفسه إلى تعزيز التعلم مدى الحياة، وإثراء الإبداع لدى مجتمع المدينة التعليمية والجمهور العام.
تعكس هندسة المدينة التعليمية التزامنا بالنمو والتعلّم. فالتصميمات الأيقونية والنوعية لمباني المدينة التعليمية تعد تجليًا حسيًا للإبداع والابتكار لدى أفراد مجتمعنا.
تم تصميم مباني المدينة التعليمية من قبل المهندسين المعماريين المشهورين عالميًا: أراتا إيسوزاكي وريم كولهاس، وكذلك أنطوان بريدوك وشركات الهندسة المعمارية "ليجوريتا + ليجوريتا" و"منجيرا إيفارز أركيتكتس".
في المدينة التعليمية، هناك دائمًا العديد من الأنشطة بانتظارك.