إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
24 January 2021

طلاب مؤسسة قطر: "تكمن قوّتنا كجيل (كوفيد-19) في قدرتنا على التكيّف والصمود"

مشاركة

في اليوم الدولي للتعليم يتحدث طلاب الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر عن تجربتهم التعليمية خلال الجائحة

بعد مرور عام مليء بالتحديات التي كان لها أثر بالغ في تعطيل شتى نواحي الحياة بصورة غير مسبوقة، وجد الشباب من جميع أنحاء العالم أنفسهم في موقف صعب.

فهُم أول جيل في التاريخ الحديث يشهد جائحة عالمية، حيث وجدوا أنفسهم مضطرين للتعامل مع تبعات تلك الأزمة بالتزامن مع إجراءات الإغلاق، والتعلّم عن بعد، ما خلّف لديهم العديد من التساؤلات حيال مستقبلهم.

أعتقد أن هذا النمط من الاستقلال يُعدّ مهارة حاسمة في الحياة العملية، ومن الضروري أن نتعلمها الآن

منى المصري

بمناسبة اليوم الدولي للتعليم، يشارك ستة طلاب من الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، من مختلف المجالات تجاربهم فيما يتعلق بأساليب تكيّف التعليم مع عالم ما بعد الأزمة، ومخاوفهم بشأن مستقبلهم المهني، وكذلك تطلعاتهم لمرحلة ما بعد التخرج.

أهمية الاستقلالية والاعتماد على الذات
تحدثت منى المصري، طالبة فلسطينية في العام الدراسي الثاني لها بجامعة وايل كورنيل للطب في قطر، عن التحول إلى التعليم عن بُعد، قائلة: "بعد الانتقال للتعلّم الافتراضي، أصبحت الدراسة مهمة مستقلة عن الفصول الدراسية إلى حدّ كبير، وبالرغم من تأثير ذلك التحول على حياتنا الاجتماعية، إلا أنه أكسبنا ميزات أخرى، كالإنضباط، والإنتاجية، وذلك من خلال اتباعنا لجدول عمل يتضمن اختبارات وأهداف أسبوعية، وعلّمتنا كيفية تحديد الأولويات، وتحقيق أفضل أداء ممكن. أعتقد أن هذا النمط من الاستقلال يُعدّ مهارة حاسمة في الحياة العملية، ومن الضروري أن نتعلمها الآن".

منى المصري، في كلية وايل كورنيل للطب في قطر.

دجورجي ببفتش، في جامعة كارنيجي ميلون في قطر.

فيما يتعلق بتأثير الأزمة على خبرة الطلاب العملية، تقول المصري: "على الرغم من توقف زياراتنا السريرية في المستشفيات، والتي اعتدنا عليها لأغراض التدريب والتقييم منذ بداية االجائحة، إلا أننا نأمل استئنافها تدريجيًا، مع منح سلامة الطلاب والمرضى الأولوية بالتأكيد، وهو الأمر الذي يعيد إلينا الثقة".

عبّرت المصري عن فخرها باختيار دراسة الطب قائلة: "إنه لأمر مذهل أن نشاهد الأطباء والممرضين وجميع موظفي الرعاية الصحية الآخرين في الخطوط الأمامية، يؤثرون تأثيرًا مباشرًا في علاج المرضى المتأثرين بالجائحة، وقد أثبتت الأحداث العالمية الأخيرة مدى أهمية الأطباء وقطاع الصحة العامة".

أضافت: "أقرأ باستمرار وأتابع مقالات العاملين في مجال الرعاية الصحية، وحساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، والتي تتناول الأحداث التي يواجهونها في غرف الطوارئ والمستشفيات، وأتذكر أنني أدرس الطب وأجتهد لأصبح أفضل ما يمكن أن يكون عليه الطبيب. أنا أتابع دراستي عن بعد وأبذل قصارى جهدي، وأشعر أنني محظوظة لإقترابي من الانضمام إلى زملائي من العاملين في الرعاية الصحية، لإنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة بأكثر الطرق مباشرةً".

القدرة على إيجاد الحلول
يعتقد دجورجي ببفتش ، طالب صربي، يدرس علوم الحاسوب في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، أن التحول في أساليب التعلم إثر أزمة الجائحة ربما يكون له أثر إيجابي على تجربته العملية في المستقبل.

يقول ببفتش: "إن الإنتقال إلى نمط الدراسة عن بعد، حيث الحصول على المساعدة يعتبر عملية طويلة ومتعددة الخطوات، قد دفعني إلى الإستقلالية والإعتماد على الذات في إيجاد الحلول للعديد من التحديات التي كنت ألجأ عادة لإستشارة زملائي أو أساتذتي لحلّها. أعتقد أن هذه القدرة على العمل بشكل مستقل وفعّال ستعود حتمًا بالنفع على عملي ومهنتي في المستقبل القريب".

لقد ثبتت بالفعل صحة التوقعات بالدور المحوري الذي تلعبه التكنولوجيا في تشكيل مجتمعنا من خلال أحداث العام الماضي

دجورجي ببفتش

يشعر ببفتش بأنه محظوظ لإختيار علوم الحاسوب محورًا لدراسته وقد كان اختياره نابعًا من اهتمامه الشخصي بهذا المجال، ويؤمن بأن علوم الحاسوب والتكنولوجيا ستعلب دور هام في المستقبل القريب.

حيث يقول: " لقد ثبتت بالفعل صحة التوقعات بالدور المحوري الذي تلعبه التكنولوجيا في تشكيل مجتمعنا من خلال أحداث العام الماضي. وقد ازداد حماسي أكثر لبدء الحياة العملية وتطبيق ما تعلّمته في حل المشكلات التي تطرأ باستمرار على هذا المجال".

أضاف: "وفرت لي مؤسسة قطر، وجامعة كارنيجي ميلون في قطر فرصًا رائعة للعمل في مشاريع البحث والتدريب أثناء دراستي، وهي خبرات زادت من حماسي للعمل في هذا المجال، بل وأرشدتني لكيفية إحداث التغيير الإيجابي الذي أسعى لتحقيقه في مجال تخصصي بل وفي العالم بشكل عام".

بندر العبد الله، في جامعة تكساس إي أند أم في قطر.

سارة ليديتوفت، في جامعة جورجتاون في قطر.

الحفاظ على التركيز
اعتبر بندر العبد الله، طالب قطري متخصص في الهندسة الكيميائية في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، أنّ الانتقال للتعلم عن بعد خلال الجائحة مُجهد، قائلاً: "قد تشعر بالإحباط نتيجة قلة التفاعل المباشر مع الزملاء، والتواصل معهم كمجرد أسماء على الشاشة في بعض الأحيان".

أضاف: "أعتقد كذلك بأن التحوّل للتعلم عن بُعد، قد أثر سلبًا على مهارات العرض لدينا. في الوضع الطبيعي، تتم العروض التقديمية أمام جمهور بحيث تكون محط أنظار الجميع، وعليك التحدث بنبرة صوت واضحة والاهتمام بلغة الجسد والإيماءات المناسبة أثناء التقديم. بينما يختلف الوضع تمامًا عند القيام بعرض تقديمي أمام شاشة، فهي تمنحك شعور زائف بالراحة لن يكون مماثل للواقع".

تابع: "على صعيد الدراسة، يساعدنا أساتذتنا في الحفاظ على تركيزنا، ويحرصون على جذب انتباهنا باستمرار من خلال طرح الأسئلة، وإشراكنا في مناقشات جماعية للتعويض عن سلبيات التباعد الاجتماعي".

لا يزال العبد الله يتطلع إلى بدء مسيرته المهنية، ويعتقد أن اختيار الهندسة كان قرارًا ذكيًا، نظرًا للفرص المتاحة في قطر، كونها دولة تواصل النمو لتصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة العالمي.

التفكير الإبداعي
بالنسبة لسارة ليديتوفت، طالبة سويدية، تدرس السياسة الدولية بجامعة جورجتاون في قطر، فإن تجربة الدراسة في الفصل هي أكثر ما افتقدته على الإطلاق.

تقول سارة: "على الرغم من إمتناني الشديد للذكاء الإصطناعي وأدوات التكنولوجيا التي مكّنتنا من التكيف إلى هذا الحد مع أزمة الجائحة، إلا أنني ما زلت أشعر بأن المحاضرة "لا تنبض بالحياة" عندما تتم بصورة إفتراضية.

لقد سلّطت الجائحة الضوء على إمكانيات جديدة للتواصل عبر الإنترنت، وأؤمن بأن ذلك سيفيدني في مسيرتي المهنية

سارة ليديتوفت

ومع ذلك، فهي لا تزال واثقة من اختيارها لدراسة السياسة الدولية بغضّ النظر عن التحديات الأخيرة، وأوضحت قائلة: "أعتقد أن القضايا السياسية بشكل عام تستفيد من وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للأفراد التواصل وإجراء مناقشات عابرة للحدود. أعتقد كذلك أن الجائحة قد دفعتنا نحو التفكير بشكل خلّاق حول كيفية عملنا وتواصلنا؛ وسلّطت الضوء على إمكانيات جديدة للتواصل عبر الإنترنت، أؤمن بأن ذلك سيفيدني في مسيرتي المهنية. على سبيل المثال التحقتُ في مايو الماضي بتدريب عن بُعد، وتمكّنتُ من العمل أثناء تواجدي في دولة مختلفة".

آريا مينالي، في جامعة نورثوسترن في قطر.

نعيمة المجدوبة، في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر.

روح التفاؤل
بالنظر إلى نموذج التعلّم التي تطلبّه الجائحة، والذي اختلف كثيرًا عن التوقعات السابقة للطلاب، قالت آريا مينالي، طالبة نيبالية، تدرس الصناعات الإعلامية والتكنولوجيا في جامعة نورثوسترن في قطر: "عندما تقدمتُ للدراسة في جامعة نورثوسترن في قطر، لم أتوقع مطلقًا حضوري لصفوف الإنتاج عبر الإنترنت، أو أنني سأتعلم استخدام المعدات أو مساحات العمل عبر تطبيق إفتراضي، فطالما تصورتُ أن حياتي المهنية ستتطلب أن أتواجد في المكتب على الدوام وبوجود أشخاص آخرين حولي طوال الوقت".

أنا متفائلة بشأن مستقبل التعلّم عن بُعد الذي سيتيح تجربة مماثلة للتعلم في الصف

آريا مينالي

تابع: "ومع ذلك، فإنّ هذا التحوّل إلى بيئة افتراضية، وحقيقة أن التعليم لم يعد مقصورًا على مساحة مادية يُعدّ أمرًا مدهشًا بالفعل. فهناك مجال كبير لتحسين طرق التعلّم الافتراضي، وأنا متفائلة بشأن مستقبل التعلّم عن بُعد الذي سيتيح تجربة مماثلة للتعلم في الصف".

لا تستهين بقدرات جيل يتمتع بهذا القدر من الصبر والإصرار

نعيمة المجدوبة

تابعت: "مثل هذه الجهود جعلت المجتمع الطلابي في مؤسسة قطر يشعر بالتقدير والاهتمام على الرغم من صعوبة الموقف. فالحالة الذهنية الجيدة للطلاب تجعلهم يبذلون قصارى جهدهم من الناحية الأكاديمية، وقد أتاح دعم مؤسسة قطر المستمر لهم الشعور بالراحة والتمكين خلال تلك الظروف. كما أن الخطوات الهامة التي تم اتخاذها لضمان سلامتنا والعودة إلى الحرم الجامعي قد شجعتنا على التطلع إلى العودة لنمط الحياة الطبيعية".

وتعتقد نعيمة المجدوبة، طالبة أردنية، تدرس التصميم الجرافيكي في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، أن هذا العام أخرجها عن المألوف وجعل منها شخصًا أفضل. وجاء وصفها لردّة فعل جيلها أمام التحديات التي واجهوها خلال تلك المرحلة الحرجة في حياتهم قائلًة: "لا تستهين بقدرات جيل يتمتع بهذا القدر من الصبر والإصرار، فنحن نواجه جائحة عالمية. في الوقت ذاته، نتعمق في دراسة التخصصات التي تثير اهتمامنا، ونعمل بأساليب مبتكرة للتغيير والتكيف مع طرق التعلم الجديدة. وعلى الرغم من كل التحديات التي نواجهها، لانزال نتطلع إلى مستقبل مشرق".

قصص ذات صلة