إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
26 January 2020

خبراء يناقشون تنظيم عمل الشركات التكنولوجية خلال مناظرة مؤسسة قطر في دافوس

مشاركة

تبادل الخبراء وجهات النظر المختلفة خلال الفعالية التي تستضيفها مناظرات قطر بالتعاون مع نيويورك تايمز

تناول نقاش استضافته مناظرات قطر في مدينة دافوس بالتعاون مع صحيفة نيويورك تايمز دور الشركات التكنولوجية الكبرى في التأثير على الاقتصادات والمجتمعات وعلى حياة الناس، وما يطرحه ذلك من تساؤلات قائمة حول إمكانية الوثوق بهذه الشركات لتكون ذاتية التنظيم.

استضافت مناظرات قطر النقاش في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بالتعاون مع نيويورك تايمز

شارك في النقاش الذي اتبع نمط أكسفورد، والذي نظمه عضو مؤسسة قطر والصحيفة الأمريكية على هامش الاجتماع السنوي الخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي، ستة متحدثين التقوا وجهًا لوجه لمناقشة ما إذا كانت هناك حاجة إلى وضع مبادئ تنظيمية جديدة لتغيير المشهد التكنولوجي، أو إذا كان ينبغي السماح للشركات بأن تكون ذاتية التنظيم.

وفي نقاشه الذي يؤيد عدم الوثوق بالشركات التكنولوجيا العالمية لتكون ذاتية التنظيم، قال شاران بورو، الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال:" أريدك أن تفكر في العصر الذي نعيش فيه، إنه عصر الغضب الذي يشهد انهيار الثقة في الحكومات والمؤسسات الكبرى بسبب فشلها في حماية الناس، وتقاسم الرفاه بشكل عادل".

إن تأثير شركات التكنولوجيا الكبرى ليس إيجابيًا، فهذه الشركات تفسد الخصوصية والمنافسة والديموقراطيات لأنها تتحول إلى احتكارات عالمية.

شاران بورو

وأضاف:" إن تأثير شركات التكنولوجيا الكبرى ليس إيجابيًا، فهذه الشركات تفسد الخصوصية والمنافسة والديمقراطية لأنها تتحول إلى احتكارات عالمية. من يملك الحق في احتكار السلطة؟ لم نقبل ذلك يومًا من الحكومات، ولم نقبله أيضًا من الشركات"

وبدورها، قالت ليزا ويتر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمنصة "آبوليتيكال": "تدعو شركات التكنولوجيا الكبرى إلى هذا التنظيم، والرؤساء التنفيذيون يطلبون مساعدتهم في تحقيق هذا الأمر". وذلك في إشارة إلى رؤساء الشركات التكنولوجية العالمية مثل مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك، وبراد سميث رئيس مايكروسوفت، وسوندار بيتشاي، مؤسس ألفابت، والذي قال في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن الذكاء الاصطناعي يحتاج دون شك إلى تنظيم.

ومن جهتها، عارضت ريبيكا ماسيساك، الرئيس التنفيذي لشركة "تكسوب" هذا الرأي مشيرة إلى أن التنظيم الذاتي يتطلب اتباع نهج يشمل أصحاب المصلحة متعددي التخصصات، وتساءلت: "هل يمكننا الوثوق بالحكومات؟ والتي تمتلك أيضًا أجندتها الخاصة، ففي بعض الأحيان، لا تأخذ هذه الحكومات في عين الاعتبار ما هو الأفضل للمواطنين، كما أنها ليست عالمية، في حين أن المشكلات هي كذلك".

وأضافت: "قد نتمكن من الوثوق بشركات التكنولوجيا الكبرى للتنظيم الذاتي من خلال نموذج يشرك مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة العالميين، والشركات، والحكومات، والأوساط الأكاديمية، وأيضًا موظفي الشركات التكنولوجية الكبرى، والمجتمع المدني. لدى العديد من ملايين الموظفين في مجال التكنولوجيا في 50 دولة إمكانية التأثير بشكل كبير على شركات التكنولوجيا الكبرى للتنظيم الذاتي. دعونا نضع شركات التكنولوجيا الكبرى أمام هذا التحدي، فهي قادرة على التنظيم الذاتي وعلينا الوثوق بها، وهناك نموذج يمكن أن يحمي حقوق المواطنين الرقميين. "

لا يمكننا القضاء على أوزة الابتكار الذهبية

مالكولم فرانك

وأكد مالكولم فرانك، رئيس الأعمال الرقمية في "كوجنيزنت"، أن شركات التكنولوجيا الكبرى تخضع بالفعل، إلى حد ما، للتنظيم من قبل الجمهور، قائلًا أمام الحضور: "يُتيح هذا القطاع خيارات متعددة وبتكاليف منخفضة للغاية. فإذا كنت لا تحب خرائط جوجل؟ إذًا انتقل إلى خرائط أبل، وإذا كنت لا تحب استخدام متصفح بينغ؟ يُمكنك الإنتقال إلى جوجل. وبهذا، فإن الشركات الرقمية تخضع فعلًا للتنظيم الصحيح بطرق عدة".

وأضاف: "لا يمكننا الحد من الابتكار، ففي الوقت الحالي، يتم التركيز في وادي السليكون على تحقيق الابتكارات الصغيرة، ونحن في طريقنا إلى تحقيق إنجازات أكبر. كيف يمكننا تحويل نظام الرعاية الصحية؟ كيف يمكننا ضمان أن نظام التعليم يمكّننا جميعًا من إدراك إمكاناتنا الحقيقية؟ هذه هي الفرص التي سوف نحظى بها إذا أفسحنا المجال للتكنولوجيا الكبرى لمواصلة الابتكار بالمعدّل الحالي".

بعد أن قّدم المتحدثون وجهات نظرهم المختلفة، ناقش الحكام هذه الآراء معهم، وفرضوا تحديات جديدة على المتناظرين.

أؤمن أن هذا النقاش يركز على الإنسان، ولكنني أرى أن معظم الخدمات يتم تقديمها من خلال خوارزميات وليس من خلال أشخاص حقيقيين، وهذا بحد ذاته إشكالية

الدكتور محمود براج

ومن جهته، سلط الدكتور محمود براج، أخصائي برنامج التوعية في مناظرات قطر، الضوء على اعتماد المجتمع في عالمنا اليوم على التكنولوجيا المتقدمة، قائلًا: أعتقد أن هذا النقاش يركز على الإنسان، ولكن معظم الخدمات يتم تقديمها من خلال خوارزميات وليس من خلال أشخاص حقيقيين، وهذه إشكالية بحد ذاتها".

وبدورها، تحدثت عضو التحكيم هيلين كلارك، رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، عن صعوبات التنظيم المحتمل في الشركات التكنولوجية الكبرى، قائلةً: "ستحاول هذه الشركات إيجاد طريقة للتغلب على أي تنظيم نفرضه عليها". كما تساءلت عما إذا كان الناس يعتقدون أن شركات التكنولوجيا الكبرى تريد أن تخضع فعلًا للتنظيم، أم أنه مجرد أسلوب "تسويق" تتبعه الشركات؟

بعد الملاحظات الختامية، صوت أعضاء الجمهور على الاقتراح، وبأغلبية ساحقة، وافقوا على أنه لا يمكن الوثوق بشركات التكنولوجيا الكبرى في التنظيم الذاتي.

وفي ختام هذا الحدث، قال عبد الرحمن السبيعي، رئيس قسم البرامج والتواصل والتسويق في مناظرات قطر:"إن نقاش اليوم هو موضوع مهم بالنسبة لنا في مناظرات قطر، فهدفنا هو خلق مفكرين ناقدين يُمكنهم اتخاذ قرارات مهمة لمستقبلنا".

في الواقع، نحن نحتاج إلى التفكير بعناية فائقة حول الطريقة التي ندير بها التكنولوجيا وننظمها بما يفيدنا

عبد الرحمن السبيعي

وأضاف: "في الواقع، نحن بحاجة إلى التفكير بعناية فائقة حول الطريقة التي ندير بها التكنولوجيا وننظمها بما يفيدنا، وتحديد مهارات التفكير النقدي المناسبة للتعامل مع عالم التكنولوجيا."

سيكون النقاش متاحًا للمشاهدة عبر قناة مناظرات قطر وقناة نيويورك تايمز على اليوتيوب.

قصص ذات صلة