إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
2 January 2020

كسر الحواجز التي تبنيها الوصمة

مشاركة

دور مؤسسة قطر وإيمانها بأهمية الحوار وفتح الآفاق ساعد طلاب الطب على أداء دورهم في رفع الوعي حول فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز

الصمت الغريب، الخجل، السلبية، عدم الثقة والتهميش، هذه هي الوصمات والخرافات والمعلومات الخاطئة التي لا تزال تحيط بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، والتي تُشير إلى أن هذا النوع من الانطباعات لا يزال شائعًا في المجتمع العالمي.

في كثير من أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، يُنظر إلى فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز على أنه من المحرمات ومن الموضوعات التي لا ينبغي الحديث عنها.

ولكن في مؤسسة قطر، والتي تُعد مركزًا للحوار والخطاب ومناقشة أهم القضايا التي تواجه العالم، فالأمر مختلف، وذلك حسبما شهده مجموعة من طلاب الطب من قطر أثناء محاولتهم لكسر حواجز الخوف والجهل التي تعرقل الجهود المبذولة لمعالجة هذه القضية.

تُعد اللجنة القائمة على الصحّة والحقوق الإنجابيّة والجنسيّة (SCORA) ومن ضمنها نقص المناعة البشرية/الإيدز إحدى اللجان التابعة لجمعية طلبة الطب في قطر، والتي تضم نخبة من أطباء المستقبل من مختلف الجامعات في البلاد، وتضع على عاتقها تعزيز الوعي وتثقيف المجتمع حول مرض نقص المناعة البشرية والإيدز. وانطلاقًا مع اليوم العالمي للإيدز في ديسمبر، أعلنت الجمعية عن جهودها المتضافرة للمساعدة في التخلص من الوصمة المرتبطة بهذا المرض.

ومن ضمن هذه الجهود إطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى تزويد الجمهور بمعلومات حول فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، وذلك من خلال الشعر والتصوير الفوتوغرافي والرسومات ووجهات النظر المتعلقة بالحالة، والتي قام بها طلاب من وايل كورنيل للطب - قطر، وجامعة قطر، وجامعة كالجاري في قطر. واختتمت الحملة بفعالية خاصة أقيمت في وايل كورنيل للطب – قطر، حيث عزز الطلاب اطلاعهم على فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، من خلال الاستماع عبر الفيديو إلى قصص المرضى الذين حاربوا هذا المرض، والتصورات العامة المحيطة به.

قال عبدالله توم، رئيس جمعية طلبة الطب في قطر، وطالب في السنة الثانية في وايل كورنيل للطب – قطر: "يميل المجتمع إلى تجاهل القضايا التي لا يريد الحديث عنها، لكنّ عدم الحديث عن هذه القضايا لا يعني أنها غير موجودة".

وتابع: "نسعى إلى تسليط الضوء على القضايا التي يواجهها المجتمع، سواء في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، أو حملات التوعية بالصحة النفسية التي نعمل على إعدادها. هذه هي الموضوعات التي يحاول الكثيرون في المجتمع تجاهلها، مما يتسبب في وصم الأشخاص الذين يعانون من هذه المشاكل، ويجعلنا ندور في حلقة ويزيد الأمر سوءًا.

وأضاف: "هدفنا هو كسر هذه الحلقة والتخلص من الوصمة من خلال التحدث عن هذه المواضيع".

حضر حوالي 30 طالبًا من جمعية طلبة الطب في قطر الفعالية الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز في مؤسسة قطر، وارتدوا اللون الأحمر تعبيرًا عن دعمهم لمن يعانون من هذه الحالة، وشكلوا أنفسهم في شكل شريط فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز لالتقاط على صورة رمزية، كما قاموا أيضًا بالتصويت على المشاركات الفائزة في المسابقة الفنية "إيجابية بلا حدود"، الذي أقيم بمناسبة اليوم العالمي للإيدز.

ومن جهتها، علّقت مشاعل الصديقي، طالبة في السنة الأولى في كلية الطب بجامعة قطر قائلة: "نحن ملتزمون بمساعدة الناس ليتعرفوا على فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، والمساهمة في تغيير التصورات الشائعة في مجتمعنا حول هذا المرض".

وتابعت: "لا يمكن ولا ينبغي النظر إلى فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز بنفس التصور الذي كان منذ 30 عامًا، وهو أمر يتعين علينا مواجهته وتثقيف الناس حوله، فتجنب هذا الموضوع ليس الحل، وبدورنا كطلاب في كلية الطب، تقع علينا مسؤولية رفع وعي الناس، فمن المحزن أن يكون موقفنا هو تجنب الحديث عن هذا المرض خوفًا من أن يحكم الناس علينا، فمعارضة مناقشة موضوع لا يجعله يختفي، وتجنب المشكلة لا يعني أننا لسنا بحاجة لمعالجتها.

وأضافت: "يجب أن يكون عالمنا اليوم أكثر انفتاحًا وتعاطفًا مع الآخرين، ونحن نشعر بالقوة حينما تتاح لنا مثل هذه الفرصة في مؤسسة قطر لمناقشة هذه الموضوعات بشكل صريح، ولم نشعر أبدًا بأن الناس ينظرون إلينا ويسألون "لماذا تتحدث عن هذا؟" وأعتقد أن هذا يدل على أن الثقافة تتغير كما هو الحال بالنسبة للطب، ومن خلال حملات كهذه، يمكننا أن نساهم في بناء مجتمع أكثر انفتاحًا".

وأيّدتها الرأي غادة عبدالعزيز، طالبة في السنة الخامسة في كلية الطب بجامعة قطر، والتي تشغل منصب المسؤول الوطني في اللجنة القائمة على الصحّة والحقوق الإنجابيّة والجنسيّة (SCORA)، وعلّقت قائلة: "إن الدعم الذي تقدمه وايل كورنيل للطب - قطر ومؤسسة قطر مهم جدًا بالنسبة لنا، حيث تتيح لنا هذه الفعالية الفرصة لتعزيز الوعي والثقافة، ونحن نسعى لمواصلة ذلك للوصول إلى جمهور أكبر وتحقيق أهداف أسمى".

وتابعت: "لا يتم الحديث عن فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز على نطاق واسع في المجتمع بسبب وصمة العار التي تحيط بهما، والخطر يكمن في أن هذا يمنع الناس من إجراء الاختبارات والحصول على الدعم الذي يحتاجونه ليعيشوا حياة طويلة وسعيدة. وبدورنا كشباب، نؤمن بأننا قادرون على مواجهة هذه الحالات من خلال المساعدة في نشر المعلومات الصحيحة، بغض النظر عما إذا كانت وصمة العار مرتبطة بها".

شاركت في الفعالية الدكتورة سارة سلامة من مؤسسة حمد الطبية، والتي تحدث إلى الطلاب حول أهمية بناء علاقة قائمة على الثقة مع مرضى فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، ومساعدتهم على تقبل تشخيصهم والتعرف على فعالية العلاجات المتاحة اليوم، والشعور بالثقة أمام الآخرين حول حالتهم. وقالت: "الوصمة ناجمة عن نقص المعرفة، وأولويتنا هي نشر الثقافة حول فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز".

صورة 1 من 3

وأضافت: "ما تقومون به هو أمر في غاية الأهمية، وأتمنى أن تصل الخطوة القادمة إلى نطاق أوسع من الجمهور".

ومن جهته، عبر توم عن أمله بأن تُسهم الحملة في تغيير انطباعات الناس وفتح آفاقهم، وقال: "لقد قطعنا شوطًا كبيرًا داخل مجتمع الرعاية الصحية، لكننا بحاجة إلى توسيع نطاقنا".

وأضاف: "حظينا بدعم كبير من طلاب الطب في جميع أنحاء المنطقة، وكذلك هنا في وايل كورنيل للطب – قطر ومؤسسة قطر. وذلك يدل على أننا نُشرك الناس ونجري المحادثات ونخلق مساحة آمنة حيث يمكن للأشخاص التحدث بحرية حول هذه القضية. إننا نسعى إلى تطبيع الحديث عن قضايا كهذه الوصمة، ويسرّنا أن نتواجد في مكان يرحب بمثل هذه المناقشات، ومن الجيد رؤية الدعم الذي حظيت به هذه الحملة. إن جيلنا لا يقبل ببساطة الحدود التي وضعها المجتمع في الماضي. ولذلك، فنحن نعمل من أجل كسر هذه الحواجز، ولا داعي لتأجيل ذلك إلى بعد التخرج ما دمنا قادرين على إحداث التغيير اليوم بما لدينا من حماس وإندفاع".

قصص ذات صلة