للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
ناقش الخبراء كيف يمكن للتعاون أن يُستخدم كاستراتيجية لتعزيز تكافؤ الفرص في التعليم
ساهمت جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) في تسليط الضوء على أوجه عدم المساواة داخل أنظمتنا التعليمية الحالية، هذا ما صرح به أحد الخبراء المشاركين في الجلسة الافتراضية لمنتدى التعليم والتعلّم الذي تنظمه مؤسسة قطر، مؤكدًا أن "اتخاذ نهج التعاون كاستراتيجية يتم تطبيقها داخل المدارس، وفيما بينها، ومع الأطراف المعنية يمكنه المساعدة في إحداث تغيير حقيقي".
تحدث البروفيسور ملفين أنيسكو المتخصص في التعليم بجامعة مانشستر في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي نظمه معهد التطوير التربوي التابع للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، وقال: " لا ينبغي أن نتوقع بأن انتهاج مبدأ التعاون هو أمر سهل على الدوام، فالتحديات التي نواجهها – خلال سعينا لتعليم كل طفل بصورة فعالة – هي تحديات معقدة، والتعاون يمكنه مساعدتنا على التفكير بطرق جديدة، ومشاركة الأفكار، وإيجاد حلول وإمكانيات مبتكرة، ولكن التعاون في حد ذاته يستغرق الكثير من الوقت".
ركزت النسخة الافتراضية من منتدى التعليم والتعلم 2020 من تنظيم في مؤسسة قطر على جعل التعليم مستدامًا في المستقبل.
في حديثه عن كيفية منح كل طفل الفرصة للمشاركة والتعلم بشكل فاعل، أوضح البروفيسور أنيسكو أن تكافؤ الفرص في التعليم يعني أن يتمتع كافة الأطفال بالأهمية ذاتها، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أننا قد حققنا النجاح الذي نطمح إليه.
وقال البروفيسور أنيسكو: "إنه تحول كبير، بل قد يصفه البعض بالنقلة النوعية – أو كمنظور آخر للمهمة التي أمامنا. التغيير بلا شك هو أمر معقد وصعب، وعلى الرغم من ذلك، ينبغي علينا اتخاذ خطوات على مهل وتدريجيًا لنتمكّن من المضي قدمًا وإحراز التقدم".
وأردف: "أولاً وقبل كل شيء، علينا أن ننظر داخل مدارسنا. ذلك المكان الذي يجب أن يتم فيه التعلّم بصورة مهنية. يجب أن تكون المدارس مكانًا لا يقتصر على تعلّم الأطفال فحسب، بل محيط يشمل تعلم الطلاب، والمعلمين، وكافة العاملين في داخل نطاق المدرسة معًا".
يجب أن تكون المدارس مكانًا لا يقتصر على تعلّم الأطفال فحسب، بل محيط يشمل تعلم الطلاب، والمعلمين، وكافة العاملين في داخل نطاق المدرسة معًا
وتابع: " المدارس التي تحرز تقدمًا هي تلك التي ما تطرح تساؤلات وتقوم بتحليل سياقها الخاص، وتنقب عن الأمثلة على الممارسات الجيدة، وتقوم بالتغييرات اللازمة، ثم تعمل بكل كوادرها من أجل تطوير حلول إضافية لمشكلات الممارسة".
أشار البروفيسور أنيسكو أيضًا إلى أهمية العلاقة بين التي تربط بين المدارس ، قائلاً: "هناك الكثير لنتعلمه من المدارس التي تتعاون فيما بينها على الممارسة التعليمية".
البروفيسور ميلفن أنيسكو، المتحدث في الجلسة الافتتاحية للمنتدى.
وشدد كذلك على دور العوامل الأخرى ذات الصلة خارج إطار المدرسة، قائلاً: "هناك العديد من العوامل الأخرى في المجتمع التي تؤثر على حياة الأطفال – مثل المواصلات، والسكن، والظروف الاقتصادية والتوظيف. ومن خلال البحث الذي أجريناه، رأينا أنه من الضروري إشراك العائلات في عملية التعليم، والعمل مع أطراف أخرى - الشركات والجامعات والمؤسسات الفنية - لإضافة قيمة للعمل الذي تقوم به المدارس".
ما يتعين على الناس فعله هو إظهار التزامهم بالتعاون: ليس فقط بالحديث عنه، ولكن من خلال المشاركة الفعالة فيه
وأوضح كذلك: "ما يتعين على الناس فعله هو إظهار التزامهم بالتعاون: ليس فقط بالحديث عنه، ولكن من خلال المشاركة الفعالة فيه. يجب أن نشجع ثقافة الاستفسار وطرح الأسئلة باستمرار، بحيث تصبح المدرسة مكانًا للاستفسارات وجمع الخبرات".
حضر المشاركون في المنتدى سلسلة من المناقشات الافتراضية والجلسات الجانبية، بما في ذلك بناء مجتمعات تعليمية شاملة وميسرة، والتعليم والتعلم الشخصي، والتسويق للمدارس.
إذا تمكّنا من استخدام العولمة المحلية لتزويدنا بالمصداقية والملاءمة، فإن ذلك يرتبط مباشرة بالتحفيز والمشاركة وإنجاز الطلاب، لأنه كلما زاد تفاعل الطلاب وتحفيزهم، زاد تعلمهم
من جانبه، تحدث مالكولم نيكولسون، مدير إريموس للتعليم، خلال جلسة "عولمة المناهج محليًا"، عن العولمة المحلية "كمصطلح مبتكر حديثًا في مجال التعليم" وهي زاوية مناسبة لتحديد كيفية ربط عملية التعلم بتجارب الحياة الواقعية. حيث قال: "إذا تمكّنا من استخدام العولمة المحلية لتزويدنا بالمصداقية والملاءمة، فإن ذلك يرتبط مباشرة بالتحفيز والمشاركة وإنجاز الطلاب، لأنه كلما زاد تفاعل الطلاب وتحفيزهم، زاد تعلمهم. والطلاب السعداء يتعلمون، على عكس الطلاب القلقون أو الذين يشعرون بالتوتر".
حضر المشاركون في المنتدى سلسلة من الجلسات التي تسلط الضوء على بناء مجتمعات تعليمية شاملة وميسرة، والتعليم والتعلم الشخصي.
وأضاف: "نحن بصدد تعليم الموضوعات العالمية، والتحدث عن القضايا العالمية الكبرى، ثم استخدام الأمثلة المحلية، حيث يمكن للطلاب المشاركة في فعل شيء على أرض الواقع، واستخدام المهارات التي طوروها. وهو ما سيتيح لهم استخدام ما تعلموه في إحداث فرق على الصعيد المحلي لقضية ما ترتبط بسياق عالمي والعكس صحيح. أي، أن يتم النظر إلى القضايا العالمية من منظور محلي - وتوفير سياق عالمي لاكتساب المعرفة المحلية واستخدام المهارات".
جمع الحدث الذي تم تنظيمه تحت شعار "نحو تعليم مرن" بين أكثر من 1600 مشارك للنظر في كيفية جعل التعليم مستدامًا بعد أزمة كوفيد-19.