إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
22 December 2020

استاد المدينة التعليمية يستخدم ميزات تصميمية رائدة صديقة للبيئة

مشاركة

مديرة الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث تسلط الضوء على مزايا تصميم استاد المدينة التعليمية وتعتبره تعزيزًا لمعايير الاستدامة

حينما يتعلق الأمر بالتنمية المستدامة، قد لا يصحّ دائمًا النهج الذي مفاده أن "مقاسًا واحدًا يناسب الجميع". ففي البلدان شديدة البرودة، لا يُعتبر تكييف الهواء ضرورة كما هو الحال في قطر خلال أشهر الصيف. كيف ستحافظ قطر إذن على برودة أجواء ملاعبها مع الالتزام بمعايير الاستدامة والحفاظ على البيئة خلال الفترة التي تشهد الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022؟

وجود مبنى يلبي جميع معايير الاستدامة، ثم يظل غير صالح للاستخدام لشهور عديدة من كل سنة، هو وضع يتناقض مع جوهر الاستدامة

بدور المير

قالت المهندسة بدور المير، مديرة الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "قطر لديها مناخ مختلف تمامًاً، وبدون مكيفات الهواء، يمكن للحرارة الشديدة أن تجعل الملاعب غير صالحة للاستخدام خلال فترة تصل إلى نصف عام على الأقل. ولكن وجود مبنى يلبي جميع معايير الاستدامة، ثم يظل غير صالح للاستخدام لشهور عديدة من كل سنة، هو وضع يتناقض مع جوهر الاستدامة."

بدور المير

وانطلاقًا من ذلك، فقد تم إدخال العديد من الميزات التصميمية في بناء استاد المدينة التعليمية، وهو أحد ملاعب بطولة كأس العالم 2022، حتى يصبح نموذجًا للاستدامة ولضمان إمكانية استخدامه على مدار العام. ولذلك كان الاستاد هو أول ملعب من ملاعب البطولة يحصل على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس" من فئة الخمس نجوم، وهي أول منظومة تستند على الأداء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد تم تطويرها لتصنيف المباني الخضراء ومنشآت البنية التحتية.

التصميم السلبي الذي يتفاعل مع المناخ ولا يقف ضده أحد العناصر الأساسية للاستدامة خلال مرحلة وضع التصور الخاص بالملعب.

بدور المير

تضيف المير: "كان التصميم السلبي أحد العناصر الأساسية للاستدامة خلال مرحلة وضع التصور الخاص بالملعب. إن التصميم السلبي، الذي يتفاعل مع المناخ ولا يقف ضده هو نهجٌ في تصميم المباني يستعين بالهندسة المعمارية لخفض استهلاك الطاقة. فهو يقلل من الحاجة إلى التبريد الإضافي، والذي يمثل عمومًا نسبة كبيرة من استهلاك الطاقة."

وحول ميزات التصميم السلبي المتعددة، أوضحت المير: "قد لا يلاحظ كثيرون ذلك، ولكن الملعب في جزءٍ منه مبني تحت مستوى سطح الأرض. وإذا دخلتَ الاستاد من مستوى سطح الأرض، سيكون عليك النزول عبر درجٍ طويل للوصول إلى أرضية الملعب. وهذه الميزة متوفرة في جميع الملاعب التي سوف تستضيف مباريات كأس العالم لكرة القدم في قطر، ولكني أعتقد أن أعمقها هو ذلك الموجود بالمدينة التعليمية."

وتسمى المباني التي يتم تشييدها تحت مستوى سطح الأرض وتحيط بها التربة مبان مغطاة بالأرض. وأكبر ميزة في مثل هذه المباني هي أن التربة المحيطة تصبح بمثابة "بالوعة حرارية"، ومن ثم تمتص الطاقة الشمسية مما يمنع تسخين المبنى ومن ثم تقل احتياجات التبريد."

وأوضحت المير: "كانت لهذه الميزة فائدة أخرى، وهي أنه أثناء عملية الحفر تم إخراج كتل صخرية ضخمة من تحت سطح الأرض. وبالرغم من أنه عادة ما يتم استخدام الخرسانة في إنشاء الأساسات، فقد تمكنا من إعادة استخدام هذه الكتل الصخرية في الأساسات عبر وضعها مرة أخرى وصب الخرسانة من فوقها – وهذه الخرسانة تعرف باسم الخرسانة السيكلوبية أو خرسانة الدبش".

يجب أن تكون الاستدامة هدفًا أساسيًا منذ مرحلة وضع التصور الخاص بالمبنى، ثم يمكنها لاحقًا تعزيز عملية التصميم بأكملها

بدور المير

لم يقلل هذا من كمية الخرسانة المستخدمة في عملية البناء فحسب، بل أدى أيضًا إلى تسريع عملية البناء وتقليل احتياجات النقل سواء للخرسانة العادية أو للكتل الصخرية المستخرجة.

وأضافت:"لقد ظل الالتزام بمعايير الاستدامة هدفًا ثابتًا طوال مرحلة التشييد، مما أدى لإدخال بعض التغييرات حتى حينما بدأ هيكل الاستاد يأخذ شكله النهائي. ولعل أبرزها واجهة الاستاد وهي الألواح الخارجية ذات الزوايا. كان الألومنيوم هو الاختيار الأول للمادة التي ستصنع منها، ولكن تم تغييره لاحقًا واستخدام نسيج عالي الكفاءة. وكان إدخال هذا التغيير مدفوعًا بشكل جزئي بمعايير الاستدامة حيث إن إنتاج الألومنيوم يُعتبر عملية كثيفة الاستخدام للطاقة."

ويحمي هذا النسيج الجزء الخارجي من الملعب، فيحُول بذلك دون وصول أشعة الشمس المباشرة للمبنى، وبالتالي ينجح في تقليل الحِمل الحراري على المبنى.

صورة 1 من 3

ولفهم كيفية حدوث ذلك، يمكنك التفكير في الفرق الكبير بين درجة حرارة السيارة حينما توجد تحت أشعة الشمس المباشرة مقارنة بوجودها في الشمس ذاتها ولكن في مكان مُظلَّل.

وهناك ميزة أخرى مهمة توجد بهذا الملعب وهي الفتحات الهوائية الكبيرة الموجودة على الطرفين الشمالي والجنوبي من المبنى. وقالت المير "إن استاد المدينة التعليمية هو ما نسميه مبنى يتنفس. وهذه الفتحات تؤدي تقريبًا دور الرئتين بالنسبة للملعب وتساعده في التنفس، وتضمن وجود تدفق مستمر للهواء عبر السماح بدخول الهواء النقي إلى الملعب وإخراج الهواء الساخن الملوث من الداخل. كل هذا دون استهلاك أي قدر من الطاقة".

وأضافت المير: "يجب أن تكون الاستدامة هدفًا أساسيًا منذ مرحلة وضع التصور الخاص بالمبنى، ثم يمكنها لاحقًا تعزيز عملية التصميم بأكملها وتحقيق قيمة أكبر في العديد من الجوانب للأجيال القادمة".

قصص ذات صلة