إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
18 November 2020

سفارة السويد وقطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة يناقشان الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق

مشاركة

أكاديميون وخبراء من القطاعين الحكومي والخاص يجتمعون للحديث عن التطورات والتحديات

يواجه عالمنا اليوم العديد من التحديات في مجال تغير المناخ والأمن والصحة. ومن المرجح أن يلعب الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق دورًا رئيسيًا في التوصل إلى حلول لمجابهة تلك التحديات.

نظمت سفارة السويد في قطر، بالشراكة مع قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر، مؤخرًا ندوة افتراضية حول الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق، حيث جمعت الندوة أكاديميين وخبراء من القطاعين الحكومي والخاص.

خالد فخرو

وتناول النقاش، من بين موضوعات أخرى، البحوث القائمة في البلدين، والعوامل الرئيسية التي تُمكّن الدول والشركات من الدخول في حلبة المنافسة بمجالي الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق، وكيف يمكن للقطاعات المختلفة العمل معًا في المجالين لتحقيق المصلحة العامة.

للمساهمة بشكل حقيقي في مجال الذكاء الاصطناعي، تحتاج الدولة إلى مستهلكين مؤهلين في الذكاء الاصطناعي على جميع أصعدتها

أشرف أبو النجا

وفي حديثه عن العوامل التي تمنح الدول دورًا فعّالًا في مجال الذكاء الاصطناعي، قال الدكتور أشرف أبو النجا، مدير أبحاث معهد قطر لبحوث الحوسبة التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر: "للمساهمة بشكل حقيقي في مجال الذكاء الاصطناعي، تحتاج الدولة إلى مستهلكين مؤهلين في الذكاء الاصطناعي على جميع أصعدتها، لفهم كيفية استخدامه في حلّ المشاكل المختلفة. وتحتاج الدولة كذلك إلى أن تكون منتجة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهنا يصبح دور المعاهد البحثية مهمًا للغاية في إنتاج الذكاء الاصطناعي.

نحن لا نريد مجرد ذكاءًا اصطناعيًا، بل نريد أن نثق به وأن يتمحور حول الإنسان.

فريدريك هاينتز

وأكّد الدكتور فريدريك هاينتز، الأستاذ المشارك في علوم الكمبيوتر في جامعة لينشوبينغ في السويد، أهمية الذكاء الاصطناعي والحاجة إلى تطبيقه في مختلف القطاعات، ونوه قائلًا: "نحن لا نريد مجرد ذكاءًا اصطناعيًا، بل نريد أن نثق به وأن يتمحور حول الإنسان. دعونا ننظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه وسيلة وليس غاية، ولنستخدمه في فعل الخير".

وأشار الدكتور هاينتز أن تطوير نظام ذكاء اصطناعي آمن بإمكاننا الاعتماد عليه، يحتاج إلى دمج المنطق الأسمى مع أنواع مختلفة من أساليب تعلم الآلات المتاحة حاليًا، والتي تعتمد في آلية عملها على البيانات.

وفي قطر، فإن الجهود البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي مستمرة. حيث ناقش الدكتور عثمان بوهالي، مدير حوسبة البحوث وأستاذ البحوث في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، بحثه حول استخدام الذكاء الاصطناعي في العلاج الإشعاعي.

ويعمل فريق الدكتور بوهالي على تطبيق الذكاء الاصطناعي في العلاج الإشعاعي، وتحسين الجرعة المناسبة لكل شخص بعينه. وحول ذلك علّق الدكتور بوهالي: "إن هذا البحث مهم جدًا، خصوصًا للنساء المصابات بسرطان الثدي، حيث أثبتت الإحصائيات أن 30% من النساء اللاتي يخضعن لعلاج إشعاعي سيُصبن بأمراض القلب والأوعية الدموية بعد 5 إلى 10 سنوات من العلاج وذلك بسبب وصول جرعة كبيرة إلى القلب. لذلك فإن تحسين الجرعة يمكن أن يقلل من هذه المخاطر بشكل كبير".

من المهم أن نفهم أن الذكاء الاصطناعي لن يحرز تقدمًا دون الوصول إلى البيانات

عثمان بوهالي

وبدوره أكد الدكتور دانيال رينكرانتز، رئيس قسم إدارة الابتكار في وكالة فينوفا للابتكار، أن عقد الشراكات هو المفتاح الرئيسي الذي يمكّن الدول الصغيرة مثل قطر والسويد من التنافس على المستوى العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي. وتابع: "يجب أن نقبل أننا لا نستطيع أن نفعل كل شيء بمفردنا، ولهذا السبب من المهم بناء العلاقات الدولية. حيث يمكن لدولة ما أن تصبح مرغوبة لعقد الشراكات من خلال تميزها في جانب ما، مثل جمع البيانات أو إنشاء الشركات أو الحاضنات. كما يجب أن تحرص على تقديم عروضًا فريدة عند البيع، وكذلك إنشاء علاقات على المستوى الدولي".

ومن أكبر المشكلات التي تواجه الطب الدقيق هي البيانات الهائلة التي ينتجها وضرورة العثور على أدوات لغربلة البيانات في الوقت المناسب للتوصل إلى نتائج مفيدة.

وقال الدكتور خالد فخرو، رئيس قسم الأبحاث ومدير برنامج الطب الدقيق في مركز السدرة للطب: "من حيث المبدأ، تساعدنا تقنيات الطب الدقيق على رسم خريطة المريض الرقمية وتحويل عينته السريرية الصغيرة إلى ملايين نقاط البيانات المحتملة. وقد يصعب علينا اليوم تشخيص الأمراض باستخدام هذه الطريقة، ولكن هذا هو بحد ذاته المكان الذي سيلتقي فيه الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق لإحداث أكبر تأثير في مجال الرعاية الصحية في المستقبل".

وفي الختام، كان هناك توافق عام في آراء المتحدثين على أن أكبر عائق أمام تطوير هاتين التقنيتين هو صعوبة الوصول إلى البيانات، حيث قال الدكتور بوهالي: "من المهم أن نفهم أن الذكاء الاصطناعي لن يحرز تقدمًا دون الوصول إلى البيانات. وهذا أمر مهم للغاية، إذ علينا أن نساهم في تسهيل الجانب القانوني الذي يسمح للباحثين بالوصول إلى البيانات".

قصص ذات صلة