للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
مصممو المبنى يعاودان زيارته بعد خمس سنوات من افتتاحه
صُمّم جامع المدينة التعليمية بطريقة فريدة تربط بين التراث والحداثة والأصالة، ويعدّ أحد المباني البارزة والمميزة في مؤسسة قطر، ومكانًا روحانيًا لجميع أفراد المجتمع في قطر.
احتفالًا بالذكرى السنوية الخامسة لجامع المدينة التعليمية هذا الشهر، والذي يطلق عليه "ذو المنارتين"، قام المهندسان المعماريان علي مانجيرا وأدا يفارس برافو، بزيارة إلى دولة قطر لمشاركة تجربتهما في تصميم هذه التحفة المعمارية التي حازت على شهرة عالمية.
المعماريان علي مانجيرا وأدا يافرس برافو يعاودان الزيارة لمبنى المنارتين (جامع المدينة التعليمية) الذي صمموه.
قال مانجيرا: "المثير للاهتمام هو أنهم في قطر احتفظوا بمشاعر الروحانية، بينما كانوا يسعون إلى تبني أفكار جديدة"، وتابع: "لا توجد أماكن كثيرة تسعى لتطبيق أفكار جديدة عندما يتعلق الأمر بمبنى يجب أن يحتفظ ويعكس جوهر الطراز الإسلامي".
أضاف: "لا يشبه هذا العمل أي مشروع آخر شاركنا فيه حتى الآن، وأحد الأشياء التي أردنا القيام بها هي إنشاء مبنى معاصر تعكس هويته الإسلام وتتوافق مع الحداثة، ولكننا أردنا أيضًا التأكد من أننا نجذب الأشخاص الذين لديهم نظرة تقليدية أكثر، والطريقة التي بدأنا بها ذلك هي استخدام الخط الإسلامي وآيات مختلفة من القرآن الكريم، وإبرازها في نسيج المبنى، والهدف من ذلك هو تمكين الأفراد من ربط الحداثة بالآيات والعمارة، وإظهاره كمبنى معاصر، ولكنه يحمل رسالة من صميم التقاليد الإسلامية".
تابع مانجيرا: "شعرت أنه سيكون من الملهم القيام بمشروع له علاقة بالعبادة والروحانية، ولكن كان التحدي بالنسبة لنا القيام بشيء مختلف".
مانجيرا الذي يعمل مع برافو، ومدير شركة مانجيرا يافرس للعمارة يأتي من خلفية إسلامية منحته نظرة ثاقبة حول المجتمعات الإسلامية المختلفة، لكنه يقول إن الأفراد من جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن دينهم وثقافتهم، يهتمون بفكرة العبادة.
يجب أن تكون أماكن العبادة محتضنة ومرحبة بالأفراد، وهذا كان هدفنا عندما عملنا على جامع المدينة التعليمية
أوضح مانجيرا: "يجب أن تكون أماكن العبادة محتضنة ومرحبة بالأفراد، وهذا كان هدفنا عندما عملنا على تصميم جامع المدينة التعليمية، ودائمًا ما كان يجول في أذهاننا: ما الذي يمكننا تقديمه بأسلوب جديد؟ كيف نجعل هذا المكان أكثر ترحيبًا بالأفراد من مختلف الثقافات؟ أعتقد أنه كمهندسين معماريين، يمكننا أن نجعل العالم مكانًا أفضل، وأن نعزز أيضًا فهمًا أفضل بين الأديان".
تحدث مانجيرا عن آراء الأشخاص الذين زاروا الجامع، الذين أعربوا عن بساطة استكشافه وإعجابهم به، قائلًا: "أنا سعيد حقًا وفخور بالملاحظات التي تلقيناها، وقد أخبرني أحدهم أن الجامع يعد إحدى المعالم السياحية الرئيسية في قطر، ويقوم بزيارته أفراد من مختلف الثقافات، مما يمكنهم من التعرف على الإسلام ورؤيته كعبادة معاصرة".
وشدد على أن هذا يساعد أفراد المجتمع على كسر الحواجز ونشر المعرفة، قائلاً: "أعتقد أنه يمكننا تثقيف الناس حول الإيمان والعبادة من خلال الهندسة المعمارية، وقد فعلنا الكثير لتغيير طريقة تفكير المجتمع".
أضاف: "الطريقة التي بدأنا بها، تكمن في اختيار دمج عناصر مثل الخط، وفي الوقت نفسه يحتوي الجامع على العديد من القصص، مثل الأعمدة التي تمثل أركان الإسلام الخمسة، وبمجرد أن يدرك الأفراد هذه الأفكار، سيحتضنونها"، مشيرًا إلى "إنه مبنى حديث مبني على مبادئ راسخة: مكان للتعلم والصلاة، مكان للكليات حيث يمكن للأفراد دراسة الإسلام، كما خصصنا مساحة للتعلم، ووضعنا المسجد في جهة، والفناء في المنتصف، وهذا هو نفس التصميم الأساسي لهذا المبنى التاريخي، لكني أشعر أن تسلسل المساحات تجعله معاصرًا".
لقد كان من المدهش أن نرى المبنى على أرض الواقع، وأكثر ما نحبه هو كيف يستخدمه جميع أفراد المجتمع في قطر
أشارت برافو، زوجة مانجيرا وشريكته في تصميم جامع المدينة التعليمية، إلى أن الجمع بين التعلم والعبادة يجعل المبنى فريدًا، قائلةً: "إن الأمر لا يتعلق فقط بالذهاب إلى المسجد، بل يتعلق باكتساب المعرفة والتفاعل مع الأفراد، وما نهدف إليه أيضًا هو تصميمه بطريقة تضمن إدماجه مع الجامعات والمجتمع المحيط به".
أضافت برافو: "لقد كان من المدهش أن نرى المبنى على أرض الواقع، وأكثر ما نحبه هو كيف يستخدمه جميع أفراد المجتمع في قطر، وكيف يقومون بزيارته من جميع أنحاء الدوحة وخارجها للصلاة، وهذا أحد الإنجازات الرئيسية بالنسبة لنا".
أشار المعماريان إلى أنهم أرادوا تصميم جامع المدينة التعليمية بطريقة مرحبة بالأفراد من مختلف الأديان والثقافات.
تابعت: "جزء من اللغة المعمارية للمبنى جاءت من فكرة التدريس، حيث يوضح العمل الفني الجوانب المختلفة للإسلام، لذا فإن كل ما يتعلق بزيارته ينطوي على تجربة الإسلام، وفيما يتعلق بالعواطف التي يثيرها الجامع لمصمميه، تقول برافو: "بدءًا من التصميم وصولاً إلى البناء أعتقد أن الجميع استمتع بالعمل على هذا المشروع لأنه كان شيئًا مختلفًا ومميزًا".
اختتمت برافو، قائلةً: ""لقد كان مشروعًا ضخمًا بالنسبة لنا من حيث الهندسة المعمارية، وقد تعلمنا الكثير من هذه التجربة".