للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
متحدثون دوليون وجمهور عالمي انضموا إلى نقاش إلكتروني حول التحديات والآمال المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا (كوفيد-19)
أكّد أحد المسؤولين في منظمة الصحة العالمية ضرورة أن يتحد العالم "كأسرة واحدة" في مكافحة وباء فيروس كورونا (كوفيد-19)، موضحًا أن العالم لن يغفر لقادته إذا أخفقوا في التعاون معًا للقضاء على هذا الوباء، وذلك خلال مشاركته في النسخة الإلكترونية الخاصة من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية التي عقدتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بالتعاون مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش".
شهدت الجلسة النقاشية التي عُقدت بعنوان: "نحو منحنى منبسط: الاستجابة العالمية لفيروس كورونا (كوفيد 19)"، مشاركة جماهير من شتى أنحاء العالم، تطرّق خلالها الخبراء الدوليون إلى مناقشة مختلف التحديات التي يفرضها (كوفيد-19) على العالم، والأسلوب الذي تبنته مختلف دول العالم في تعاملها مع تلك التحديات، والمخاطر والآثار التي سيخلفها هذا الوباء مستقبلاً، وإمكانية تطوير لقاح ضد هذا الفيروس.
الدكتور دايفد نابارو, المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية لفيروس كوفيد-19
الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي
في ضوء إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن إيقاف تمويلها لمنظمة الصحة العالمية، تحدث الدكتور دايفد نابارو، المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية لفيروس (كوفيد-19) خلال النقاش الإلكتروني قائلاً: "هذا الوباء يجتاح العالم بأسره، ولا يجب إهدار الوقت في التفكير فيما مضى، بل يتعين علينا أن نمضي قدمًا في مواجهته، وأن نترك ذلك للتاريخ".
أضاف: "لابُد أن نوّحد جهودنا ونتكاتف على مستوى المجتمع، وعلى مستوى التعاون المشترك بين الدول، ولن ننتصر دون هذا التضامن. نناشد الجميع للتطلع نحو المستقبل، وتركيز الاهتمام على النضال في الوقت الراهن، وترك الاتهامات إلى وقت لاحق".
كل فرد في العالم مسؤول الآن وهو بمثابة أحد العاملين في مجال الصحة العامة
وتابع: "كل فرد في العالم مسؤول الآن وهو بمثابة أحد العاملين في مجال الصحة العامة، فالكل يُقدم التضحيات، ويتحمل المسؤولية ويؤدي الدور المنوط به. ونوجه رسالة مباشرة إلى قادة العالم ونقول لهم: مستقبل عالمنا بين أيديكم، عليكم أن تتعاونوا معًا، ولن يُغفر لكم إن أخفقتم في ذلك".
كما وصف الدكتور نابارو حالة العالم اليوم بأنها "الواقع الجديد الذي اعتدنا عليه"، وقال: "إن لم نتقبّل هذا الوضع، سيجد الفيروس طريقه إلينا، وعندها سنتساءل لماذا لم نتحرك بشكل أسرع ونضع نهجًا استراتيجيًا موحدًا ونسير عليه. نحن لا ندين لشعوبنا فحسب، بل لشعوب العالم - فنحن ننتمي لأسرة واحدة".
بدوره، قال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط- بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي- أنه على الحكومات: "إعادة بناء، وإعادة تأسيس، وإعادة تطوير، وإعادة التفكير في كيفية تشغيل أنظمة الرعاية الصحية"، مشيرًا إلى إنه: "على مرّ السنين، أغفلت العديد من البلدان الحاجة إلى الاستثمار في الإجراءات والتدابير الصحية الأساسية التي أنقذت العديد من الأرواح".
على مستوى المجتمعات المحلية، سيُغير (كوفيد-19) بالتأكيد عادات الناس وسلوكياتهم، حيث سيكون الجميع أكثر وعيًا تجاه صحّتهم وصحة الآخرين
أضاف: "على مستوى المجتمعات المحلية، سيُغير (كوفيد-19) بالتأكيد عادات الناس وسلوكياتهم، حيث سيكون الجميع أكثر وعيًا تجاه صحّتهم وصحة الآخرين؛ آمل أن تتوحد جهود الحكومات مع القطاعات المختلفة وجميع الشركاء المعنيين والمانحين معًا لمواجهة جائحة لم نشهد مثيًلا لها في الماضي".
فيما يتعلق بالفترة المقبلة حيث يستعد المسلمون في جميع أنحاء العالم لاستقبال شهر رمضان المبارك، وصف الدكتور أحمد المنظري هذه المرحلة بـ"التحدي الحقيقي" وذلك في ظلّ الالتزام بالتباعد الاجتماعي، ولكنه أشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تعمل مع المجتمعات المسلمة والعلماء المعنيين من أجل تطوير توصيات وإرشادات واضحة للمسلمين خلال الشهر الفضيل، قائلًا: "علينا أن نتخذ هذه التدابير الصحية العامة، فكما ثبت في العديد من البلدان أنها تساعد في السيطرة على الوباء وإنقاذ الأرواح".
الدكتور صالح المري، مساعد وزير الصحة العامة للشؤون الصحية، دولة قطر
من جهتها، أوضحت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا خلال النقاش المباشر عبر شبكة الإنترنت، أن التحديات التي تترافق مع (كوفيد-19) تتراوح بين القدرة على إجراء الاختبار الصحي خارج المدن والعواصم بالإضافة إلى "ضعف" الأنظمة الصحية لتلك المناطق، والنقص في الإمدادات الرئيسية ناهيك عّما وصفته بـ "حقيقة قيام الحكومات بالكثير من العمل لتوعية الناس وإعلامهم بما يتعين عليهم القيام به لحماية أنفسهم إلا أنه وفي بعض الأماكن لا يتوفر للناس فرصة الحصول على مياه جارية".
أضافت الدكتورة ماتشيديسو مويتي:" يوجد معاناة كثيرة في دول إفريقية، لكني أشعر أننا سنتعلم الكثير من تجارب الدول حول العالم، وأننا سنشهد بروز تضامن عالمي أكثر قوّة".
بدوره، قال الدكتور صالح المري، مساعد وزير الصحة العامة للشؤون الصحية بدولة قطر، خلال حديثه بالجلسة النقاشية، أنه سيكون من دواعي سرور دولة قطر المشاركة في تجارب اللقاحات الدولية، مضيفًا:" العمل معًا هو مفتاح النجاح، المهم هو الطريقة التي يلتزم من خلالها مجتمعنا بالتدابير التي تم اتخاذها في دولة قطر".
إن الأبطال ليسوا فقط في الخطوط الأمامية كحال أخصائيي الرعاية الصحية، ولكن أيضًا الأبطال هم كل الأفراد والعائلات في مجتمعاتنا
أضاف الدكتور المري:"إن الأبطال ليسوا فقط في الخطوط الأمامية كحال أخصائيي الرعاية الصحية، ولكن أيضًا الأبطال هم كل الأفراد والعائلات في مجتمعاتنا الذين يلتزمون بإرشادات غسل اليدين والمسافة الاجتماعية. لقد بذل الناس جهودًا هائلة، ورسالتنا واضحة جدًا للجميع، مفادها أننا نثق بهم والتزامهم بهذه الإرشادات".
تابع الدكتور صالح المري:" هناك تحدٍ يتمثل في تأثر الصحة النفسية بسبب بقاء الناس في منازلهم وتغيّر نمط حياتهم مع اقتراب شهر رمضان المبارك؛ لكننا أنشأنا منصّات لدعمهم، وآمل أن تتمكن المجتمعات من استقبال شهر رمضان المبارك هذا العام من منظور مختلف وتجربة مختلفة".
الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا.
روسيلا ميتشو، رئيس منظمة الطوارئ الإيطالية "إيمرجينسي"، إيطاليا
أدارت النقاش الصحافية وصانعة الأفلام الوثائقية مشعل حسين، وكان من بين المشاركين في النقاش كذلك روسيلا ميتشو، رئيس منظمة الطوارئ الإيطالية "إيمرجينسي"، التي تشارك فرقها في خط الدفاع الأمامي للتصدي لـ(كوفيد-19) في إيطاليا، وعلّقت قائلة: "نحن بحاجة إلى التوّصل إلى عملية صنع قرار مركزية، فإذا كانت المعلومات والسياسات والرسائل غير واضحة، سيشعر الناس بالقلق، وقد تصبح الفجوات بين مختلف فئات المجتمع أكثر عمقًا".
لقد شهدنا معاناة الناس خلال الشهرين الماضيين، ولا أحد يرغب في إعادة الكرة مجددًا.
"إذا أخذنا بعين الاعتبار تجربة إيطاليا، وكيف تأثرت الأقاليم، يُمكننا أن نرى مدى الحاجة لرسالة واضحة. لقد شهدنا معاناة الناس خلال الشهرين الماضيين، ولا أحد يرغب في إعادة الكرة مجددًا، وأنا على ثقة بأن الناس سوف يتقبلون فرض قيود يطول أجلها على حياتهم اليومية".
من جهة أخرى، شّددت الدكتورة سيو هونج وانج، رئيس اتحاد التمريض التايواني بتايوان، على دور الممرضين الهام في المواجهة العالمية لـ(كوفيد-19)، وقالت: "يجب أن يتم الاعتراف بجهود الممرضين على نطاق أوسع وعلى نطاق المجتمع ككل، وينبغي أن نوّفر الدعم النفسي والاجتماعي المخصص لهم".
الدكتورة سيو هونج وانج، رئيس اتحاد التمريض التايواني، تايوان
الدكتور جيروم كيم، المدير العام لمعهد اللقاح الدولي، كوريا الجنوبية
كما أكّدت أن تجربة تايوان في التعامل مع فيروس "سارس" قد عززت من جاهزيتها للتعامل مع (كوفيد-19)، وقالت: "ساهمت تلك التجربة برفع مستوى الوعي العام، وعززت من سياسات الاستجابة للأوبئة، كما وفرت المؤسسات الطبية التايوانية المعدات الشخصية الوقائية المناسبة والتدريب اللازم، إلى جانب تخصيص ما يكفي من الموظفين لضمان سلامة الممرضين والمرضى".
من جهته، أوضح الدكتور جيروم كيم، المدير العام لمعهد اللقاح الدولي بكوريا الجنوبية، أنه على الرغم من الصخب العالمي لإيجاد اللقاح، سيكون الإعلان عن لقاح غير معتمد صعبًا "لأننا غير قادرين على معرفة فعاليته من عدمها"، وقال: "يجب أن نتأكد أن اللقاح سيكون فعّالاً في جميع أنحاء العالم، ولهذا السبب نحن بحاجة لمشاركة الجميع في التجارب السريرية – فلا بد أن يكون فعّالاً للجميع".
من الضروري أن نجري أبحاثًا عاجلة وتراعي الجانب الأخلاقي في الوقت نفسه لتطوير اللقاح والحد من المعاناة وحالات الوفاة بسبب (كوفيد-19)
وتابع: "من الضروري أن نجري أبحاثًا عاجلة وتراعي الجانب الأخلاقي في الوقت نفسه لتطوير اللقاح والحد من المعاناة وحالات الوفاة بسبب (كوفيد-19)، وينبغي أن يتم ذلك من خلال تضافر الجهود العالمية وليس من حيث مشاركة البيانات فحسب. ومع خروج دول من أزمة (كوفيد-19)، علينا أن ننظر إلى معاناة الدول الأخرى وتحديد ثغرات الرعاية والعلاج".
وأضاف: "إذا بقيت الأوبئة بلا رادع، فإننا جميعًا معرضون لخطر الإصابة بها، وسوف يستمر هذا الوباء في تهديد العالم إن لم نتحد ونسيطر عليه معًا".