إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
20 August 2020

آمال كبيرة تنعقد على تعاون قطري إيطالي لإحراز تقدم في البحوث المتعلقة بكوفيد-19

مشاركة

في شهر يونيو نُقلت عيّنات البلازما إلى إيطاليا في إطار تعاون بين مؤسسة قطر ومؤسسة حمد الطبية والسفارة الإيطالية في الدوحة

شهد هذا العام، خبرًا سعيدًا على غير العادة، وهو إرسال عيّنات بلازما لمتعافين من فيروس كوفيد-19 في قطر إلى إيطاليا، أملًا في مساعدة الأطباء على فهم وسائل محاربة الجسم للفيروس؛ فأبرز ذلك الخبر دور التعاون الدوليّ الذي تشتد الحاجة إليه حاليًّا أكثر من أي وقت مضى.

نعلم أن احتمالية الإصابة بمرض شديد تزداد لدى الرجال، ما يتسبب في إفراز مستويات أعلى من الأجسام المضادة في البلازما. لكن تظل نوعية الأجسام المضادة على نفس القدر من أهمية كميتها

الدكتور لوسيو ريسبو

في شهر يونيو نُقلت عيّنات البلازما إلى إيطاليا في إطار تعاون بين مؤسسة قطر ومؤسسة حمد الطبية والسفارة الإيطالية في الدوحة. وتخضع هذه العينات حاليًّا للتحليل في مختبرات جامعة القلب المقدس الكاثوليكية في روما ومستشفى ماتر أولبيا في سردينيا بحسب تصريحات الدكتور لوسيو ريسبو، المدير التنفيذي لـ"سردينيا للرعاية الصحية والبحوث"، الذي أوضح قائلاً:

الدكتور لوسيو ريسبو

"سنقيِّم مدى استجابة الجسم المضاد وقدرته على مقاومة مستضدات (سارس-كوف-2) من خلال قياس نوع الأجسام المضادة المحددة الموجودة لدى المتبرعين والمرضى الخاضعين للعلاج بها. بالنسبة للمتبرعين، ستُقاس كمية الأجسام المضادة ونوعيتها لديهم في أوقات زمنية مختلفة لمتابعة مدى قدرتها على البقاء والمقاومة على مدار بضعة أشهر. كما سنقيِّم الفعالية الوقائية للمصل فائق المناعة من خلال قياس قدرته على منع التصاق فيروس (سارس-كوف-2) بالخلية واختراقها".

ويفترَض أن ينتهي تحليل الدفعة الأولى من العيّنات بحلول شهر سبتمبر، على أن تكتمل "الأنشطة التجريبية" بنهاية العام. لم يَبُح فيروس كوفيد-19 بعد بكل أسراره، غير أنها تتكشف شيئًا فشيئًا كلما زادت وتيرة البحوث التي يجريها المجتمع العلمي والطبي. وفي هذا الصدد قال الدكتور ريسبو: "نعلم أن احتمالية الإصابة بمرض شديد تزداد لدى الرجال، ما يتسبب في إفراز مستويات أعلى من الأجسام المضادة في البلازما. لكن تظل نوعية الأجسام المضادة على نفس القدر من أهمية كميتها. لهذه الأسباب، ينبغي تسليط المزيد من الضوء على الآلية المناعية المسؤولة عن حماية الجسم التي توفرها البلازما فائقة المناعة".

التعاون الدولي مهم في جميع المجالات، خصوصًا في مجال الأمراض الانتقالية

الدكتور لوسيو ريسبو

يؤمن الدكتور ريسبو بأهمية استمرار التعاون الدولي، الذي انعكس في صورة هذا المشروع، حول العالم، حيث أضاف: "التعاون الدولي مهم في جميع المجالات، خصوصًا في مجال الأمراض الانتقالية. في ظل عالمنا الذي يتسم بالعولمة، يمثل التعاون والتنسيق عنصرين جوهريين في احتواء أوبئة مثل كوفيد-19؛ فالمعلومات والمعرفة

التي تُكتَسب في منطقة ما من العالم تحمل فائدة كبيرة في تحسين فعالية الإجراءات والتدابير التي تطبَّق في منطقة أخرى".

ينطبق هذا الأمر بحذافيره على فيروس "كوفيد-19" الذي لم تسلم منه منطقة واحدة في العالم؛ إذ تابع الدكتور ريسبو قائلًا: "لقد خرجنا بعدد من الدروس المستفادة في الشهور القليلة الماضية منها أننا نتعلم بالتجربة، وكلما تشاركنا هذه التجارب، ازدادت قدرتنا على احتواء المرض. إن تعزيز التحالف بين الدول من خلال توثيق التعاون بينها في مجالات العلوم والطب والبحوث سيكون عاملًا محوريًّا في جهود التصدي الفعَّال لـكوفيد-19 وغيره من الأمراض الأخرى".

وبالرغم من جميع الشكوك التي تهيمن على وضع العالم الحالي، يلوح في الأفق شعاع نور، كبارقة الأمل المنعقد على التوصل للقاح، وهو ما علَّق عليه الدكتور ريسبو قائلًا: "من المدهش أن نرى تطوير عدد من اللقاحات الجديدة لمرض مستجد مثل كوفيد-19 ودخولها طور التجارب السريرية في غضون أسابيع قليلة فقط. البيانات الأولية المتوفرة حتى هذه اللحظة مشجعة، ولكن علينا الانتظار كما هي العادة عند إنتاج أي لقاح جديد لنرى مدى كفاءة هذه اللقاحات في توفير الحماية للجسم. كذلك تكتسي جهود تحسين العلاجات أهمية بالغة أيضًا ويجب أن تسير بالتوازي مع تطوير اللقاح".

ثمة أسباب عدة تفسّر "ضعف" المرض، ولكن لا يزال الفيروس كما هو لم تطرأ عليه أي تغييرات جينية بارزة

الدكتور لوسيو ريسبو

يعتقد البعض أيضًا أن الفيروس تتراجع قوته ويصبح أقل فتكًا، ومع هذا يوضح الدكتور ريسبو أنه لا يوجد دليل قاطع على صحة هذا الادعاء بعد، حيث اختتم قائلًا: "المسألة محل نقاش بين العلماء والأطباء السريريين. في الشهر الماضي، شهدنا انخفاضًا شديدًا في حدة المرض بين المصابين الجدد. ثمة أسباب عدة تفسّر "ضعف" المرض، ولكن لا يزال الفيروس كما هو لم تطرأ عليه أي تغييرات جينية بارزة. إن التنبؤ بالكيفية التي قد يتطور بها فيروس من الفيروسات أمر بالغ الصعوبة، ويصدق ذلك أكثر ما يصدق على فيروس لا يزال قادرًا على الانتقال بسهولة وفعالية كبيرة بين السكان".

قصص ذات صلة