للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تسلط جوليا سيلا، مديرة البرامج في مؤسسة قطر الدولية، الضوء على مسار برنامج اللغة العربية في المؤسسة نحو الاستدامة - بدءًا من المدارس، وصولًا إلى بناء المجتمعات
منذ انطلاق مؤسسة قطر الدولية عام 2009، ابتكرنا نموذجًا فريدًا في سعينا لدعم تعليم اللغة العربية حول العالم.
" يتمثل عملنا في الارتقاء باللغة العربية لتصبح خيارًا حقيقيًا متوفرًا لطلاب المدارس في المراحل الابتدائية والثانوية ولتكون هذه اللغة متوفرة في المناهج الدراسية كلغة عالمية مهمة".
نحن لا نقدم التمويل فقط، لكننا نعمل أيضًا عن كثب مع شركائنا الرئيسيين بمرونة وابتكار لضمان تلبية احتياجاتهم - مع الأخذ في الاعتبار أن السياقات والثقافات والتحديات المحلية تختلف من لوس أنجلوس إلى لندن، ومن بوسطن إلى برلين. ومنذ بداية علاقتنا مع شركائنا، نعمل معهم لإنشاء برامج ناجحة ومستقلة – فهُم يُصبحون "خريجينا،" وسفراء لنا، وأعضاء في أسرة مؤسسة قطر الدولية لمدى الحياة.
مع اقتراب اليوم الوطني لدولة قطر واليوم العالمي للغة العربية، وعلى بُعد أيام قليلة من انطلاق العام الثقافي قطر-الولايات المتحدة الأمريكية 2021، تحتفل مؤسسة قطر الدولية بثلاثة برامج للغة العربية أصبحت مستدامة تمامًا في العام 2020 في ولايتي ماساتشوستس وفيرجينيا الأمريكية. وهذا يعني أنه يمكننا كمؤسسة تقديم المزيد من الدعم إلى مدارس أخرى، حيث يمكن لهذه المدارس المساعدة من خلال توجيه نظرائها الجدد، كذلك تم الالتزام بإضافة برنامج اللغة العربية كلغة أجنبية إلى المنهج الدراسي. وهذا يعكس مدى دعم مؤسسة قطر الدولية ومساندتها لدور مؤسسة قطر كجهة رائدة وحريصة على تطوير اللغة والثقافة والتراث والمعرفة العربية.
أصبحت ثلاثة برامج للغة العربية من مؤسسة قطر الدولية مستدامة تمامًا في العام 2020.
تعد أكاديمية بوسطن للفنون من أوائل المدارس التي عملنا معها، وهي المدرسة الثانوية الوحيدة للفنون المرئية وفنون التعبيرية في المدينة. كانت مديرتها آنذاك، ليندا ناثان، شغوفة للغاية بالقوة التحويلية لتعلّم لغة أجنبية لدرجة أنه كانت لديها لافتة في مكتبها تقول: "أنا ثنائية اللغة. أحادية اللغة قابلة للشفاء." انطلقت شراكتنا بسرعة، وقام موظفو الأكاديمية وطلابها برحلتي تبادل إلى قطر - وهي تجارب وصفها ناثان بأنها "غيّرتنا جميعًا، بمن فيهم أنا، من حيث الفهم والتعلّم عن جزء من عالم لم يكن لدينا من قبل أي فكرة عنه."
وقد لاقى البرنامج إقبالًا كبيرًا إلى درجة أن طلاب المدرسة أكملوا دراستهم الجامعية في اللغة العربية. وتموّل "بوسطن للفنون" حاليًا برنامجها الخاص للغة العربية بالكامل، وتثني المديرة الحالية للمدرسة آن كلارك على جهود مؤسسة قطر الدولية، مشيرة إلى أن المدرسة تمكنت من الوصول إلى هذه النقطة بفضل مساعدة المؤسسة.
وعلى خط موازٍ، دعمت مؤسسة قطر الدولية برنامجًا مع أكاديمية بوسطن اللاتينية عام 2013. وأصبح هذا البرنامج مكتفيًا ذاتيًا تمامًا أيضًا، وتتبعت المنطقة التعليمية المحلية الأرقام: فقد زادت بسرعة كبيرة بحيث أصبح هناك حاليًا 130 طالبًا يدرسون اللغة العربية من الصفوف 8-12، وعلى المستويات 1 إلى 4.
تقول كاتي كواكنبوش، أستاذة اللغة العربية في أكاديمية بوسطن اللاتينية، "ساعدتنا مؤسسة قطر الدولية في إحياء اللغة والثقافة،" مشددة على أهمية شهادات المتحدثين الضيوف الذين ساهمت المؤسسة في إحضارهم إلى مدرستها، والشراكة التي قدمناها للمدرسة مع "نتكلم،" وهي منظمة ملهمة تجمع النازحين حول العالم من الناطقين باللغة العربية مع الراغبين بتعلُّم اللغة عبر تقنية "سكايب."
وبحسب كواكنبوش: "يمكن أن يشعر مدرّس اللغة العربية بالعزلة." ففي مؤسسة قطر الدولية، نعلم جيدًا أن مدرّس اللغة العربية قد يكون الوحيد لهذه المادة في مدارس منطقته. لقد قمنا بتمويل شهادة التدريس التي حصلت عليها كاتي وبعض الدراسات التكميلية للغة العربية في الخارج، وهي تقول: "لقد ساعدتني مؤسسة قطر الدولية كثيرًا في مسيرتي المهنية لتدريس اللغة العربية."
بالإضافة إلى التمويل، تقوم مؤسسة قطر الدولية بدعم تدريس وتعلّم اللغة العربية.
جوليا سيلا، مديرة البرامج في مؤسسة قطر الدولية
في ولاية فرجينيا، بدأت مؤسسة قطر الدولية شراكتها مع مدينة هارسيونبورغ عام 2017؛ وهي منطقة بلدية متنوعة للغاية حيث كانت اللغة العربية خامس لغة تحدثًا بين أفرادها. ويذكر مدير التدريس والتعلم في المنطقة جيريمي ألدريتش بأنه رغب في الحصول على برنامج للغة العربية "منذ فترة طويلة." وخلال محاولاته إطلاق برنامج للغة، التقى ألدريتش بموظفين من مؤسسة قطر الدولية في أحد المؤتمرات، وسرعان ما تم إنشاء الشركة.
يقول ألدريتش: "صحيح أن مؤسسة قطر الدولية كريمة في منحها، لكن أفضل شيء لديها هو شبكة العلاقات؛" مشيرًا إلى تعريف مدرّس اللغة العربية في هارسيونبورغ إلى مدرسين آخرين في جميع أنحاء البلاد من خلال المجتمعات التي تدعمها المؤسسة أو التي ساعدت في إنشائها، مثل مجالس معلمي اللغة العربية الإقليمية، إضافة إلى استخدام دراسة ممولة من قبل المؤسسة في مساعدة الطلاب المهاجرين في المدينة.
يقول ألدريتش: "مع تطوير مدرّسنا لمهاراته في اللغة العربية، تغيّر تصوّرنا للموارد التي نحتاجها." وأضاف أن "دعم مؤسسة قطر الدولية سمح لبرنامج اللغة العربية بالنمو، وقد قدّموا لنا الدعم المالي للرحلات الميدانية والنشاطات"، مضيفًا: ساعدنا هذا الدعم في تخفيف العبء المالي"، إلى أن تمكنت هارسيونبورغ من دفع راتب المعلم بنفسها، بحسب قوله. ونتيجة لذلك، جاء تمويل مؤسسة قطر الدولية هذا العام على شكل منحة مدرسية أخيرة - وهي نتيجة رائعة في ثلاث سنوات فقط.
"ساعد برنامج مؤسسة قطر الدولية المعني بـ"المنح للمدارس" في تمويل رواتب أساتذة اللغة العربية ودفع تكاليف لوازم وموارد الفصول الدراسية في المدارس في مناطق من أنحاء الأمريكيتين وأوروبا".
كذلك ساعد برنامج مؤسسة قطر الدولية المعني بـ"المنح للمدارس" في تمويل رواتب أساتذة اللغة العربية ودفع تكاليف لوازم وموارد الفصول الدراسية في المدارس في مناطق من أنحاء الأمريكيتين وأوروبا. وخلال عدة سنوات يُخفّض مبلغ المنحة المخصص لكل مدرسة سنويًا بحوالي 25 بالمائة، في مقابل تتحمل المدرسة المزيد من أعباء التكاليف وصولًا إلى تغطيتها من ميزانية المدرسة - تمامًا كما هو الحال بالنسبة لأي مادة أخرى. ومع التحاق عدد ثابت من الطلاب في فصول اللغة العربية كل عام، تنطلق أسرة جديدة من متعلمين اللغة لتشق مسارًا قويًا إلى الأمام.
توفر مؤسسة قطر الدولية التمويل وتعمل مع مختلف الشركاء لضمان تلبية احتياجاتهم الخاصة باللغة العربية.
في مؤسسة قطر الدولية نطلق على هذه العملية اسم "التخرج" من مِنَحِنا. نعمل على بناء برامج قوية للغة العربية تم إعدادُها لتستمر، بهدف أن تصبح مستدامة ماليًا. نحن نقدّم التمويل الذي غالبًا ما يكون حاسمًا حتى تتمكن البرامج من إثبات وجودها. وما أن تصبح قابلة للحياة تمامًا، فإن ذلك يعد علامة على نجاح برنامجهم، وأنه يمكنهم النجاح بشكل مستقل عن دعمنا المالي بينما يظلون أعضاء أساسيين ومشاركين ناشطين في عائلة مؤسستنا.
إن التمويل هو جزء مهم في نموذجنا، وأحد الأسس أيضًا؛ إذ عندما نعمل مع منطقة تعليمية لديها الدافع والحافز لإضافة اللغة العربية إلى سلة مناهجها، تقدم مؤسسة قطر الدولية دعم شاملًا لتدريس اللغة العربية ولتعلمّها.
"لطالما علمت مؤسسة قطر الدولية أن مفتاح برامج اللغة العربية المزدهرة والناجحة هو الأساتذة الموهوبون الذين يشجعون ويدعمون تعلّم الطلاب لجعل إتقان اللغة العربية ليس متاحًا فحسب بل يمكن تحقيقه".
فمدرسو اللغة العربية الجدد ينضمون إلى عائلة نشيطة قوامها زملاء من ذوي الخبرة ولديهم فرص مستمرة للتعلم والتطوير المهني. بمكن للفصول الدراسية الحصول على موارد عالية الجودة وممتعة واستعمالها أيضًا. يضمن هذا النهج دعم المعلمين ليكونوا فعالين ويساعدهم في جذب الطلاب للالتحاق في فصول اللغة العربية، فيما يعمل مديرو المدارس على زيادة دعم الميزانية لبرنامج اللغة العربية في منطقتهم التعليمية. لطالما علمت مؤسسة قطر الدولية أن مفتاح برامج اللغة العربية المزدهرة والناجحة هو الأساتذة الموهوبون الذين يشجعون ويدعمون تعلّم الطلاب لجعل إتقان اللغة العربية ليس متاحًا فحسب بل يمكن تحقيقه.
بمجرد أن تنتقل المدارس من المنحة إلى تغطية تكلفة برنامج اللغة العربية من ضمن ميزانية منطقتها التعليمية، تظل مؤسسة قطر الدولية ناشطة مع شبكة المعلمين والطلاب في كل مجتمع - لأننا نريدهم أن يستمروا في الاستفادة من فرص التطوير ومشاركة العِبَر التي تعلموها والنجاحات مع برامج مدرسية جديدة نسعى إلى إطلاقها.
لا تزال مجموعتنا الضخمة من الموارد المجانية عبر الإنترنت متاحة ويستخدمها المعلمون والطلاب. في الولايات المتحدة، ينضمون إلينا في المؤتمرات والمناقشات، ويواصلون استخدام وترويج أفضل الممارسات التي حددتها مؤسسة قطر الدولية والتي تعمل على تحسينها باستمرار. إنهم يعلمون أنهم دائمًا ما يحظون بدعمنا المعنوي، وأن الصداقة والامتنان التي أعرب عنها "خريجو" مؤسسة قطر الدولية هي تجربة متواضعة ومؤثرة، ودليل على السمعة الطيبة التي اكتسبها المؤسسة في عقدها الأول.
تمويلنا هو البداية. إذ تأثرت 42 مدينة بمنح من مؤسسة قطر الدولية حيث نعمل عالميًا، مع 3100 أستاذ/ة للغة العربية استفادوا من التطوير المهني و6500 طالب درسوا اللغة العربية في البرامج المدرسية التي تدعمها مؤسسة قطر الدولية، كانت العلاقة مع مؤسسة قطر الدولية تحويلية. هذه العلاقة فتحت ليس فقط العيون، ولكن القلوب والعقول على حد سواء، على اللغة العربية والثقافات المتنوعة في العالم العربي.
أما الفصل التالي من القصة يبدأ، بعد زرع مؤسسة قطر الدولية استثماراتها الأولى الذي تساعد في رعايتها، وتخريجها كبرامج مستدامة، تصبح هذه الاستثمارات جزءًا من العائلة الكبرى التي بنيناها.
في عام 2021، ستستمر مؤسسة قطر الدولية في التطوير والتوسع مع بدء إطلاق برامج في بلدان جديدة – بحيث نفخر بجمع الأساتذة وطالبي العلم حول العالم من خلال دراسة اللغة العربية.