إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
2 April 2021

مؤسسة قطر تُسهم في معالجة التوحد بركوب الخيل

مشاركة

كيارا روزي، مدربة علاجية معتمدة في إدارة تعليم الفروسية بالشقب، عضو مؤسسة قطر، خلال بعض الدروس العلاجية المقدمة للأطفال ذوي التوحد.

دروس علاجية يقدمها الشقب، عضو مؤسسة قطر، للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد في قطر

يزخر عالم الخيل والفروسية بالمنافع التي يقدمها للناس، فإلى جانب ما تتميز به الخيل من جمال وسحر أخاذ، أثبتت الدراسات أن التعامل مع الخيل قد يكون مفيدًا في تحسين الصحة البدنية والنفسية على حدٍ سواء، لا سيّما بالنسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

من هذا المنطلق، يسعى الشقب، مركز الفروسية الرائد في مؤسسة قطر، إلى الإسهام في دعم الجهود الوطنية الرامية إلى تطوير الخدمات المقدمة للأفراد المصابين بالتوحد، من خلال تقديم برنامج فريد من نوعه للعلاج بركوب الخيل، مصمم خصيصًا لدعم الأطفال الذين تم تشخصيهم بهذا الاضطراب.

رابطة قويّة
تُشرف كيارا روزي، مدربة علاجية معتمدة في إدارة تعليم الفروسية بالشقب، عضو مؤسسة قطر، على تقديم دروس ركوب الخيل العلاجية للأطفال المصابين بالتوحد، وحسبما ذكرت، تتمتع الخيول "بطاقة إيجابية وعاطفية هائلة، وبمجرد أن يبدأ التفاعل بين الطفل المصاب بالتوحد مع الحصان، سوف تنشأ رابطة قويّة ومتنية بينهما في نهاية المطاف".

بمجرد أن يبدأ التفاعل بين الطفل المصاب بالتوحد مع الحصان، سوف تنشأ رابطة قويّة ومتنية بينهما في نهاية المطاف

كيارا روزي

وتشرح قائلةً: "قد يواجه بعض الأطفال المصابين بالتوحد صعوبة في فهم إشارات التواصل غير اللفظية، والخيل تعتمد على حركات جسدها في التعبير، مما يساعد الأطفال على التقاط الإشارات غير اللفظية وإداركها وفهمها تدريجيًا. أعتمد على هذه الطريقة لمساعدة الأطفال على تنمية مهارات التفاعل مع الآخرين حولهم، والتحكم بنبرة الصوت ولغة الجسد".

أشارت روزي إلى أن العلاج بركوب الخيل يشمل فوائد متنوعة للأطفال، مثل النفسية والاجتماعية والتعليمية، قائلة: "عندما يبدأ الطفل في السيطرة على الحصان، ويستجيب الحصان لأوامر الطفل، يؤدي ذلك إلى زيادة ثقة الطفل بنفسه وقدراته، ويشعرون بالصحة والرفاه، ويتخلصون من شعورهم بالخوف أو عدم الاطمئنان".

علاوةً على ذلك، يُثري هذا الأسلوب العلاجي مبادئ الاحترام والشعور بالمسؤولية والالتزام والعطف على الحيوانات لدى الأطفال المصابين بالتوحد، ويُكسبهم سلوكًا إيجابيًا يُنمي مشاركتهم المجتمعية، كما من شأنه أن ينمي مهاراتهم المعرفية واللغوية.

وتقول روزي: "استيعاب التوجيهات أو الإرشادات بصورة طبيعية قد يشكل تحديًا أمام الأطفال المصابين بالتوحد، لذا نحرص عند تقديم دروس ركوب الخيل العلاجية على إدخال أجواء التسلية والمرح من خلال التمارين التي يتبع الأطفال التعليمات من خلالها، بهدف تسهيل عملية التعلّم ومساعدتهم على تذكر التعليمات وحفظها".

إن تقيّيم مستوى التقدّم الذي أحرزه الطفل في العلاج بركوب الخيل هو استراتيجية طويلة الأمد، ولا يُمكن أن نصدر حكمًا في فترة زمنية قصيرة

كيارا روزي

وتتابع: "يقوم الطلاب بالإعتناء بالخيول في نهاية كل درس أو بدايته، وذلك بتنظيفها وتمشيطها وتقديم الطعام لهم. هذا يترك أثرًا بالغًا على قوة رابطة الطفل بالحصان، ويخلق علاقة تنطوي على الثقة وتحمل المسؤولية".

دعم المجتمع
حظي البرنامج التابع للشقب باهتمام وإقبال كبير من المجتمع القطري، إذ يُقدم خدماته لكل من أولياء الأمور، والجمعية القطرية للتوحد، إلى جانب أكاديمية ريناد التابعة للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، وهي مدرسة متخصصة في مساعدة الأطفال المتعايشين مع اضطرابات طيف التوحد.

تقول روزي: "يُشارك طلاب أكاديمية ريناد بانتظام في الدروس التي نقدمها كجزء من أنشطتهم المدرسية".

وتتابع: "نقدم الدروس لحوالي 65 طالبًا بأكاديمية ريناد، ولدينا حاليًا 7 جلسات تدريبية بحيث يحضر الطالب صفًا واحدًا أسبوعيًا. ويتم تقسيم كل صف بحسب الفئة العمرية ومرحلة التوحد، ويستمر الدرس على مدار 30 دقيقة في الميدان الداخلي للشقب، إلى جانب 15 دقيقة إضافية في إدارة الإسطبل وسياسة الخيل".

شهدنا كذلك تحسنًا ملحوظًا في شدة أعراض التوحد وفرط النشاط عند انتهاء مدة الدرس مقارنةً ببدايته

كيارا روزي

وفقًا لروزي، نتائج هذه الدروس العلاجية كانت واضحة وإيجابية إلى حدٍ كبير، فقد ساعدت الأطفال المصابين بالتوحد في التغلب على التحديات التي تواجههم، وتعلّق قائلة: "إن تقيّيم مستوى التقدّم الذي أحرزه الطفل في العلاج بركوب الخيل هو استراتيجية طويلة الأمد، ولا يُمكن أن نصدر حكمًا في فترة زمنية قصيرة، فربما يحتاج بعض الطلاب إلى حضور عدد من الدروس كي يتمكنوا من التعامل مع الحصان".

وتضيف: "أول مؤشرات نجاحنا هي مدى إقبال الطلاب وحماسهم عند مشاركتهم في الدروس. لقد لاحظت تحسّن طريقة تواصل الطلاب معي، وارتفاع مستوى ثقتهم بأنفسهم، وأسلوب تواصلهم الاجتماعي مثل التواصل بالعين وطريقهم استخدامهم للغة".

وتتابع: "شهدنا كذلك تحسنًا ملحوظًا في شدة أعراض التوحد وفرط النشاط عند انتهاء مدة الدرس مقارنةً ببدايته. الأطفال يدركون جيدًا أن الحصان لن يُصدر أي حكم عليهم، وهذا يمنحهم شعورًا بالأمان ويقوّي رابطتهم مع الحصان. ما أسعى إليه هو أن أتمكن من مساعدة الأطفال على التفاعل مع الخيل، والاعتماد على حركاتها وأسلوبها التعبيري لتحقيق الأهداف العلاجية".

صورة 1 من 3

التطلعات المستقبلية
في حديثها على تجربتها الشخصية وما اكتسبته من هذا البرنامج، تقول روزي: "قد لا تكون إدارة التدريبات سهلة في بعض الأحيان، فمشاعر الأطفال سريعة التقلب والتغيّر، وكل تدريب يكون مختلفًا عن الآخر، ولكن هناك حل دائمًا. بفضل فريق العمل الرائع في الشقب، وإيماننا بما تتميز به بيئة الفروسية الإيجابية والمريحة والآمنة للطلاب، نستطيع دائمًا التغلب على تلك التحديات".

وتختم حديثها قائلة: " بالتعاون مع قطاع تنمية المجتمع بمؤسسة قطر والدعم الذي يقدمه لنا، نعمل على تطوير البرنامج الحالي وزيادة موارده لنتمكن من توسيع نطاقه وتقديمه لأكبر شريحة ممكنة من الأفراد في أنحاء دولة قطر". 

قصص ذات صلة