للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
الشركة التابعة لمنظومة مؤسسة قطر تستضيف قمة الدوحة للمدن الذكية
قال خبراء، خلال قمة الدوحة للمدن الذكية التي استضافتها مشيرب العقارية، التابعة لمؤسسة قطر، إن جائحة "كوفيد-19" كانت بمثابة محفز للتحول التكنولوجي في العالم، والذي يعد مفتاح المستقبل.
لقد شهدنا عامين من التحول الرقمي خلال شهرين فقط
وتناول المتحدثون، في جلسة نقاشية بعنوان "استعداد المدن الذكية لمواجهة جائحة ما"، الدور الهام الذي لعبته التكنولوجيا في التعامل مع جائحة "كوفيد-19" وكيف يمكن استخدامها للتخفيف من آثار الوباء والأزمات المستقبلية.
وقالت لانا خلف، المدير الإقليمي لشركة مايكروسوفت قطر، ومقرها في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا في مؤسسة قطر: "لقد شهدنا عامين من التحول الرقمي خلال شهرين فقط. وقد رأينا كيف أثّر تفاعل الناس مع الإنترنت والقنوات الرقمية المختلفة على ازدهار التجارة الإلكترونية، وأصبحنا ننجز كل شيء عن بعد".
استضافت مشيرب العقارية، التابعة لمؤسسة قطر قمة الدوحة للمدن الذكية.
وأضافت: "أدى الوباء إلى تحول منهجي في مختلف القطاعات بما في ذلك المدن الذكية. إذ تتطلب المدن تخطيطًا واستجابة مختلفين. وقد أصبحت التكنولوجيا أداة حاسمة للتحرك في هذه الظروف غير المسبوقة، من أجل التعامل مع مثل هذا الوباء، والاستعداد لإدارة الأزمة، والقدرة على الاستجابة والتعافي وتخطي الظروف الحالية وما قد يأتي في المستقبل".
وترى لانا خلف أن الأنظمة السحابية الذكية المدعومة بالبيانات والذكاء الاصطناعي، كانت المحرك التكنولوجي الرئيسي لتمكين الابتكارات، وتحقيق الاستدامة في المدن الذكية، مما يساعد الدول على الصمود والتكيّف. وقد وفرت الأدوات الرقمية مثل Microsoft Teams للقوى العاملة والمعلمين والطلاب والكوادر الطبية منصة للعمل والتعلم عن بعد.
وقالت: "بينما ننتقل من مرحلة الاستجابة، إلى مرحلة التعافي، وما بعدها، تظل إعادة البناء مسؤولية جماعية تقع على عاتقنا جميعًا. وقد تعلمنا من الأحداث الأخيرة أن الشفافية، والقيادة الحاسمة، واستخدام العلوم والتكنولوجيا أمور ضرورية للنجاح في إدارة الأزمات ومكافحتها". وستستمر التكنولوجيا في لعب دور عميق لتجاوز هذا الوباء
وتحدث أسيم جوشي، المدير العالمي لقسم المدن الذكية في شركة هانيونيل، عن الأحداث التي وقعت في الماضي وحفّزت البشر على تغيير تصرفاتهم. وقال: " رأينا مثل هذا التغيير في التعامل مع مسألة الأمن بعد 11 سبتمبر، حيث كان للناس ردة فعل تجاه ما حدث، مما أدى إلى تغيرات ثم تكيّف مع الوضع الجديد". وأعتقد أن الوباء سيفعل الأمر نفسه لكن من نواح أخرى".
وأضاف: "يتربع الأمان واستمرار عجلة الاقتصاد على رأس سلم أولويات الدول. ولتحقيق ذلك، فإننا نحتاج إلى تقليل احتمالية حدوث جائحة، وفي الوقت نفسه الاستعداد لمواجهتها في حال حدوثها".
ويرى جوشي، أن هناك ثلاث طرق يمكن أن تساعد بها التكنولوجيا في تقليل احتمالية حدوث جائحة. أولها تقليل نقاط الاتصال بين البشر وبالتالي تقليل احتمالية الإصابة. وقال: "أصبحنا نرى هذا في كثير من الأماكن، حيث يتبنى الأشخاص والمباني والأماكن العامة التكنولوجيا لتفادي اللمس، مثلما هو الحال مع أزرار المصعد، وأنظمة الدفع الإلكتروني".
أعتقد أن هذا الوباء سيحفز اعتماد التكنولوجيا في المدن الذكية، ولن يقتصر فقط على المدن الكبرى
أما الطريقة الثانية فهي إدارة الأوساط التي تنتقل عبرها الفيروسات. حيث قال جوشي: "تنتشر الفيروسات بعدة طرق مثل الهواء والماء والنفايات. وأعتقد أن هناك فرصًا كبيرة للاستثمار في التكنولوجيا؛ من أجل تحسين جودة الهواء داخليًا وخارجيًا، وكذلك تحسين إدارة المياه، سواء مياه الشرب أو مياه الصرف الصحي، ومن ثم تحسين إدارة الصرف الصحي والنفايات بشكل عام".
وثالثاً، مواصلة المراقبة الصحية للمسافرين بانتظام. وأوضح: "أعتقد أن على المستشفيات والحكومات مشاركة البيانات، دون الكشف عن هوية الأشخاص بطبيعة الحال، ولكن يجب أن تكون هذه المعلومات قابلة للتحليل من أجل اكتشاف الحالات الشاذة، وحين يزداد ظهور بعض الأعراض بشكل مفاجئ، فهذا يشير إلى احتمال وجود وضع جديد يجب السيطرة عليه"
وأضاف: "التكنولوجيا موجودة، لكننا لا نستغلها الآن كما يجب. وأعتقد تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي قادرة على القيام بهذه المهمة".
لانا خلف، المدير الإقليمي لشركة مايكروسوفت قطر.
وسلط جوشي الضوء على ثلاثة أمثلة لكيفية الاستجابة بشكل أفضل للظروف الطارئة، بما في ذلك التباعد الاجتماعي والاستجابة للحالات الطارئة ومراكز العمليات، والتي تعد بنية تحتية أساسية تتيح لمديري المدن الإلمام الدقيق بما يجري في مدنهم.
وأوضح: "أعتقد أن هذا الوباء سيحفز اعتماد التكنولوجيا في المدن الذكية، ولن يقتصر فقط على المدن الكبرى، بل سيمتد إلى مدن المستوى الثاني والثالث والرابع، بحيث يمكن لكل مواطن أن يشعر بأمان أكبر".
وضمت الجلسة إلى جانب لانا خلف وأسيم جوشي، الدكتور صابر الطرابلسي، عضو هيئة التدريس في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وأندري تلينكوف، الرئيس التنفيذي لشركة NTechLab.