للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
مصدر الصورة: Alexander Limbach، عبر موقع REUTERS
متدربتان تناقشان أهمية الطب الدقيق في مجال الرعاية الصحية وأهدافهما المتوخاة منه
يتمتع الطب الدقيق بإمكانات هائلة لتحقيق نتائج صحية أفضل في المستقبل عبر التشخيص والمعالجة الدقيقين، غير أن النجاح في ذلك يستلزم الاستخدام الأمثل للموارد، والأهم من ذلك تثقيف العاملين فيه وتدريبهم لامتلاك المهارات اللازمة.
تلعب السيدات دورًا أساسيًا في هذا الميدان، حيث تتطلعن إلى التعمق في دراسته وبناء مسارات مهنية ناجحة. وإحدى هؤلاء تسنيم فاضل التي حازت درجة الماجستير من جامعة قطر في مجال الاستشارات الوراثية، ثم انضمت إلى مؤسسة قطر كمساعدة لشؤون البحوث في برنامج قطر جينوم. وقد كان برنامج التخصص الذي درسته ثمرةَ تعاون بين الجهات المعنية في مجال الطب الدقيق بدولة قطر، يهدف إلى ضمان توافر العمالة المدربة في هذا مجال الطب الدقيق داخل الدولة.
تسنيم فاضل
يمتد البرنامج على مدار عامين ويتيح للطلاب التعمق في دراسة شاملة لعلم الوراثة، والجوانب النفسية، والنفسية-الاجتماعية للأمراض الوراثية. ويستخدم البرنامج توليفةً من المحاضرات النظرية والتجارب العملية مع المرضى في المستشفيات. وبمجرد استكمال البرنامج، يتأهل الخريجون للعمل بصفة استشاريين في الوراثة. ويعملون كأعضاء في فرق الرعاية الصحية، حيث يساعدون المرضى وعائلاتهم في تفسير نتائج الاختبارات الجينية، وتقديم المشورة لهم.
وفي حين تجرى الاختبارات الجينية والتسلسل الجينومي على قدم وساق في عدة مرافق بدولة قطر، منها مرافق برنامج قطر جينوم، وقطر بيوبنك، وسدرة للطب، أعضاء مؤسسة قطر، ومؤسسة حمد الطبية، لا تزال الاستشارات الوراثية مجالًا مستجدًا لم يجد السبيل للانتشار بعد.
اخترت هذا المجال تحديدًا لأنني سبق وعملت حصريًا على البحوث في المختبرات. كان ذلك العمل مفيدًا للغاية بكل المقاييس، ولكن تملّكتني رغبة قوية في العمل مع المرضى وجهًا لوجه
وتأمل تسنيم فاضل أن توظّف خبرتها في هذا المجال للعمل عن كثب مع المرضى الذين يخضعون للاختبارات الجينية والتسلسل الجينومي بهدف الاستماع إليهم ومنحهم دورًا في هذا الشأن.
تقول تسنيم: "اخترت هذا المجال تحديدًا لأنني سبق وعملت حصريًا على البحوث في المختبرات. كان ذلك العمل مفيدًا للغاية بكل المقاييس، ولكن تملّكتني رغبة قوية في العمل مع المرضى وجهًا لوجه، ناهيك عن أن هذا التخصص مستجد ولا يوجد في البلاد سوى عدد معين من الاستشاريين في ميدان الوراثة".
مصدر الصورة: Bai kelin، عبر موقع REUTERS
أضافت: "من المهم أيضًا تعزيز تمثيل المرأة في مختلف التخصصات العلمية لضمان مشاركتها مشاركةً فاعلة في تقدّم العلوم. فالمرأة لعبت دون أدنى شك دورًا محوريًا على الصعيدين الدولي والمحلي، وخير شاهد على ذلك الإسهامات التي قدمتها المرأة القطرية في مجالات متعددة".
لقد شجّعني هذا المجال على الارتقاء بأهدافي المهنية عبر تعزيز مهاراتي النقدية والابتكارية في العمل مع المرضى وأعضاء فريقي
ليست تسنيم الوحيدة في هذا المسار، فها هي السيدة دلال الشرشني تخطو خطواتٍ كبيرة في الطب الدقيق، حيث تخرجت بدرجة الماجستير من برنامج علم الجينوم والطب الدقيق من كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، حيث يعزز برنامج الماجستير هذا قدرات الطلاب في فهم آليات المرض وتحسين جوانب عدة للممارسة السريرية، بما فيها تحليل التشخيصات والتنبؤات والكشف المبكر عن الأمراض.
اختارت دلال هذا المسار المهني لإيمانها بالمستقبل المشرق للطب الدقيق بوصفه حلًا من حلول الرعاية الصحية يُسهم في تكييف الرعاية الطبية بما يتلاءم مع الاحتياجات الفردية للمريض بدرجة تضمن أفضل مستويات الرعاية وأجودها.
تعمل دلال حاليًا ممرضة في مستشفى القلب بمؤسسة حمد الطبية، وتأمل أن تقود مسار التطوير المهني لزميلاتها وصولاً إلى الطب الدقيق عبر إثراء معارفهن في هذا المجال كجزء أساسي في دراسة التمريض والممارسة السريرية.
دلال الشرشني
مصدر الصورة: Bai kelin، عبر موقع REUTERS
مصدر الصورة: Frédéric Scheiber، عبر موقع REUTERS
تقول دلال: "لقد شجّعني هذا المجال على الارتقاء بأهدافي المهنية عبر تعزيز مهاراتي النقدية والابتكارية في العمل مع المرضى وأعضاء فريقي، وهذا يتيح لي فعليًا تطبيق مبادئ الطب الدقيق يوميًا من خلال تثقيف المرضى حول آلية المرض، وشرح الخيارات العلاجية وكيفية استفادتهم منها".
وفي هذا الإطار، تنوّه دلال إلى أن معظم العاملين في الرعاية الصحية غير مدربين بشكل كافٍ في مجال علم الجينوم والطب الدقيق، وهي فجوة أسياسية لا بدّ من جسرها.
وعليه، فإن تشجيع السيدات وإتاحة الفرصة لهن للانضمام إلى هذه الفضاءات العلمية الواعدة لهما دور كبير في سدّ ذلك الخلل، والسبيل إلى ذلك يمرّ عبر المؤسسات التعليمية والبحثية مثل جامعة حمد بن خليفة وبرنامج قطر جينوم وجامعة قطر.