جواز المرور إلى عالم الفروسية من بوابة مؤسسة قطر

"ركوب الخيل أكثر من مجرد رياضة، إنها انضباط ونظام سلوكي". هكذا تحدث محمد سلطان السويدي، وهو فارس قطري متألق وحائز على جوائز، عمّا دفعه إلى إحداث تغيير في مسار تعليم الفروسية في قطر من خلال الشقب، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

تأسس الشقب عام 1992 ليكون مركزًا عالميًا رائدًا للفروسية ولتحقيق أفضل المستويات في مجال ركوب الخيل، وذلك إنطلاقًا من ثلاثة مبادئ جوهرية وهي التميّز، والتعليم، والتراث، والتي يتجسد جميعها في أهداف إدارة تعليم الفروسية التي تضيف قيمة مجتمعية كبيرة من خلال رعاية الجيل القادم من محترفي رياضية الفروسية.

قال السويدي، الذي انضم إلى الشقب عام 2014 ليشغل منصب مدير إدارة تعليم الفروسية: "كان عدد الطلاب الملتحقين في البرنامج آنذاك يبلغ 180 طالبًا تتراوح أعمارهم من 6 سنوات فما فوق، وكانت الدروس التي يتلقاها الطلاب في البرنامج ترفيهية إلى حد كبير، دون التركيز على المهارات التي يحتاج إليها الفارس".

أضاف السويدي: "بدأنا في وضع خطة لتأسيس منهجنا الدراسي الخاص بنا من خلال استخلاص المعلومات من مختلف الأنظمة الأكاديمية، وابتكار منهج يُلبي احتياجات طلابنا ويتناسب مع البيئة الفريدة لدولة قطر، وذلك عبر تركيز الاهتمام على الممارسة العملية بدلاً من الجانب النظري".

يُعد "تصنيف مستويات الفروسية في قطر" - المنهج الدراسي لدى الشقب، عضو مؤسسة قطر، الأول من نوعه في البلاد، وينقسم إلى مستويين رئيسيين هما التأسيسي والمتوسط، حيث يتألف المستوى التأسيسي من ثلاثة مراحل تمهيدية في ترويض الخيل، والقفز، إضافة إلى الجوانب النظرية والعملية، في حين يتلقى الطلاب في المستوى المتوسط دروسًا أكثر تقدمًا في هذه المجالات.

وبعد إتمام هذه المراحل، يقوم الفارس بإختيار التخصص الذي يرغب به، كما يحق له الحصول على "جواز المرور لعالم الفروسية" والذي يُخوله للالتحاق بأي أكاديمية لركوب الخيل في العالم، كا يؤهله للمشاركة في المنافسات الرسمية.

وعلاوةً على دور رياضية ركوب الخيل في الحفاظ على التراث العربي، أكّد السويدي أن هذ الرياضة تُكسب الشباب المهارات والقيّم التي تدعم تطورهم الشخصي والمهني، وقال: "لقد خُضت الكثير من التجارب في هذه الرياضة، ويُمكنني أن أؤكد أنها تُساعد الفارس على بناء شخصية متميزة، حيث يتعلم الفارس أن يكون قائدًا، وكيفية اتخاذ قرارات سريعة وصائبة في الوقت الصحيح".

نظرًا إلى شغف السويدي بالخيل والفروسية منذ طفولته، استطاع أن يصنع تغييرًا في الكثير من المفاهيم والتصورات المحيطة برياضة ركوب الخيل في قطر، ليس من ناحية تعليم الفروسية فحسب، بل أيضًا من حيث ثقافة سوق الخيل في قطر بشكل عام.

وقال: "اعتاد الناس إلى الميل لشراء خيل بمستويات عالية للمشاركة في المنافسات في قطر، لكن ذلك يزيد الأمر صعوبةً؛ حيث يفرض على الفارس أن يبذل جهدًا إضافيًا ليتأقلم مع مستوى هذه الخيل".

وتابع: "لقد أسهمنا في تغيير ذلك من خلال الاتجاه إلى شراء خيل صغيرة، حيث نعمل على تربيتها ورعايتها مع طلابنا في الشقب، ويُمكننا أن نلحظ مدى تطورها يومًا بعد يوم، وأن نلمس النتائج التي نطمح إلى تحقيقها، وبذلك نُسهم في دفع مستوى رياضة ركوب الخيل في قطر إلى أعلى المستويات".

حسبما ذكر السويدي، تسعى إدارة تعليم الفروسية في الشقب إلى رعاية جيل جديد من الفرسان ممن يقدرون المعاني التي تنطوي عليها رياضة ركوب الخيل، قائلاً: "الفروسية تخلق تواصلاً عميقًا بين الإنسان والخيل، ونحن نسعى توطيد هذه العلاقة من خلال تثقيف فرساننا حول كيفية التعامل مع الخيل والاعتناء بها، ليدركوا أن الخيل ستعطيك دائمًا بقدر ما تقدم لها من اهتمام ورعاية".

كما تحدث السويدي عن مدى النجاح الذي أحرزه برنامج تعليم الفروسية في الشقب قائلاً: "أعتقد بأن ما قمنا به من تغيير جاء في الوقت الصحيح".

وأضاف: "لدينا الآن حوالي 400 طالب مسجلين في برنامجنا، ونسعى إلى رفع هذا العدد إلى 600 طالبًا خلال السنوات القادمة. اليوم، نستطيع أن نرى مخرجات جهودنا، ولدينا الآن ثلاثة فرسان في أعلى مستوى في قفز الحواجز، وفارسين في أعلى مستوى في الترويض على المستوى المحلي".

وأضاف: "بمواصلة التركيز على تعزيز تعليم الفروسية، سنتمكن من إنتاج جيل جديد من الفرسان القادرين على تمثيل دولة قطر في المنافسات الدولية".

تُرحب إدارة تعليم الفروسية بكافة المؤسسات والأفراد لزيارة الشقب، وتنظم زيارات تعريفية وتثقيفية وترفيهية بهدف تعزيز الوعي حول الفروسية، ويُمكن لكافة الراغبين التسجيل عبر تعبئة إستمارة طلب الزيارة، وذلك من الأحد إلى الخميس، من الساعة 7:30 صباحًا – 11:30 صباحًا، ومن الساعة 3:00 عصرًا حتى 7:00 مساءً عبر الرابط التالي https://www.alshaqab.com/tours-ar/tours-ar.