للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تمكن الطلاب الدوليون في مؤسسة قطر من البقاء في الحرم الجامعي في المدينة التعليمية خلال جائحة (كوفيد 19).
تتطلب التدابير الاحترازية في ظل جائحة (كوفيد-19) أن يظل الطلاب معزولين في غرفهم، لكن موظفي سكن الطلاب في المدينة التعليمية ابتكروا طرقًا جديدة لتعزيز الروابط الاجتماعية
في شهر مارس الماضي، عندما كان طلاب مؤسسة قطر يقضون إجازة الربيع، قررت جيتا كريكا، وهي طالبة دولية من ألبانيا تعيش في السكن الطلابي بالمدينة التعليمية، قضاء أسبوع الإجازة في داخل منزلها، ولم تكن تعلم أن جائحة (كوفيد-19) سوف تتسبب بحالة إغلاق في البلاد مما يعني أنها ستضطر إلى البقاء في السكن لعدة أشهر.
تقول جيتا وهي طالبة في جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر:" بعد انتهاء امتحانات منتصف الفصل قرر الكثير منا الاستقرار في غرفنا استعدادًا للنصف الثاني من الفصل الدراسي، لكن ما لم نكن نعرفه أننا سنمكث في منازلنا لوقت طويل".
مع إغلاق الجامعات وتعليق الرحلات الجوية، لم يجد العديد من الطلاب الدوليين أمامهم أي خيار سوى البقاء في الحرم الجامعي في المدينة التعليمية. وفي حين طلبت معظم المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم من جميع الطلاب المقيمين في الحرم الجامعي إخلاء السكن، سمحت مؤسسة قطر للطلاب بالبقاء في الحرم الجامعي إذا رغبوا في ذلك، حتى إذا كانت الرحلات الجوية إلى بلدهم الأصلي متاحة.
قررت كريكا البقاء في قطر خلال فصل الصيف، ليس بهدف تجنب الإصابة بالجائحة خلال السفر وحسب، بل أيضًا لأن بعض أفراد عائلتها في ألبانيا كجدّتها وشقيقها يعانيان من الربو.
تقول كريكا:" البقاء منعزلة في غرفة واحدة خلال أربعة أشهر، كان أمرًا محبطًا وصعبًا، ولكن لو عاد الزمن بي إلى الوراء، كنت سأتخذ القرار نفسه بالبقاء في قطر".
البقاء منعزلة في غرفة واحدة خلال أربعة أشهر، كان أمرًا محبطًا وصعبًا، ولكن لو عاد الزمن بي إلى الوراء، كنت سأتخذ القرار نفسه بالبقاء في قطر
تعزيز الانتماء للمجتمع
إدراكًا للضغوط النفسية والعاطفية التي يمر بها الطلاب في الحرم الجامعي خلال الجائحة، وخاصة أولئك الذين لم يتمكنوا من دفع تكاليف السكن الصيفي، فقد تنازلت مؤسسة قطر عن رسوم السكن لجميع الطلاب المقيمين في الحرم الجامعي خلال هذه الفترة.
يقول الدكتور ماثيو نيلسون، رئيس السكن الداخلي بمؤسسة قطر: "لقد انصب تركيزنا على كيفية دعم الطلاب بشكل أفضل، والتأكد من تلبية احتياجاتهم، وأنهم يشعرون بالأمان والراحة حتى يتمكنوا من التركيز على مسارهم الأكاديمي".
لقد انصب تركيزنا على كيفية دعم الطلاب بشكل أفضل، والتأكد من تلبية احتياجاتهم، وأنهم يشعرون بالأمان والراحة حتى يتمكنوا من التركيز على مسارهم الأكاديمي
حوالي 85 في المائة من الطلاب المقيمين في الحرم الجامعي هم طلاب دوليون، وكثير منهم لم يتمكنوا من العودة إلى وطنهم بسبب القيود المفروضة على السفر إلى الخارج، والتي يقول نيلسون أنها دفعت مؤسسة قطر إلى القيام بالترتيبات اللازمة لإقامتهم.
تعاون موظفو السكن الطلابي أيضًا مع الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر لتوفير مخزن للأغذية في كل مجمّع من مجمعات سكن الطلاب بالمدينة التعليمية، حيث يمكن لجميع السكان الحصول على الطعام والبقالة وغيرها من العناصر الأساسية مجانًا.
يقول باسط إقبال، مشرف السكن الداخلي بمؤسسة قطر: " أردنا توفير كل العناصر اللازمة داخل سكن الطلاب حتى لا يضطروا إلى الخروج لشراء البقالة، أو ركوب سيارة أجرة أو أي شيء قد يعرضهم للعدوى بالفيروس".
علاوةً على ذلك، يتم تزويد الطلاب الذين بقوا في المدينة التعليمية حاليًا بثلاث وجبات في اليوم مجانًا، وإمدادات منتظمة من الأقنعة والمعقمات، وخدمات نقل إلى لولو هايبر ماركت الذي يقع بالقرب منهم، وكذلك إلى المطار إذا قرروا المغادرة.
أعتقد أن الأمر كله يتعلق برغبة مؤسسة قطر في أن يشعر السكان أنهم في أمان وأنهم جزء من المجتمع
كان التحدي الرئيسي أمام موظفي السكن الطلابي، وموظفي شؤون الطلاب في الجامعات الشريكة يكمن في كيفية الحفاظ على الإحساس بالانتماء للمجتمع، في ظل غياب التواصل المباشر بين الطلاب، أو التجمع في الأماكن العامة.
كان الحل هو تنظيم فعاليات افتراضية لإبقاء مجتمع الطلاب على اتصال، على سبيل المثال من خلال عقد الإفطار الافتراضي خلال شهر رمضان، وجلسات اليوغا على الإنترنت وجلسات الألعاب، والتواصل الدائم وتفقد أحوال الطلاب بصورة منتظمةعبر تطبيق الواتساب ورسائل البريد الإلكتروني.
تقول أميني عبيدة، مقيمة بالسكن الطلابي، وطالبة في كلية لندن الجامعية قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر:" البشر كائنات اجتماعية، ونحن بحاجة إلى المشاركة والشعور بالمساندة والدعم من الآخرين، وفي الأوقات التي يفترض فيها أنك معزول اجتماعيًا، نحتاج إلى البقاء متحدين للمضي قدمًا. إن الحصول على ذلك هو شيء يجب أن نكون ممتنين له".
يحرص مستشارو تنمية المجتمع- الموظفون الطلاب المسؤولون عن شؤون السكن- على إجراء عمليات تواصل وتفقد منتظمة على أساس فردي مع جميع المقيمين بالسكن للتأكد من إمكانية إبلاغ موظفي الإسكان بأي تحديات تواجههم.
وتقول موم ثاهينا، طالبة في جامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، التي تعمل كمستشارة تنمية المجتمع في سكن الطالبات، إنها لا تتذكر مناسبة واحدة طلبت خلالها طالبة مقيمة أي نوع من الدعم ولم تحصل عليه بشكل فوري، قائلة: " أعتقد أن الأمر كله يتعلق برغبة مؤسسة قطر في أن يشعر السكان أنهم في أمان وأنهم جزء من المجتمع".
وأضافت: "مع كل رسالة بريد إلكتروني نتلقاها من السكن الطلابي في مؤسسة قطر، فإن السطر الأول أو الأخير من البريد الإلكتروني هو" اعرف أنك جزء من العائلة ونحن نهتم بك" إن هذه العبارة تشعرنا بالانتماء وبمدى الاهتمام بنا والحرص علينا".