في مرحلة ما قبل السكري هل يمكن التغلب على الإصابة به أو تجنبه؟

عندما لاحظ عادل التيجاني زيادة في وزنه وانخفاض قدرته على الرؤية بوضوح، ذهب لصديق له يعمل في مختبر بإحدى المراكز الصحية في دولة قطر، والذي عرضه بدوره على طبيب مختص ليتم أخذ عينة من دمه للفحص، فلاحظ الطبيب أن الفحص التراكمي للسكر كان 6.1 بالمائة.

علم عادل حينها أنه في مرحلة ما قبل السكري، حيث لا يعود الجسم قادرًا في هذه المرحلة على استخدام الأنسولين بالشكل المطلوب، وهي تعتبر مقدمة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، فأولئك الذين يعانون من مرحلة ما قبل السكري، يكونون عرضة بشكل كبير للإصابة بالسكري خلال السنوات العشر اللاحقة في حياتهم.

يقول عادل التيجاني: "أخبرني الطبيب بأنني إذا تجاوزت المعدل التراكمي 6.4 في المائة فسأصبح من المصابين بالسكري، ونصحني بممارسة الرياضة والمحافظة على نمط غذائي صحي ومتزن لكي يتراجع المعدل التراكمي للسكر في الدم وأعود لوضعي الطبيعي".

أضاف التيجاني: "لم أخف عندما أخبرني الطبيب أنني في مرحلة ما قبل السكري، فأنا أعلم جيدًا أنه يمكن التعايش معه، ولكنني قررت أن أتبع الخطوات الصحيحة لكي أتجنب أن أصاب به، ومن أهمها زيارة الجمعية القطرية للسكري، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع".

لم يستسلم عادل للأمر الواقع وقرر أن يتخطى تلك المرحلة وأن يعود لما كان عليه، وبعد زيارته للجمعية القطرية للسكري، بدأ باتخاذ مجموعة من الخطوات للتغلب على السكري، وأوضح عادل ذلك قائلًا: "الخطوات التي اتخذتها في هذه المرحلة تمثلت في تغيير نظامي الغذائي، حيث بِتُ أركز على تناول الخضروات بشكل

أكثر، والتوقف عن كل الأغذية التي من شأنها زيادة وزني، ورفع المعدل التراكمي للسكر لدي، كما سجلت في إحدى الصالات الرياضية وأصبحت أمارس الرياضة لمدة ساعة يوميًا".

وعن الدعم الذي تلقاه من الجمعية القطرية للسكري قال التيجاني: "أصدرت لي الجمعية بطاقة للزيارات والمتابعة، وفي البداية قامت أخصائية التغذية بعمليات خاصة بقراءة الوزن والطول وكتلة الجسم ونسبة الدهون في الجسم، وقراءات نسبة السكر في الدم، وحضرت عدة جلسات لمناقشة نظامي الغذائي، ونصحتني بنظام غذائي صحي يتناسب مع حالتي".

تابع قائلًا: "استمررتُ في إجراء الفحص الدائم ومتابعة معدل السكر التراكمي في الدم، وبعد ٣ أشهر تراجع المعدل التراكمي إلى 6 بالمائة فقط، عندها علمت أنني في الطريق الصحيح، وبعد 3 أشهر أخرى انخفض إلى 5.9 بالمائة، حتى أصبح المعدل التراكمي لدي 5.5 بالمائة، كما انخفض وزني ليصل إلى 87 كيلوجرام بعد أن كان 102 كيلوجرام، وهنا أطلقت على نفسي لقب قاهر السكري وأصبحت أستمتع بالانتصار عليه".

تلعب الجمعية القطرية للسكري دورًا هامًا وحيويًا للحد من انتشار السكري في المجتمع. في هذا الصدد قالت السيدة كيتي نحاس، مديرة البرامج في الجمعية القطرية للسكري: "تعتبر تجربة التيجاني نموذجًا مثاليًا يوضح نجاح الجمعية في تحقيق هدفها الرئيسي وهو توعية أفراد المجتمع بفترة ما قبل السكري بأهمية تحسين نمط الحياة لتفادي الإصابة وبالتالي الحد من زيادة الحالات"، أضافت: "يسعدنا دومًا استقبال استفسارات المراجعين ونشجعهم دوما على التواصل معنا لتقديم برامج مخصصة تتناسب مع ظروف الحالة الصحية و تساعد على تفادي السكري".