إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
17 February 2021

"الهوية والثقافة والتراث والقيم والأخلاق جزء لا يتجزأ من التعليم في مؤسسة قطر"

مشاركة

السيدة بثينة علي النعيمي، رئيس التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر تتحدث عن إنجازات مؤسسة قطر في مجال التعليم ما قبل الجامعي، وإسهاماتها في بناء الجيل القادم من القادة وصنّاع التغيير الإيجابي خلال مسيرة المؤسسة على مدار خمسة وعشرين عامًا

بدايةً، حدثينا عن أسباب حرص مؤسسة قطر على الاستثمار في التعليم ما قبل الجامعي، وكيف يعود ذلك بالنفع على قطر ويُساعد في تحقيق التكامل مع المنظومة التعليمية في البلاد؟
لطالما كان التعليم هو المفتاح الرئيسي لإحداث أي تطوّر، سواءً من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية أو العلمية والمعرفية، وهذا ما يأتي في إطار رؤية مؤسسة قطر للمساهمة في تحقيق النهضة بالبلاد في شتى المجالات، والإسهام في تحويل اقتصاد البلاد من الاقتصاد القائم على الكربون إلى الاقتصاد القائم على المعرفة. منذ أكثر من ربع قرن، كان التعليم ما قبل الجامعي هو البذرة التي انبثقت عنها مؤسسة قطر، وذلك من خلال تأسيس أكاديمية قطر، كأوّل كيان فيها عام 1996.

بثينة علي النعيمي، رئيس التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر.

وانطلاقًا من إيماننا في مؤسسة قطر أن مرحلة الطفولة والتعليم ما قبل الجامعي هي الأساس، بصفتها المرحلة التي تُمهد الطريق لتأسيس حياة الفرد قبل الانتقال إلى المرحلة الجامعية أو المراحل المهنية في المستقبل، وكذلك من وعينا بأننا جزء من منظومة أكبر على نطاق دولة قطر ككل، فقد عملنا توطيد علاقتنا مع وزارة التعليم والتعليم العالي في قطر، التي تربطنا بها علاقة قوّية ومتينة، ووقّعنا معها مذكرة تفاهم بهدف تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجالات مختلفة، مثل تدريب المعلّمين ومجال الطفولة المبكرة وغيرها، والتعاون مستمر بيننا.

أهم ما يُميز منظومتنا التعليمية هو انطلاقنا من الداخل إلى الخارج، وليس العكس

بثينة علي النعيمي

ما هي الخصائص التي تُميّز التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر؟ وكيف عملت المؤسسة على الاستفادة من نماذج التعليم الدولية وتبنيها ومواءمتها في السياق الوطني؟ وكيف يُمكن تعزيز الهوية والثقافة القطرية في إطار المنظور العالمي للتعليم والتعّلم؟

أعتقد أن أهم ما يُميز منظومتنا التعليمية هو انطلاقنا من الداخل إلى الخارج، وليس العكس. فنحن لم نعتمد فقط على استقطاب نماذج التعليم الخارجية وحسب، بل كذلك عملنا على استحداث برامج جديدة لتتواءم مع متطلباتنا واحتياجاتنا المحلية، حيث أنّ كلّ مبادرة جديدة نتخذها سواء من حيث افتتاح مدارس جديدة أو إطلاق برامج حديثة، تكون إما استجابة لحاجة، أو لسدّ ثغرات محددة.

إن الهوية والثقافة والتراث والقيم والأخلاق جزء لا يتجزأ من الإطار العام التربوي لبرامجنا التعليمية في مدارس مؤسسة قطر، ويتجلّى ذلك في الكثير من مساعينا، حيث عملنا على دمج تلك المفاهيم في مناهجنا الدارسية من خلال استحداث أول منهج متخصص لتدريس التراث القطري في مدارس مؤسسة قطر كمادّة مستقلّة منذ عام 2014 من المرحلة الابتدائيّة إلى الإعدادية، كما تم تصميم وإعداد منهج الأخلاق والقيم ودمجه في المناهج التربوية. إضافةً إلى ذلك، بدأنا بتنظّيم المنتدى التربوي حول التراث والهوية السنوي منذ عام 2016 للاحتفاء بكلّ المبادرات المتعلقة بمكوّنات التراث القطريّ وهويته، وفيه يجتمع نخبة من المدرسين والمتخصصين من كافة المدارس والجهات المعنية في الدولة، وأهمها وأبرزها وزارة التعليم والتعليم العالي، ووزارة الثقافة القطرية، وينظمه ويرعاه معهد التطوير التربوي التابع للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر.

ثقافة التعلّم مدى الحياة هي من المفاهيم الأساسية التي تحرص مؤسسة قطر على تكريسها لدى الجميع من طلاب ومعلمين وأولياء أمور وكلّ فرد من أفراد المجتمع

بثينة علي النعيمي

برأيك، كيف تعمل مؤسسة قطر على تعليم الأفراد بصورة تمتد إلى خارج الصفوف الدراسية؟ وكيف يُسهم ذلك في رعاية الجيل القادم من قادة المستقبل وصُنّاع التغيير الإيجابي، وفي تعزيز ترابط المجتمع؟

إن ثقافة التعلّم مدى الحياة هي من المفاهيم الأساسية التي تحرص مؤسسة قطر على تكريسها لدى الجميع من طلاب ومعلمين وأولياء أمور وكلّ فرد من أفراد المجتمع، فنحن نعيش في عالم متغيّر يستلزم هياكل تعليمية جديدة والتركيز على تطوير المهارات والمواهب. وعند الحديث عن تجربة التعليم المستمر في مؤسسة قطر، أرى أنها على مستويين: على مستوى الطلاب، حيث تمتد الخبرات التعليمية والحياتية إلى خارج قاعات الدراسة وعلى مدار العام من خلال برنامج (التعلم 365)، والذي يقدم برامج وأنشطة داخلية وخارجية خلال العام الأكاديمي والإجازات المدرسية في مجالات العلوم والآداب والفنون والموسيقى والرياضة. ولدينا تجارب حيّة من الطلاب تؤكّد مدى تأثيرها، حيث أن هذه البرامج تعمل على إشراك الطلاب في العملية التعليمية، وتنمّي الجانب العلمي والشخصي، مثل مهارات التفكير ومهارات الاستطلاع والاستشكاف، وهذا كلّه ينعكس على شخصية الطااب وتوجهاته المستقبلية، ويُسهم في تنشئة جيل جديد من الباحثين والمفكرين. كما تتضمن المهارات الأساسية التي نعمل على غرسها في طلابنا، حثّهم على قيّادة العملية التعليمية الخاصة بهم وأخذ زمام المبادرة، وتنميّة الدافعية لديهم للبحث في المواضيع التي تثير اهتمامهم، وهي مهارات يحتاجها الإنسان على مدار حياته.

نفخر بأننا قمنا بتطوير نماذج متخصصة للتعليم ومختلفة، فقوّة نظامنا تكمن في تنوع برامجنا

بثينة علي النعيمي

أما على المستوى المهني، فقد استثمرنا في معهد التطوير التربوي، وهي إحدى مبادراتنا التي تستهدف المعلّمين على مستوى البلاد ودعمهم لتطوير المناهج وبناء القدرات. وخلال العام الماضي، استفاد أكثر من 4500 معلم ومعلمة من برامجنا التدريبية على مدار العام بالإضافة إلى عدة آلاف أخرى من خلال حضور المؤتمرات السنوية في مجال التعليم والتعلم، والعلوم، والتراث والثقافة. كما عقدنا شراكة مع جامعة باث وكلية لندن الجامعية لتقديم برنامج الماجستير في القيادة التربوية.

الميزة هي أنهم جميعًا ينتمون إلى منظومة واحدة تتميّز بالتكامل والتعاون، وقيم مشتركة

بثينة علي النعيمي

ما هي الجوانب الرئيسية لتطوّر منظومة التعليم ما قبل الجامعي؟ وكيف تتفاعل هذه المنظومة مع قطاع البحوث والتطوير والابتكار وتنمية المجتمع في مؤسسة قطر؟
من الصعب اختصار الإنجازات التي حققها التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، ولعلّ من أهم إنجازاتنا وأبرزها هو توّسعنا في المدارس، ونفخر بأننا قمنا بتطوير نماذج متخصصة للتعليم ومختلفة، فقوّة نظامنا تكمن في تنوع برامجنا. لقد بدأت مسيرة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر بمدرسة واحدة وهي أكاديمية قطر، وعلى مدار 25 عامًا توسعت لتشمل 13 مدرسة، كما عملنا على تأسيس مدارس متخصصة استجابةً لحاجة المجتمع وإيمانًا منا بأنّ من حقّ كل طفل أن يدرس في مكان يمنحه فرص النجاح والنمو وحصول جميع أبناؤنا الطلبة على التعليم الذي يناسب اهتماماتهم وإمكانياتهم لإطلاق قدراتهم.

صورة 1 من 3

يتميز قطاع التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر بالتنوع والاختلاف.

تدعم مؤسسة قطر طلابها لقيادة العملية التعليمية الخاصة بهم.

تقول السيدة النعيمي أن منظومة المدارس في مؤسسة قطر تُمكن أولياء الأمور من اختيار الأفضل لهم وأبنائهم.

ولذلك نجد هذا التنوع الفريد في التعليم من حيث المدارس والبرامج الأكاديمية والتخصصية مثل أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، وأكاديمية ريناد للتوحد، وأكاديمية العوسج، وأكاديميتي، وأكاديمية قطر للقادة وغيرها للطلاب من جميع الأعمار والقدرات، بدءًا من مرحلة ما قبل المدرسة حتى الصف الثاني عشر. هذا بدوره يعكس التنوع على مستوى الطلاب، ويُعزز قدراتهم ويعطيهم فرص متعددة تُمكّنهم من التطوّر والنمو والازدهار، ويتيح للأهالي خيارات متعددة بحيث يمكن لهم الاختيار من مدارس متعددة ما يُناسبهم ويُناسب أبنائهم، الميزة هي أنهم جميعًا ينتمون إلى منظومة واحدة تتميّز بالتكامل والتعاون، وقيم مشتركة، فالأساس واحد ولكن مع اختلاف البرامج. كما أنه لدينا أوجه تعاون مختلفة مع منظومة التعليم العالي في مؤسسة قطر مما يفتح الكثير من الفرص الجيدة أمام طلابنا، إذ لدينا برامج مشتركة مع الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وجامعة حمد بن خليفة الوطنية، تُمكّن الطلاب من المشاركة في المسابقات، والبرامج، وورش العمل، مثل جامعة تكساس إي أند أم في قطر، ومنصّة العلوم والتكنولوجيا، وبرامج التدريب على الروبوتات في كارنيجي ميلون في قطر، وغيرها. وبموجب هذا التعاون، تعمل الجامعات كذلك على توجيه طلابنا من خلال موجهين يرشدون الطلاب في مجالات اهتمامهم وبحوثهم، وبالفعل لدينا طلاب حققوا الفوز في منافسات بحثية عالمية بفضل الموجهين المتخصصين من الجامعات في المدينة التعليمية.

قصص ذات صلة