إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
16 June 2020

بلسان حالها: "لا أعلم إذا كان بإستطاعتي أن أخاطر بعودتها إلى المدرسة!"

مشاركة

شيرين خالد، أم لطفلتين، ومحررة ضمن إدارة الاتصال بمؤسسة قطر، تُشارك تجربتها منذ تشخيص ابنتها بنوع خاص من حساسية الصدر ومخاوفها من عودة الحياة إلى طبيعتها في ظل تفشي كوفيد-19

دليلة.. هو اسم طفلتي الأولى، وهي دليل قلبي عندما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. قد لا تسعفني الكلمات مثل الكثير من الأمهات لوصف ما تعنيه ابنتي بالنسبة لي، غالبًا لأن ما تحمله الأم داخل عقلها وقلبها اتجاه أبنائها هو تجربة حياة كاملة لا يمكن اختزالها في كلمات.

منذ ولادة دليلة، تغيّر وجه الحياة بالنسبة لأسرتنا، فلا يمكن إنكار التحول الجذري الذي يختبره الوالدين بقدوم طفلهم الأول، حيث يمر كلاهما بنقطة تحول محورية، وخاصةً الأم، التي تصبح في ظرف يوم مسؤولة كليًا عن حياة هذا الكائن الصغير الذي لا يملك من أمره شيئًا. وهذا ما اختبرته بالفعل، فمنذ يوم ولادتها، لم أتوانى عن اختيار كل ما هو أفضل لها من رضاعة طبيعية كاملة، وتغذية صحية، وتطبيق أفضل وسائل التعليم المبكر، وتنمية مهاراتها الإجتماعية والإهتمام بصحتها النفسية.

مصدر الصورة: Christin Lola، عبر موقع Shutterstock

حتى بلغت سن الثلاث سنوات، وقد بدأت تواجه دليلة بعض المشكلات الصحية، وهو ما لم أتوقعه على الإطلاق. فقد عانت صغيرتي من نزلات برد متكررة مثل جميع الأطفال في هذا العمر، ولكن بدأنا نلاحظ أعراضًا أكثر حدة وقد لا يمر أسبوعًا على شفائها حتى تعود لنفس الأعراض من جديد.

أصبحت زياراتي للأطباء لا تنقطع، وقد أجمع العديد من الأطباء على أنها تعاني من نوع خاص من الربو الذي تظهر أعراضه فقط عند تعرضها للفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، والتي تؤدي إلى تشنج القصبات الهوائية التي ينتج عنها صعوبة في التنفس بشكل طبيعي، ومع ذهابها للمدرسة وإختلاطها بزملائها، كان من المستحيل السيطرة على حالتها في بعض الأحيان، وأصبحنا نعتمد بشكل كبير على أدوية توسيع الشعب الهوائية للحد من تلك الأعراض. ما كان مثيرًا للإهتمام هو معرفتي من خلال زياراتي المستمرة للأطباء بأن مشكلات الربو، وحساسيات الصدر وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي هي أمر شائع لدى نسبة كبيرة من الأطفال والكبار في قطر.

منذ بداية تلك المشكلة الصحية التي عانت منها ابنتي، بدأت أواجه اضطرابات في نومي، ودخلت في حالة إرهاق عصبي ونفسي مستمر على مدار سنوات، ولكن لم يسعني سوى الصمود والصبر من أجلها، وأدركت في ذلك الوقت معنى مقولة "إنك لا تعرف مدى قوتك، حتى تكون القوة هي خيارك الوحيد".

في ظل الأزمة الراهنة من انتشار فيروس كورونا - الفيروس الأشد ضراوة في فئة الفيروسات التنفسية – اتبعت وأسرتي كافة احتياطات الوقاية، والإلتزام بالعزل المنزلي والتباعد الإجتماعي منذ بدء الأزمة وحتى الآن، لإدراكنا مدى خطورة تعرض أحدنا للإصابة بكوفيد-19 على حالة صغيرتنا والتي تبلغ حاليًا سبع سنوات. ومن الجدير بالذكر، أنني قد بدأت عملي كمحررة لدى مؤسسة قطر بالتزامن مع بداية أزمة تفشي الوباء، وقد ساعدتني كثيرًا سياسة العمل عن بعد في الإهتمام بأسرتي على صعيد الوقاية الصحية، ومتابعة التعلم عن بعد، إلى جانب مزاولة عملي بمرونة، وهو أمر يجعلني أشعر بالإمتنان.

ومع التوجه العام الذي بدأت بعض الدول في تنفيذه حول العالم واستعدادنا للرجوع إلى الحياة الطبيعية من حيث العودة لأماكن العمل والعودة إلى المدارس، أصبحت أشعر كالغارق في بحر من الأسئلة والشكوك حيال وضعها.

مصدر الصورة: Bildagentur Zoonar GmbH، عبر موقع Shutterstock

لا أعلم إذا كان بإستطاعتي أن أخاطر بعودتها إلى المدرسة! فتعرضها للعدوى بمثل هذا الفيروس قد تشكل خطورة كبيرة على حالتها، ولا أعلم كيف ستتمكن من متابعة دراستها في هذه الحالة؟ هل ستواصل التعلم عن بعد؟ وهل ستتمكن مدرستها من توفير ذلك للطلاب الذين قد تشكل عودتهم للمدرسة خطورة على حياتهم في ظل تفشي ذلك الفيروس الذي مازال هناك تساؤلات كثيرة حول تأثيره وسبل علاجه؟

هناك العديد من الأشخاص من دائرة أصدقائنا وزملاء العمل الذين يعانون أنفسهم أو أطفالهم من مشكلات صحية مماثلة وغيرها من مرضى السكري والضغط، جميعهم يعانون من مشاعر القلق حيال العودة لأماكن العمل والدراسة، حيث مازالت الصورة غير واضحة في ما يتعلق بالإجراءات التي سيتم اعتمادها بشأن هذه الحالات، والتي تمثّل فئة كبيرة من أفراد المجتمع.

لا يسعني في الوقت الحالي سوى الإلتزام التام بكافة سبل الوقاية من العدوى لأفراد أسرتي، والإهتمام بصحتنا النفسية بأكبر قدر ممكن، وإنتظار ما سيأتي به المستقبل القريب من أخبار جديدة.

قصص ذات صلة