إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
9 February 2021

بلسان حالها: وجدت سلامي النفسي في ممارسة الرياضة

مشاركة

سهر الرفاعي، خريجة مؤسسة قطر، مهندسة في قطاع البترول ومدرّبة شخصية، تروي قصتها مع الرياضة وكيف جعلتها تتخطى التجارب الصعبة خلال مراحل حياتها

لطالما كان شعاري في الحياة هو التمسك بالأمل والتحلي بالصبر والمضي قدمًا حتى في أحلك الأوقات، إيمانًا مني بأن الغد سيكون أفضل.

كنت محظوظة بما فيه الكفاية لإيجاد الطريقة المثلى التي مكّنتني من التكيّف مع الضغوط وتحويل المشاعر السلبية إلى طاقة إيجابية بنّاءه

سهر الرفاعي

كفتاة نشأت في أسرة ميسورة الحال، التحقت بأفضل المدارس في قطر، وحصلت على درجة البكالوريوس في هندسة البترول من جامعة تكساس إي أند أم في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، ثم واصلت رحلة شغفي بالرياضة وحياتي المهنية، مما جعل والديّ فخورين بي وبكوني الابنة المثالية كان ينبغي أن تبدو الحياة رائعة بالنسبة لي. إلا أن الأمر لم يكن كذلك، فلم تكن الحياة خالية من الشوائب كما بدت للعالم الخارجي.

لقد عملت بجد طوال حياتي في محاولة لتلبية توقعات من هم حولي وكي أكون عند حسن ظن عائلتي التي طالما سعت للمثالية ولم تقبل مني ما هو أقل من ذلك. فقد كنت في صراع دائم لجعلهم فخورين بي وللالتزام بالمعايير الموضوعة لي، كنت كالذي يطارد الأحلام، حتى وإن لم تكن أحلامي الشخصية. ومع ذلك، في أكثر الأوقات عسرًا، كنت مبتسمة على الدوام وكأنني بخير.

سهر الرفاعي

على الرغم من ذلك، كنت محظوظة بما فيه الكفاية لإيجاد الطريقة المثلى التي مكّنتني من التكيّف مع الضغوط وتحويل المشاعر السلبية إلى طاقة إيجابية بنّاءه، فقد كانت الرياضة والنشاط البدني بمثابة حبل النجاة الذي تشبثت به.

منذ سن مبكرة، شكّلت الرياضة والنشاط البدني بشكل عام جزء هام في حياتي اليومية. كنت طفلة هادئة ولكني أحببت اللعب والحركة باستمرار. حيث كان النشاط البدني أمرًا حيويًا للغاية بالنسبة لي أثناء نشأتي – وقد مارست العديد من الرياضات المختلفة، بما فيها الكاراتيه، والاسكواش، والقائمة تطول. فأنا لا أستطيع تصوّر طفولتي بدون رياضة. فقد ساعدتني ممارستها على أن أصبح شخصًا أقوى، وأكسبتني الكثير من المهارات الحياتية، وعلمتني معنى التقبّل، التحدّي، الفوز والخسارة منذ سن مبكرة. فلم أكن أدرك مدى تأثير النشاط الرياضي في حياتي وكيف ساهم في تشكيل شخصيتي، حتى أصبحت أكبر سنًا.

بدأت التركيز على قضاء المزيد من الوقت في ممارسة الرياضة – ومن هنا، كانت بداية فصل جديد من حياتي

سهر الرفاعي

لم تكن سنوات مراهقتي سهلة، فكنت في مرحلة من حياتي أحاول فيها اكتشاف أشياء كثيرة عن العالم وعن ذاتي، وما أطمح لتحقيقه في المستقبل، بينما كنت أعاني في ذات الوقت من أجل مواكبة توقعات الجميع ممن هم حولي لتحقيق أعلى قدر من النجاح دون أية تنازلات، وهو ما سبب لي الكثير من الضغوط المستمرة، وجعلني أواجه الكثير من التجارب القاسية بمفردي، دون الحصول على مساعدة إحترافية ترشدني لكيفية التعامل مع تلك المشاعر. بدأت في البحث عن شيء يمكنه التعويض عن تلك المشاعر، شيء يمكنه أن يمنحني سعادة فورية، وهنا بدأت أتناول الوجبات الخفيفة التي تحتوي على قدر هائل من السكر، حتى أصبحت ملجأي الوحيد والطريقة التي جعلتني أحتفظ بتلك الابتسامة الزائفة وخداع الجميع بأنني على ما يرام في معظم الأحيان، ولكن في حقيقة الأمر، لم يعرفوا سوى القليل.

مع الوقت، وانتقالي لمرحلة عمرية أكبر، أدركت أنني بحاجة لاتخاذ قرارات أفضل. بدأت التركيز على قضاء المزيد من الوقت في ممارسة الرياضة – ومن هنا، كانت بداية فصل جديد من حياتي.

وفقا لسهر الرفاعي، يساعد النشاط البدني وممارسة الرياضة الأشخاص على إدراك قدراتهم الحقيقية وإمكاناتهم الجسدية.

بدأت أشعر بسعادة كبيرة وسلام داخلي مع اندفاع الأدرينالين في جسدي كلما أمضيت وقتًا أطول في التمرينات الرياضية، وسرعان ما حل ذلك الشعور محل إدماني لللسكريات والعادات الغذائية غير الصحية، كما بدأت في استعادة توازني الجسدي والنفسي بفضلها. مع مرور الوقت، أصبحت ممارسة الرياضة أسلوب حياة، وهو ما ألهمني لمتابعة تلك المسيرة بشكل احترافي كمدرّبة شخصيّة مرخصّة يمكنني مساعدة الآخرين في تحقيق ذلك التوازن الجسدي والنفسي من خلال تصميم برامج رياضية مخصّصة لتلبية أهدافهم.

ساعدني تدريب الأطفال والبالغين على مر السنين على غرس قيمة ممارسة الرياضة وتبني أسلوب حياة صحي في عقولهم بدلاً من العمل بها كحل مؤقت لمشكلة ما. وقد شاهدت بنفسي مدى تأثير ذلك على جميع الفئات العمرية، فإن إفراز الدوبامين يمنحهم شعورًا غامرًا بالسعادة، ويساعد على تهدئتهم وتصفية ذهنهم.

بالإضافة إلى ذلك، فالأمر لا يقتصر على تحقيق الأفراد أهدافهم المرتبطة بالتمارين التي يقومون بها فحسب، بل إن ممارسة الرياضة تمنحهم فهم أوسع لقدراتهم الحقيقية وإدراكًا أعمق لإمكاناتهم الجسدية. وبمجرد إدراكهم لتلك القدرات وإلتزامهم بالاستثمار في صحتهم الجسدية والنفسية، دائمًا ما تتغيّر حياتهم إلى الأفضل – يصبحون أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، تزيد قدرتهم على التحمّل والصبر، تزداد ثقتهم بأنفسهم، ويصبحون أكثر هدوءًا، فالعائد على هذا النوع من الاستثمار لا يُقدّر بثمن، وهو عائد يستمر مدى الحياة.

ألهمني إيماني العميق بقوة الرياضة لمساعدة الأشخاص على تغيير حياتهم للأفضل

سهر الرفاعي

الآن وأنا في الثلاثين من عمري، يتساءل الكثير من الناس عن كيف ولماذا اخترت التوفيق بين عملي كمهندسة ومدربّة شخصيّة. فإن الرياضة هي شغفي، وقد ألهمني إيماني العميق بقوة الرياضة لمساعدة الأشخاص على تغيير حياتهم للأفضل. كما أن رؤيتي لمدى سعادتهم، والسلام والثقة التي يكتسبونها، يحفّزني لأقدم يد العون للآخرين.

خلال رحلتي، تعلمت أنه بمجرد أن نطلق العنان لإمكاناتنا الجسدية والنفسية من خلال ممارسة التمارين والتأمل، نصبح أكثر قوة، ونتعلّم كيف نصبح أكثر مرونة وقدرة على التعامل مع الضغوط – سواءً كانت ضغوط ناتجة عن ماضينا، أو ضغوط الحياة في الوقت الحالي وكذلك في المستقبل. فمهما بلغت صعوبة الاختبارات التي نمر بها، فإن قوة العقل والجسد والروح ليس لها حدود.

تُعلّمنا الرياضة أن نُقدّر من خلال الحركة ما يمكن أن تتحمله عقولنا وأجسادنا، وهو ما يأخذنا إلى مستوى آخر من تقدير الذات، وإدراك السحر الحقيقي المستتر خلف مصطلحات الجسد المثالي والمعايير غير الواقعية التي ضللتنا بها الحياة، وهو أن الرياضة وسيلة لتحقيق السعادة والسلام.

سهر الرفاعي، خريجة جامعة تكساس إي آند أم في قطر عام 2012. بعد الانتهاء من عملها يوميًا كمهندسة بترول في النهار، تعمل سهر كمدربة شخصية. وقد حصلت على شهادتها كمدربة شخصية - المستوى 3 في عام 2016، كما أنها حاصلة على ترخيص "Total Barre" وهو برنامج رياضي يركز على عناصر القوة والمرونة والقدرة على التحمل والاستقرار الديناميكي، بالإضافة إلى ذلك، فهي تقوم بتدريب مجموعات من خلال صفوفها الرياضية.و تعمل سهر كمدربة مستقلة، تقدم لعملائها برامج رياضية وغذائية مصممة خصيصًا لتلبية متطلباتهم.

قصص ذات صلة