إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
5 July 2020

بلسان حالها: كيف أضاف عالم كوفيد-19 الافتراضي أبعادًا جديدة لبيئة العمل والحياة؟

مشاركة

شيرين خالد تعمل من منزلها في المساحة التي جهزتها بعناية لمتابعة العمل إفتراضيًا.

شيرين خالد، التي انضمت مؤخراً لفريق عمل إدارة الإتصالات بمؤسسة قطر تتحدث عن تجربتها الاستثنائية في بدء عمل جديد عن بُعد

كيف تتشكل انطباعاتنا أو تصوراتنا عن الأشخاص الذين نتفاعل معهم؟ سواء في محيط العمل أو في حياتنا الإجتماعية، نحن كبشر غالبًا ما نكون عفويين عندما نتعرف على أشخاص جدد، وربما لا نفكر مليًا في العوامل التي تؤثر على حكمنا وآرائنا اتجاه الآخرين ممن نلتقي بهم، هل هو مظهرهم، أو طريقة تعاملهم مع الآخرين، أو نبرة صوتهم، هل قد يكون ما يعبرون عنه بالكلمات أو مدى ذكائهم؟

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تشكل تصورنا الخاص عن الآخرين، لا سيّما في بيئة العمل، إلا أنّ التغييرات التي طرأت على حياتنا العملية جراء تفشي جائحة (كوفيد-19) جعلت لهذا الأمر بُعدًا آخر.

أصبح العمل عن بعد أسلوب حياة بالنسبة للعديد من الأفراد خلال جائحة (كوفيد-19). مصدر الصورة: Rido، عبر موقع Shutterstock

لطالما ألِفت المشاعر المرتبطة بالبدء في وظيفة جديدة والمرور بتلك المرحلة التي أحاول خلالها التعرف على سير الأعمال في محيط مليئ بالأحداث، وفهم العلاقة بين الأقسام المختلفة وكيف يُكمل عمل كل فريق عمل الأقسام الأخرى، وكذلك بالنسبة لمشاعر القلق التي تنتاب الموظف الجديد، والإعتياد على بيئة عمل وزملاء جدد، حيث أنه عادةً ما يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تشعر بالإنسجام وتصبح منتجًا.

ما لم يكن مألوفًا هو كيفية إنضمامي إلى فريق إدارة الإتصالات بمؤسسة قطر في مارس الماضي. حيث تصادف أول يوم عمل لي مع بدء تطبيق سياسة العمل عن بُعد في مؤسسة قطر، وهو ما يعني أنني باشرت العمل "بصورة إفتراضية".

على الرغم من تشككي من قدرتي على النجاح في مزاولة العمل عن بُعد، إلا أن مشاعر التوتر تلك سرعان ما تبددت، بل أسرع مما تصورت

شيرين خالد

بدأت أول يوم عمل عن بعد بإعداد وتجهيز مساحة في منزلي خصصتها للعمل، حيث جمعت كل الأشياء المألوفة بالنسبة لي والتي قد أضعها في مكتبي عادة، ووضعتها جميعًا بشكل منسق في تلك المساحة في محاولة مني لإضفاء لمسة خاصة على بيئة العمل التي أقوم بتجهيزها. كانت تلك محاولة لتخفيف حدة توتري المصاحبة لخوض هذا التحدي الجديد من خلال محيط إفتراضي، فقد كان يدور في ذهني كم هائل من الأسئلة حول كيفية القيام بذلك عن بُعد!

ما لم أتوقعه هو أن أشعر براحة أكبر في هذه الحالة مقارنة بتجاربي السابقة في بدء عمل جديد. فعلى الرغم من تشككي من قدرتي على النجاح في مزاولة العمل عن بُعد، إلا أن مشاعر التوتر تلك سرعان ما تبددت، بل أسرع مما تصورت.

خلال الأيام القليلة الأولى في عملي الجديد بمؤسسة قطر. كنت أجلس في مساحة العمل التي أعددتها في منزلي وأنا أرتدي ملابس مريحة، وسرعان ما بدأت في متابعة مجريات العمل عن كثب في مؤسسة متعددة القطاعات، وقمت بمراقبة حركة الإتصالات بين العديد من الأقسام وفرق العمل بهدوء وروية. وكنت أفعل كل هذا من خلال منصة رقمية تتيح للعديد من الفرق داخل مؤسسة قطر التواصل والتفاعل دون الحاجة إلى التواجد في نفس المكان. وقد مكّنني هذا من اجتياز المرحلة الطويلة للتدريب الأولي المتعارف عليها للموظفين الجدد، وزودني بنظرة عامة أكثر شمولاً وعمليةً حول كيفية سير العمل. مما جعلني أشعر بالإنتاجية منذ اليوم الأول الذي انضممت فيه إلى الفريق.

أصبحت قدرتنا على التفاعل والتواصل رقميًا أمرًا طبيعيًا للغاية، حتى أنها أصبحت بمثابة لغة عالمية، حيث يستخدم الجميع الكتابة الإلكترونية والرموز التعبيرية لتعكس تمامًا ما يعنونه وما يشعرون به

شيرين خالد

ما لفت انتباهي في تلك المرحلة هو سلاسة انتقال عمليات المؤسسة من المكاتب إلى العالم الافتراضي، . حيث كنا بالكاد نواجه عقبات أو اضطرابات أثناء هذا التغيير- بل على العكس تمامًا. كانت الإجتماعات تُعقد في وقتها المحدد، وبصورة مناسبة لكل الموظفين، كما زادت الطاقة الإستيعابية لتلك الإجتماعات لعدم التقيّد بمساحة مكانية. تم توزيع المهام بسلاسة، حتى تقدير العمل الجيد بدا ملموسًا في مساحة عمل افتراضية لها قدرة استيعابية أكبر بكثير من مقر العمل على أرض الواقع.

أعتقد أنه في عالمنا الحديث، أصبحت الحلول الافتراضية والرقمية أساسية للقيام بالعديد من الأنشطة الحياتية لمواكبة الوتيرة السريعة لحياتنا العصرية. حيث أصبحت قدرتنا على التفاعل والتواصل رقميًا أمرًا طبيعيًا للغاية، حتى أنها أصبحت بمثابة لغة عالمية، حيث يستخدم الجميع الكتابة الإلكترونية والرموز التعبيرية لتعكس تمامًا ما يعنونه وما يشعرون به. ربما ذلك ما يفسر سهولة الإنتقال وشعور فريق العمل بالإندماج سريعًا خلال التحول إلى نسخة إفتراضية من مقر عملهم.

أعتقد أن التفاعل الإفتراضي في بيئة العمل يمكنه أن يساعدنا في تجنب التصورات المتحيزة التي قد نكونها عن زملاء العمل وكذلك عن مدرائنا

شيرين خالد

من وجهة نظر أكثر إرتباطًا بسلوكنا البشري، أعتقد أن التفاعل الإفتراضي في بيئة العمل يمكنه أن يساعدنا في تجنب التصورات المتحيزة التي قد نكونها عن زملاء العمل وكذلك عن مدرائنا والتي قد تتأثر في أحيان كثيرة بميول شخصية أو عوامل خارجية ليس لها علاقة بالعمل. وهو ما قد يجعل البيئة الإفتراضية أكثر احترافيةً.

الآن ومع بدء الشهر الرابع في العمل عن بعد، أدركت كم كانت تجربتي مثيرة للإهتمام في تكوين انطباع خاص عن كل من زملائي في العمل على الرغم من أننا لم نلتقِ مسبقًا. وكيف أن تلك التجربة لم تمنعني من الشعور بأنني جزء من فريق العمل، حيث نتفاعل ونتواصل من خلال عملنا معًا وكذلك على الصعيد الإجتماعي على مدار يومنا. ومازلت أتعرف وأتفاعل مع هذا الفريق الكبير الذي أصبح الآن مألوفًا لي – على الرغم من أنني لم ألتقي معهم على أرض الواقع من قبل.

تقول شيرين خالد أن العمل عن بعد "يمكنه أن يساعدنا في تجنب التصورات المتحيزة التي قد نكونها عن زملاء العمل وكذلك عن مدرائنا والتي قد تتأثر في أحيان كثيرة بميول شخصية أو عوامل خارجية ليس لها علاقة بالعمل".

أعتقد بأن هذا المثال قد يجعلنا ننظر لأزمة جائحة (كوفيد-19) على أنها فرصة لإعادة تصور الاحتمالات الأخرى حول كيفية تنظيم حياتنا على الكثير من الأصعدة، سواء في مجال العمل، أو التعليم أو طريقتنا في التعامل مع البيئة من حولنا بشكل عام. قد تكون تلك هي الفرصة التي طالما ترددنا بشأنها، بل قد تكون في الواقع بوابتنا للتغيير نحو عالم أفضل".

قصص ذات صلة