إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
18 October 2020

خبيرة عالمية في محو الأمية تؤكد في جلسة نقاشية عقدتها مؤسسة قطر أنه من "السابق لأوانه القول بأن المدرسة ليست ضرورية"

مشاركة

تلاميذ المدارس في إفريقيا، أحد المواقع حيث تعمل منظمة Room to Read "روم تو ريد" في مجال محو أمية الأطفال وتعليم الفتيات.

مصدر الصورة: Sylvain Cherkaoui، عبر موقع REUTERS

تعتقد الرئيس التنفيذي لمؤسسة "روم تو ريد" أن التكيف مع متطلبات جائحة فيروس كورونا (كوفيد -19) يجب ألا يصيب العالم بقصر النظر بشأن مستقبل التعليم على المدى البعيد.

ارتأت خبيرة التعليم التي شاركت في جلسة نقاشية عالمية عقدتها مؤسسة قطر حول مستقبل التعلم أنه في ضوء التغيرات التي تحدثها جائحة فيروس كورونا (كوفيد -19) في مشهد التعليم في جميع أنحاء العالم، فإنه من المهم أيضًا التأكد أن عواقب الجائحة لا تصيبنا بقصر النظر حول مستقبل التعلم.

علينا أن نستمر في تذكير أنفسنا بأن القاعدة الطبيعية لن تظلّ ثابتة على عهدها لوقت طويل، ومن المرجح أن يتمخض كل ما نقوم به الآن عن تطبيقات تتجاوز مرحلة الجائحة

الدكتورة جيثا مورالي

إذ صرحت الدكتورة جيثا مورالي، الرئيس التنفيذي لـمؤسسة Room to Read "روم تو ريد"، وهي مؤسسة غير ربحية في مجال محو أمية الأطفال وتعليم الفتيات في المجتمعات منخفضة الدخل وخاصة في آسيا وأفريقيا، قائلة "علينا أن نستمر في تذكير أنفسنا بأن القاعدة الطبيعية لن تظلّ ثابتة على عهدها لوقت طويل، ومن المرجح أن يتمخض كل ما نقوم به الآن عن تطبيقات تتجاوز مرحلة الجائحة. فعلى سبيل المثال، تعلمنا من خلال العمل الذي نقوم به في الراديو والتلفزيون الآن أننا لا يمكننا الاعتماد فقط على شبكة الإنترنت. ويظل ذلك صحيحًا إبان الجائحة أو في غيابها".

الدكتورة جيثا مورالي، الرئيس التنفيذي لـمؤسسة Room to Read "روم تو ريد"، ضيفة سلسلة محاضرات المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر.

وقد أوضحت الدكتورة مورالي أنه رغم أهمية الابتكار في التعليم، وخاصة خلال جائحة فيروس كورونا (كوفيد -19) وما بعدها، لغرض تحسين النظم التعليمية، يجب على الجهات المعنية التأكد أن مسيرة البحث المستمر عن إعادة تشكيل التعليم لا تُعطل ما يجب أن يظل ثابتًا.

وأضافت "أعتقد أننا اختبرنا الكثير من الأشياء، وابتكرنا الكثير، لكننا لم نفعل ما يكفي لتعزيز النظام العام بما يخدم المصالح الفضلى لجميع الأطفال، بل وأكثر من ذلك في الأماكن التي لا يوجد فيها نظام حكومي مستقر كما هو الحال في تجمعات اللاجئين. إذ أن الكثير من الأنشطة التعليمية هذه الأيام قائمة على المشاريع التي تتراوح مدتها بين ثلاث وخمس سنوات وتركز على النتائج قصيرة الأجل. وبعد انتهاء هذه المشاريع، وما لم تكن هناك استراتيجية مستمرة لإحداث تأثير طويل الأمد ومستدام، يصبح من الصعب للغاية حل المشكلة".

أعتقد أننا اختبرنا الكثير من الأشياء، وابتكرنا الكثير، لكننا لم نفعل ما يكفي لتعزيز النظام العام بما يخدم المصالح الفضلى لجميع الأطفال

الدكتورة جيثا مورالي

كانت الدكتورة مورالي واحدة من ستة متحدثين في النسخة الأخيرة من سلسلة المتحدثين المميزين في المدينة التعليمية، وهي المنصات العالمية للحوار في مؤسسة قطر، تجمع بين الخبراء وقادة الفكر لمناقشة القضايا العالمية الرئيسية. خلال الجلسة النقاشية التي تناولت كيف يجب تطوير التعليم وحمايته وجعل الوصول إليه أكثر إنصافًا في مواجهة جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19)، تحدثت عن ضمان تقديم خيارات منخفضة التقنية أو غير تقنية على الإطلاق لتحسين معدلات إجادة القراءة والكتابة العالمية.

ووفقًا للدكتور مورالي، فإن أحد الأساليب التي يمكن للمؤسسات التعليمية اتباعها لتحقيق تأثير مستدام هو الاستثمار في تغيير الثقافة حول التعليم على المدى الطويل، كأن يتم ذلك مثلاً من خلال مناصرة محو الأمية لدى الإناث وتطوير مهارات الحياة بين الأسر والمجتمعات التي تحرم الفتيات من التعليم، وهي أحد الأساليب التي تطبقها مؤسسة "روم تو ريد".

في ظل الوضع الحالي للعالم وعدم المساواة الموجودة، لا يمكنني أن أتوقع أن أقول بأن المدارس والمعلمين الجيدين ليسوا ضروريين

الدكتورة جيثا مورالي

وصرحت قائلةً "أعتقد أن الشيء الفريد في البرامج التي نقودها هو تركيزنا الشديد على مسألة النوع الاجتماعي بالإضافة إلى العمل بخصوص محو الأمية. إذ اكتشفنا أنه على الرغم من استثمارنا في التعليم الابتدائي، فقد كانت هناك تحديات خاصة بالنوع الاجتماعي واجهتها الفتيات على وجه التحديد، وأنهن يصبحن أكثر عرضة للتسرب من التعليم في نهاية المرحلة الابتدائية. لذا، فإن الاستثمارات التي كنا نقوم بها في تعليمهم لمحو الأمية لديهن لم يكن لها آثار طويلة المدى كما أردنا أن تكون لجميع الأطفال".

وأشير هنا إلى أن مؤسسة "روم تو ريد" تستعين بمرشدات ومعلمات من داخل المجتمعات المحلية بحيث يحدث تحول بمرور الوقت في معايير وتوقعات النوع الاجتماعي، ويمكن لهؤلاء المرشدات التحدث إلى أولياء أمر الفتيات إذا كانت هناك تحديات في المنزل تمنعها من إكمال التعليم الثانوي أو الاستمرار في التعليم العالي أو العمل.

تقول الدكتورة مورالي أنه لا ينبغي للسعي المستمر لإعادة تشكيل التعليم أن يُعطل ما يجب أن يظل ثابتًا.

وبينما تناقش المحادثات العالمية حول جائحة فيروس كورونا (كوفيد -19) ما إذا كان التعلم الرقمي هو مستقبل التعليم وما إذا كان يجب أن تحل الفصول الدراسية عبر الإنترنت محل الفصول الدراسية الفعلية عند الاقتضاء، قالت الدكتورة مورالي إنها تحذر استخدام هذا النهج، وخاصة مع الأطفال الصغار.

أفادت "أنا مناصرة قوية لتعلم الأطفال الصغار في المدارس ومن المعلمين. إذ أن عنصر النمو الاجتماعي الذي يدخل ضمن تعلم الطفل، وقدرة المعلم على محاكاة سلوكيات القراءة، والمساهمة في تمارين القراءة المشتركة، ودعم الأطفال في معاناتهم مع أصوات اللغة، كلها من الأمور الضرورية. وأعتقد أنه سيكون من السابق لأوانه أن نقول بأن المدرسة ليست ضرورية. ففي ظل الوضع الحالي للعالم وعدم المساواة الموجودة، لا يمكنني أن أتوقع أن أقول بأن المدارس والمعلمين الجيدين ليسوا ضروريين".

قصص ذات صلة