إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
7 October 2020

دعوة لمنح الشباب خيار الابتعاد عن النموذج التقليدي للتعليم في نقاش لمؤسسة قطر

مشاركة

يستعد الطلاب في جنوب أفريقيا إلى العودة إلى المدارس بعد قضاء حوالي 4 أشهر في المنازل. ولكن؟ هل يجب السماح للطلاب بترك المدرسة إذا كان ذلك يُلبي تطلعاتهم؟

مصدر الصورة: ABACAPRESS.COM، عبر موقع REUTERS

ناشط جنوب أفريقي أحد المتحدثين في أحدث نسخة إلكترونية من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية يعتقد أن نيل درجة جامعية بعد 16 عامًا من التعليم الرسمي قد يأتي بنتائج عكسية إزاء إطلاق قدرات الشباب

قال أحد الناشطين الشباب في مجال التعليم، على هامش مشاركته في النقاش العالمي حول مستقبل التعلم الذي استضافته مؤسسة قطر، إننا إذا أردنا للعالم أن يبني مشهدًا تعليميًا أكثر استدامة فلا بدّ أن يُمنح الشباب خيارَ "الابتعاد" عن النموذج التقليدي للتعليم في سنّ مبكرة في حال كانوا يرغبون باتباع مسار مهني.

خاطب الشاب الجنوب أفريقي، أوباكينج ليسيان، جيل الشباب قائلاً: "إذا لم يمتلك أحد الرغبة بشغل وظيفة أكاديمية ويفضّل عليها العمل في المجال المهني، فينبغي له أن يكون قادرًا على مغادرة المنظومة التعليمية وألا يقضي اثنتي عشرة سنة في صفوف التعليم الرسمي. فلو قُدّر له مثلًا أن يقضي تسع سنوات في المدرسة ويُتبعها بثلاث سنوات في التدريب، سيغدو مؤهلًا للعمل في المجال المهني في نفس السن التي يلتحق بها أقرانُه بالجامعات".

أوباكينج ليسيان، ناشط في مجال التعليم من جنوب أفريقيا، وأحد المتحدثين المشاركين في أحدث نسخة من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية التي تنظمها مؤسسة قطر.

يعمل ليسيان مستشارًا وخبيرًا استشاريًا في سياسات وبرامج التعليم، ويدرس حاليًا للحصول على درجة البكالوريوس في جامعة وِيتواترسراند. وهو خريج الأكاديمية الأفريقية للقادة، وأصغر زميل في النسخة الأولى من برنامج "الخدمة العامة" التابع لمشروع أبوليتيكال أكاديمي لإعداد قادة التغيير، ومنحته مجلة الأعمال الأمريكية الشهرية "فاست كومباني" لقب (نموذج ينبغي احتذاؤه) في العام 2018.

لستُ بالضرورة من مناصري فكرةِ أن يقضي الشباب اثنتي عشرة سنة في المدرسة ثم أربع سنوات في الجامعة ليكونوا قادرين على خدمة المجتمع وتقديم الإضافة له

أوباكينج ليسيان

مع أن ليسيان أحد المناصرين الأشداء للتعليم الرسمي، حيث أسس مبادرة "إد كونكت‘ التي تتيح للمجتمعات المحرومة فرصة الحصول على التعليم في جنوب أفريقيا، فهو يعتقد أن منظومة التعليم يجب أن تكون أقل صرامًة ولا تشترط عددًا محددًا من السنوات على مقاعد الدراسة. وفي هذا يقول: "لستُ بالضرورة من مناصري فكرةِ أن يقضي الشباب اثنتي عشرة سنة في المدرسة ثم أربع سنوات في الجامعة ليكونوا قادرين على خدمة المجتمع وتقديم الإضافة له. فبعضهم لا بدّ وأن ينخرطوا في مجال ريادة الأعمال لأنهم يمتلكون المهارات الفنية التي تؤهلهم لإضافة قيمةٍ مباشرة لمجتمعاتهم. إذن، لماذا عليهم الانتظار اثنتي عشرة عامًا للقيام بذلك؟".

ويعتقد ليسيان أن الشباب في قارةٍ بحجم أفريقيا، حيث يشكلون غالبية السكان وبنسب البطالة مرتفعة، ينبغي أن يمتلكوا خيارَ مغادرة منظومة التعليم التقليدية وسنواتها الست عشرة اللازمة للالتحاق بسوق العمل، وأن يشرعوا بتدعيم قطاعات الزراعة والتعدين والصناعات التحويلية.

أحد العناصر الحاسمة في تمكين الشباب من القيادة تمكينهم من التفاعل مع النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية

أوباكينج ليسيان

أضاف يقول: "بما أن قدرة الاستيعاب في جامعاتنا محدودة أصلًا، فطريقتنا التي نقترحها لن ترهن مستقبل الشباب بقدرتهم على نيل درجة جامعية".

في جوابه على سؤال حول العراقيل التي تحول دون قيام المؤسسات التعليمية بتطبيق هذه الإصلاحات، خاصة في أفريقيا، قال: "أعتقد أن السبب الأول هو الافتقار للمخيلة الواسعة، وأما السبب الثاني فهو القدرة المحدودة جدًا لتطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع. وأرى أن قارة أفريقيا مبتلاة بعدد كبير من القادة السياسيين غير الأكفاء والإدارات الحكومية غير المؤهلة، بمعنى أن الكثير من هؤلاء القادة لا يمتلكون الذكاء المطلوب لاستكشاف نجاعة بعض هذه النماذج البديلة".

كشفت التبعات التي خلّفتها جائحة كورونا على التعليم عمّا تؤول إليه الأمور إذا لم نراعي الاحتياجات الاجتماعية للطلاب

أوباكينج ليسيان

يُذكر أن ليسيان كان أحد المتحدثين في أحدث نسخة إلكترونية من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية، وهي منصة تابعة لمؤسسة قطر للنقاش والتبادل المعرفي تستضيف الخبراءَ وقادةَ الفكر لمناقشة أهم الموضوعات في عالمنا المعاصر. وقد شارك ليسيان في الفعالية ممثلًا لصوت الشباب في الجلسة التي ناقشت تعطّل التعليم وضرورة حمايته وإتاحة فرص الحصول عليه بشكل أكثر سهولةً وإنصافًا في ظلّ جائحة كوفيد-19.

كما شدّد ليسيان على الحاجة لمزيد من التكامل بين أنظمة التعليم واحتياجات العالم الفعلي حتى يتسنى للطلاب أن يتفاعلوا مرارًا وتكرارًا مع الحقائق السياسية والاجتماعية والاقتصادية السائدة فيه. وأضاف: "أعتقد أن مسألة القدرة على القيادة لها قيمة عظيمة، ولكنّ جزءًا من القدرة على القيادة يتلخص أيضًا في القدرة على التفاعل والتعاون مع مختلف الأنظمة التعليمية المطبقة. وأحد العناصر الحاسمة في تمكين الشباب من القيادة تمكينهم من التفاعل مع النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بمعنى أن إذا حظي الشباب مثلاً بفرصة المشاركة في الانتخابات الوطنية في بلدانهم فذلك جزءٌ من مفهوم القيادة".

يعتقد ليسيان بأنه يجب أن يتمتع الشباب بإمكانية الوصول إلى أنظمة تعليمية أقل صرامة، لا تنص على ضرورة قضاء عدد معين من السنوات في المدرسة.

من ناحية أخرى، يؤمن ليسيان أن أنظمة التعليم يمكن أن تغدو أكثر تكاملًا عبر مراعاة الظروف الاجتماعية-الاقتصادية للطلاب، كأنْ تقوم المدارس بدور أكثر فعالية في الوقوف على الاحتياجات المالية للطلاب وأولياء أمورهم، أو قدرة الأسر على توفير التكنولوجيا لأبنائها الطلاب، أو فرص الوصول إلى الأدوات التعليمية كالحواسيب وشبكة الإنترنت. ويشرح ليسيان ذلك بقوله إنه في الوقت الذي تحول العالم إلى التعليم عن بُعد بسبب جائحة كوفيد-19، حُرم غالبية الطلاب في أفريقيا من التعليم لأنهم لا يمتلكون حواسيب أو إمكانية الاتصال بشبكة الإنترنت من منازلهم. وأضاف قائلًا: "كيف سأدرس لو كنت جائعًا؟ وكيف لي أن أرتاد المدرسة لو كنت بلا مأوى؟ لقد كشفت التبعات التي خلّفتها جائحة كورونا على التعليم عمّا تؤول إليه الأمور إذا لم نراعي الاحتياجات الاجتماعية للطلاب، أو ننظر إلى التنمية الاجتماعية-الاقتصادية بوصفها إحدى السبل لتوفير فرص التعليم أو عاملًا يمكّن الشباب من تحقيق النجاح المنشود".

قصص ذات صلة