للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
متجر هدايا المدينة التعليمية يعرض إبداعات فنية صُنعت وراء القضبان في إطار خطة تأهيلية لنزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية بوزارة الداخلية في دولة قطر
كيف هي الحياة في غياهب السجن؟ قد تبدو حياة السجن قاسية، مظلمة، تحكمها ضوابط وقواعد صارمة من تقييد للحرية وعزلة عن المجتمع في مختلف دول العالم، وذلك على الرغم مّما توفره الجهات المعنية من رعاية تنسجم مع حقوق السجين المنصوص عليها في القوانين الوطنية والدولية. لكنّ الفترة التي يقضيها السجين قد تكون قوّة دافعة لإطلاق الإبداع الكامن بداخله ومساعدته على إعادة اكتشاف ذاته، خاصًة إذا ما توفرت الأنظمة الصحيحة والرعاية اللازمة والبيئة الداعمة.
هذا ما يمكننا أن نلمسه عند النظر إلى المنتجات المعروضة للبيع في متجر هدايا المدينة التعليمية بمؤسسة قطر من صُنع نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية، والتي تعكس الموهبة الفنية والإبداع الذي يُمكن أن يولد خلف أسوار السجون.
دعم نفسي واجتماعي
انطلاقًا من حرص دولة قطر على الالتزام بإعلاء قيم حقوق الانسان، تنتهج وزارة الداخلية في دولة قطر- متمثلة في إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية - فلسفة عقابية حديثة قائمة على التهذيب والإصلاح، وتولي جلّ اهتمامها لضمان دعم النزلاء نفسيًا واجتماعيًا وتزويدهم بالمهارات التي تساعد على تقليص الفجوة بينهم وبين المجتمع، لتسهيل إعادة اندماجهم فيه كأفراد أسوياء، وردعهم عن ارتكاب الجريمة مرة أخرى بعد انقضاء فترة العقوبة.
تحدّث النقيب بخيت عبد الله البريدي، رئيس قسم الرعاية والتأهيل بالمؤسسات العقابية والإصلاحية حرصنا على تطبيق آليات تضمن تقديم الدعم الحقيقي للنزيل، حيث وقعنا اتفاقيات مع جهات محلية مختلفة، ومنها على سبيل المثال بنك قطر للتنمية، الذي يطرح دورات تدريبية للنزلاء في إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وبناءً على تقييم أداء النزيل في الدورة، يمكن أن يتم منحه متجر بالمجان في مشروع "أسواق الفرجان" لمدة سنة كاملة، إلى أن يتمكن النزيل من إدارة المشروع بنفسه. إضافةً إلى ذلك، وقعنا اتفاقيات مماثلة مع جهات أخرى مثل الهلال الأحمر القطري، الذي يبذل جهودًا حثيثة في مد نزلائنا بالدعم والتدريب الذي يحتاجونه. ونعمل حاليًا على تعزيز تعاوننا مع جهات أخرى في الدولة".
إبداع خلف القضبان
أكثر ما يميز بيئة السجن هي أنها تُشكل مزيجًا من شرائح المجتمع بمختلف خبراتهم، حسبما ذكر النقيب البريدي، تحرص الإدارة على تحقيق أقصى استفادة من تلك الإمكانيات في إطار خطة تأهيلية شاملة تتضمن المشاركة في دورات تدريبية وورش عمل يقدمها مدربون متخصصون، مثل مجالات فنون الرسم والصناعات الحرفية واليدوية، إلى جانب مهارات الخياطة والحياكة المخصصة لقسم النساء.
نحرص على التعامل الإنساني، دون أي تفرقة أو تمييز بين النزلاء، ونأخذ في الاعتبار مهارات النزيل وميولة ومواهبه
قال النقيب البريدي: "نحرص على التعامل الإنساني، دون أي تفرقة أو تمييز بين النزلاء، ونأخذ في الاعتبار مهارات النزيل وميولة ومواهبه. تكون المشاركة في تلك الدورات اختيارية ونابعة من رغبة النزيل الذاتية في التعلّم والإنجاز، كما أننا نعمل على إشراك النزلاء في اتخاذ القرارات المتعلقة بتفاصيل العمل الفني الذي يقومون به، ونطبّق اقتراحاتهم، فهم يمتلكون رؤية مميزة وفريدة من نوعها، وذوقًا خاصًا. كما نوّفر لهم ورش متخصصة بجودة عالية ونزوّدهم بكل المواد الخام التي يحتاجونها".
حرصًا على سلامة وصحة النزلاء في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا(كوفيد-19)، تم تقسيم العمل في الورش إلى مجموعات صغيرة، والالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائية مثل التباعد الاجتماعي وارتداء كمامات الوجه أثناء التواجد داخل الورش، وتعقيم مساحات العمل والأدوات بصورة دورية.
يدرك فريق عمل إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية أن النزلاء يعيشون ظروفًا صعبة ويتعرضون لضغوطات كبيرة، مما يتطلب التعامل معهم بأسلوب خاص ومراعاة ما يمرون به. وفي الوقت ذاته، يعمل الفريق على تحديد سلوكياتهم ودوافعهم الحقيقية من المشاركة في الورش.
أضاف النقيب البريدي: "نحن لا نعيش في عالم مثالي، ونحرص على تقييم سلوك النزلاء وشخصياتهم منذ وصولهم ، ونعطي الأولوية في الالتحاق بالدورات للنزلاء الذين يتمتعون بسلوك سوي لضمان عدم استغلال عملهم في الورش أهداف أخرى غير الإنتاج والتأهيل".
نحن لا نفرط في خبرة النزيل الذي يمتلك الكفاءة، بل نستثمر قدراته ونشجعه على تدريب زملائه الآخرين
دعم معنوي ومادي
تتميز أعمال نزلاء إدارة المؤسّسات العقابية والإصلاحية من منتجات يدوية وحرفية وأعمال فنية بجودتها العالية ومطابقتها للمواصفات القياسية وتصاميمها الجذابة. وتحظى بإعجاب كبير من الجمهور من خلال المعارض المحلية التي تشارك فيها. وقد أصبح لتلك الأعمال زبائن دائمين وجهات متنوعة في البلاد التي تواظب على طلب وشراء تلك المنتجات. علاوةً على ذلك، قامت الإدارة بتأسيس متجر إلكتروني لتسويق منتجات النزلاء عبر الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية www.moi.gov.qa
It means that the public has constantly shown interest in these products through the local exhibitions where they go on show, with a solid customer base being established and continuous orders and purchases coming from different destinations. Meanwhile, the Penal and Correctional Institutions Department has established an online store to market inmates’ products via the Ministry of Interior website www.moi.gov.qa.
Speaking about the extent to which prison inmates benefit from their participation in manufacturing these products, from both a financial and professional perspective, Captain Al-Baridi explained: “These products are witnessing a noticeable demand from the community and we are generating high revenues.
الدوحة سبّاقة في الخير، إذ استفاد النزلاء كثيرًا من المدخول الذي يحصلون عليه من عملهم هنا لتلبية احتياجاتهم
في حديثه عن مدى استفادة النزلاء مشاركتهم في تصنيع المنتجات على المستوى المادي والمهني، قال النقيب البريدي: "تشهد منتجات النزلاء إقبالاً كبيرًا من الجماهير وتحقق إيرادات عالية. وبالنسبة لآلية البيع، فيتم إيداع 50% بالمائة من عائدات البيع في حساب النزيل صاحب العمل من خلال ربط كلّ عمل فني برقم تسلسلي معين خاص بالنزيل، بينما يتم إيداع 50% بالمائة لإعادة شراء المواد الخام".
وأضاف: "الدوحة سبّاقة في الخير، إذ استفاد النزلاء كثيرًا من المدخول الذي يحصلون عليه من عملهم هنا لتلبية احتياجاتهم، ومنهم من أصبح يستطيع الإنفاق على أسرته بالكامل أثناء تواجده هنا. إضافةً إلى ذلك، فنحن لا نفرط في خبرة النزيل الذي يمتلك الكفاءة، بل نستثمر قدراته ونشجعه على تدريب زملائه الآخرين".
تابع: "كما أننا ندعو بعض النزلاء الذين غادروا السجن لتقديم محاضرات للنزلاء الحاليين بهدف تشجيعهم، ليشاركوا فيها تجاربهم السابقة وكيف تمكّنوا من الاستفادة من سياسة العقاب الحديث، وكيف تغيّرت حياتهم".
أشار النقيب البريدي إلى أن الإدارة بدأت تتوجه إلى مواءمة أعمال النزلاء مع الأهداف الوطنية وتلبية احتياجات السوق، موضحًا: "نعمل حاليًا على تركيز اهتمامنا في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتصنيع الرقمي لمواكبة التطوّر الذي نشهده وتلبية احتياجات السوق. وتماشيًا مع الرؤية الوطنية لتحقيق الاستدامة البيئية، نعمل في الوقت الراهن على وضع خطة لاستخدام الخشب المعاد تدويره في تصنيع منتجاتنا".