إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
3 November 2019

كيف تؤثر الصحة النفسية على حياتنا؟

مشاركة

سلطت ورش العمل في مؤسسة قطر الضوء على أهمية الصحة النفسية وتأثيرها على الأفراد

"أغمض عينيك، خذ نفسًا عميقًا واستنشق، والآن، تذكر حادثة ما ولّدت أفكارًا سلبية في عقلك، عد بذاكرتك إلى ما قلته لنفسك، ما هو مصدر هذا الصوت؟ هل هو من الجانب الأيسر أو الأيمن من رأسك؟ هل الصوت مرتفع، طبيعي أم معتدل؟ ماذا إذا كنت تستطيع تحويل هذا الصوت إلى شكل، فما الشكل الذي سيكون عليه؟ ببطء أنزل هذا الصوت من رأسك إلى الأسفل، ألقه على الأرض، كيف تشعر الآن؟".

هكذا قامت أسماء الكواري، مدرب الحياة، الحاصلة على شهادة معتمدة في التوجيه، بمساعدة الحاضرين للغوص في أعماق أذهانهم للتخلص من الأفكار السلبية التي تجول في عقولهم، وذلك خلال ورشة عمل بعنوان: "قدر ذاتك: رحلة مع الذات"، التي عقدت في ملتقى (مركز طلاب المدينة التعليمية) بمؤسسة قطر.

وكانت هذه الورشة، ضمن سلسلة ورش العمل في مجال الصحة النفسية، التي نظمها مكتب الخريجين بمؤسسة قطر، وقدمها مجموعة من خريجي وطلاب الدراسات العليا بمؤسسة قطر المتخصصين في هذا المجال، والذين ساهموا بشكل إيجابي بتوضيح أهمية الصحة النفسية وتأثيرها على حياة الأفراد.

دورنا كمدربي حياة هو تغيير الصورة النمطية حول الصحة النفسية، وتوعية الأفراد بأهميتها، لما لها من تأثير كبير على حياة الأفراد

أسماء الكوراي

وأوضحت الكوراي خريجة جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، والحاصلة على درجة الماجستير من جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، قائلًة: " في مجتمعنا، نركز على الجانب المهني وننسى الاهتمام بصحتنا النفسية، وغالبًا ما نكون تحت ضغط كبير بشأن مستقبلنا أو تحقيق أهدافنا ونفكر كثيرًا في الأشياء التي نريد أن نفعلها أو نحصل عليها. ويجب على كل شخص أن يعي أنه لا يمكنه تحقيق أهدافه أو تقديم أي شيء للمجتمع، إذا شعر بأنه مقيد".

وأضافت الكوراي: "من أكثر الأشياء التي أواجهها مع الأفراد، هي لومهم لأنفسهم، حيث غالبًا ما ينظرون إلى المشكلة أو النتيجة وليس الحل، وهذا له تأثير سلبي على نفسية الفرد، وبالتالي، على الأفراد تفبل أنفسهم أكثر ومسامحتها، ودورنا كمدربي حياة هو تغيير الصورة النمطية حول الصحة النفسية، وتوعية الأفراد بأهميتها، لما لها من تأثير كبير على حياة الأفراد".

وحول ما تعلمته من الورشة، تقول سارة أحمد الملا، إحدى الحاضرات: "عادة ما أقضي معظم وقتي في العمل، أو مع الأهل والأصدقاء، وهذه الورشة جعلتني أدرك حاجتي إلى وقتٍ كافٍ لتطوير نفسي، وممارسة هواياتي، أو للقيام بالأشياء التي تجعلني سعيدة، استفدت كثيرًا من الورشة وأشجع الجميع على حضور هذا النوع من الدورات، وخاصة في سن مبكر".

وأضافت الملا: " نواجه جميعنا العديد من التحديات والضغوطات في حياتنا اليومية، وغالبًا ما نشاركها مع أشخاص حولنا من الأهل والأصدقاء، ولكن من وجهة نظري، أعتقد أن مشاركة هذه التحديات مع شخص مختص يعطينا نتيجة أفضل، كونه يساعدنا في رؤية الصورة بشكل أشمل، فالمدرب يوجهنا لنجد الإجابات بأنفسنا".

منيرة البورشيد

سارة أحمد الملا

ومن جانبها، قالت منيرة البورشيد: شعرت بالحاجة إلى اكتساب بعض التشجيع، وبعض الأفكار الإيجابية، حول تقدير نفسي والاهتمام بها، فمع كثرة الأشخاص من حولنا والعلاقات المتعددة في حياتنا، ننسى كيف نقدر أنفسنا". وتابعت البورشيد: "من أجل تطوير مجتمع ما، نحتاج إلى تطوير الأفراد أولًا، وأعتقد أن كل فرد يجب أن يبدأ من نفسه. كما تعلمت خلال ورشة العمل أن أقبل نفسي كما هي، وأقدر نقاط ضعفي وقوتي".

وركزت ورشة عمل أخرى بعنوان: "مقدمة إلى اختبار تحليل الشخصية "ديسك""، قدمتها إليزابيث وود، حول علم تحليل الشخصية في علم النفس، التي اختارت مجال التوجية والتدريب لرد الجميل للمجتمع: " يجب أن يدرك أفراد المجتمع أهمية الصحة النفسية بقدر الصحة البدنية، لأن الكثير مما يؤثر علينا عقليًا يؤثر على صحتنا الجسدية، فقد نصاب بأمراض بسبب ذلك". وتابعت: "من المهم جدًا أن نكون قادرين على التواصل مع الأفراد حولنا، ومن أجل القيام بذلك، علينا أن نكون سليمين نفسيًا وجسديًا وعاطفيًا".

من أجل تطوير مجتمع ما، نحتاج إلى تطوير الأفراد أولًا، وأعتقد أن كل فرد يجب أن يبدأ من نفسه

منيرة البورشيد

تطرقت ورشة العمل التي قدمتها وود إلى موضوع "ملامح الشخصية"، والذي يساعد الأفراد في فهم الشخصيات المختلفة حولهم بشكل أفضل، بالإضافة إلى شخصيتهم، قائلًة: "تكمن أهمية معرفة الشخصيات وصفاتها في إدراك كل فرد للنقاط التي يتأثر بها فيركز عليها ويوظفها بطريقة صحيحة، وينتبه للأساليب التي ينفر منها فيبتعد عنها. وفي حياتنا نجد لكل فرد شخصية مختلفة عن غيره، ولكل منهم أسلوبه في التعامل مع الآخرين، فإذا تعرفنا على أنواع الشخصيات وصفاتها، نستطيع التعامل معها بالطريقة المناسبة مما يساهم بالحفاظ على الصحة النفسية للأفراد".

في حياتنا نجد لكل فرد شخصية مختلفة عن غيره، ولكل منهم أسلوبه في التعامل مع الآخرين

إليزابيث وود

وفي ورشة عمل قدمتها ريم البناو، طالبة سنة ثانية ماجستير بجامعة حمد بن خليفة، بعنوان: "ضغوطات الحياة"، تعرف المشاركين على طرق الحد من تأثير ضغوطات الحياة، وكيف يتعامل الرجال والنساء مع التحديات التي يواجهونها بشكل مختلف، كما تحدثت البناو عن تجربتها والسبب الحقيقي كونها مدربة حياة اليوم، قائلًة: "شخصيًا، مررت سابقًا بتجربة صعبة في حياتي، وكنت أعبر عن نفسي بطريقة خاطئة، وغالبًا ما كنت أتلقى الكثير من الملاحظات من مختلف الأشخاص حولي، كوني عصبية، وحساسة، وحتى علاقاتي بمن حولي لم تكن جيدة. حينها قمت بزيارة مدربة حياة، وتحدثت معها عن مشاكلي، واستفدت كثيرًا حيث غيرت لي حياتي".

تم تنظيم ورش العمل من قبل مكتب الخريجين بمؤسسة قطر.

وتابعت البناو: "بعد أن شهدت التغيير في حياتي، قررت أن أقرأ المزيد حول الصحة النفسية، كما التحقت بالعديد من ورشات العمل والدورات التي تؤهلني لأن أصبح مدربة حياة، لعلي أساعد أو أفيد شخصًا آخر في المجتمع".

وأضافت البناو: "لهذه الورش أهمية كبيرة في تسليط الضوء على مشاعر وأفكار معينة لدى أفراد المجتمع، على سبيل المثال، جميعنا نشعر بالتوتر والقلق، ولكل ذلك تأثير على صحتنا النفسية والجسدية، لذا يجب علينا أن نفهم كيف نتعامل مع مختلف المواقف، وخلال هذه الورشة، ناقشنا بعض الفوارق بين الطريقة التي يتعامل بها النساء أو الرجال مع التحديات التي تواجههم في حياتهم".

قصص ذات صلة