للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
يتحدث حمد دلموك مدير إدارة القوى العاملة والتعويضات بإدارة الموارد البشرية في مؤسسة قطر، عن سياسات التكيّف والاستعدادات التي مكّنت مؤسسة قطر من متابعة رحلة التعلّم بالجودة نفسها على مدار العام الماضي خلال أزمة الجائحة
قبل عام تقريبًا، وبالتزامن مع انتشار جائحة (كوفيد-19)، طلبت مؤسسة قطر من جميع موظفيها الذي يتخطى عددهم 3500 التوقف عن المجيء إلى مكاتبهم، والبدء في تطبيق سياسة العمل عن بُعد. في البداية، كان الأمر يبدو بمثابة تحدٍ بأن يستمر كافة الموظفين في أداء مهامهم الوظيفية من منازلهم. إلّا أن هذا التحدّي جاء في ظلّ ظروف انتشار الجائحة التي فرضت منهجيات جديدة على مختلف المؤسسات والهيئات كإجراء طارئ يُحتّم عليها مواصلة أعمالها عن بُعد، وكانت مؤسسة قطر من الجهات الرائدة في قطر التي بادرت بتطبيق سياسة العمل عن بُعد.
شكّلنا نموذج رياديّ في المرونة والتكيّف الذي حققناه باتخاذنا قرارات متقدّمة وحاسمة لحماية مجتمعنا
خلال الأيام الأولى، لم يكن واضحًا تمامًا بالنسبة إلينا المدّة الزمنية التي يتعين علينا فيها التعامل مع حالة الغموض وعدم اليقين التي سببتها الجائحة. ولكن بعد مرور بضعة أسابيع، أدركنا أننا نمتلك الركائز التي تُمكّننا من إدارة الموقف على قدر عالٍ من المرونة والقدرة على التكيّف، مع ضمان الحفاظ على صحة موظفينا وسلامتهم ووضعها على رأس أولوياتنا كما عهدنا دائمًا. ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لتطبيق الإجراءات الاحترازية، حان الوقت للتفكير والتمعّن في ما تعلمناه خلال تلك الفترة من عدّة نواحي ومنها الإدارية.
حمد دلموك، مدير إدارة القوى العاملة والتعويضات، مؤسسة قطر
لقد اتخذت مؤسسة قطر خطوات مدروسة ودقيقة مصممة للتخفيف من مخاطر انتقال عدوى (كوفيد-19)، وذلك من أجل حماية موظفينا وأعضاء هيئة التدريس والطلاب والزوار ومجتمعنا ككل. وأدركنا أن مؤسسة قطر لديها فرصة للقيام بدور رائد، لما قامت به من سرعة في التصرف واتخاذ القرارات السليمة في وقت مبكر، وإثبات صحّة الإجراءات الاحترازية التي اتخذناها بالفعل، وهذا ما جعلنا مرنين كفاية وأظهر قدرتنا على التقليل من تأثير الاضطرابات المصاحبة لهذا الوضع الجديد. وفي الحقيقة، يعكس ذلك الهدف الرئيسي من وجود مؤسسة قطر ومهامها ورسالتها، حيث شكّلنا نموذج رياديّ في المرونة والتكيّف الذي حققناه باتخاذنا قرارات متقدّمة وحاسمة لحماية مجتمعنا.
مع تسارع انتشار الجائحة، أدركنا أنه يمكننا تحويل هذا التحدّي إلى فرصة مثالية لتطوير ثقافة العمل لدينا
إحدى الإجراءات الأولى التي اتخذناها تكمن في إنشاء خط مساعدة عبر الهاتف مخصص لقسم شؤون الموظفين بإدارة الموارد البشرية، كجزء من خطة قطاع الموارد البشرية على مستوى الاستجابة للأزمات. فقد أدركنا أن موظفينا حالهم كحال الجميع قد يكونون عرضة للخطر، وأننا بحاجة إلى دعمهم على كل المستويات: سواء فيما يتعلق بصحتهم الجسدية، وصحتهم النفسية والعقلية، ولا نزال نعمل على تحديد أي حالات لموظفين متضررين من جائحة (كوفيد-19) وكيفية الاستجابة لها.
مع تسارع انتشار الجائحة، أدركنا أنه يمكننا تحويل هذا التحدّي إلى فرصة مثالية لتطوير ثقافة العمل لدينا، فعلى مدار الـ 25 عامًا الماضية، أدخلت مؤسسة قطر بالفعل تغييرات وإصلاحات تهدف إلى تمكين موظفينا من تبني ثقافة عمل مرنة وعدم التقيّد في مكان العمل من أجل المضي قدمًا في الابتكار. والآن أكثر من أي وقت مضى، تتمثل أولويتنا في تكريس بيئة عمل تركز على تجديد التصوّرات والأساليب الحديثة، وتضمين التكنولوجيا، وتعزيز قدرات الأقسام المختلفة على تبني طرق جديدة للعمل.
تظل صحة ورفاهية موظفينا أمرًا بالغ الأهمية، ونحن دائمًا نشجعهم بالاستمرار في العطاء، وتقوية أواصر التعاطف فيما بينهم والثقة لضمان الإنتاجية واحترام التوازن بين واجبات العمل وحياتهم الأسرية
في الوقت الحالي، نعمل أيضًا على جعل النهج الجديد كجزء من حياتنا اليومية، خاصة بالنسبة لأدوار معينة حيث واجهنا تحديات استقطاب بعض المواهب الموجودة خارج البلاد بسبب قيود السفر المفروضة حول العالم استجابة لأزمة الجائحة.
أما فيما يتعلق بتعزيز بيئتنا التعليمية المتنوعة، فقد ساعدتنا أزمة الجائحة على توسيع نطاق تطلعاتنا وتوفير أنشطة التعلم المباشر لموظفينا عبر الإنترنت بشكل جزئي أو كامل، ما يمثل إضافة إلى خدمات التعلم الإلكتروني التي نوفرها، وهذا ما يتيح المزيد من فرص التعلم المرنة.
تظل صحة ورفاهية موظفينا أمرًا بالغ الأهمية، ونحن دائمًا نشجعهم بالاستمرار في العطاء، وتقوية أواصر التعاطف فيما بينهم والثقة لضمان الإنتاجية واحترام التوازن بين واجبات العمل وحياتهم الأسرية. وهنا، لا بدّ من تسليط الضوء على نتائج الاستطلاع الذي أجريناه فيما يتعلق بسياسة العمل عن بُعد، حيث أكّدت لنا نتائجه أننا في مؤسسة قطر نمتلك الهيكل الإداري والوعي الوظيفي اللازمين لنكون على قدر عالٍ من المرونة سواء في طريقة عملنا خلال هذه الأوقات الحرجة، ولنرسخّ ريادتنا كمؤسسة قطرية عالمية تمكّنت من التعامل بكفاءة مع الوضع العالمي الجديد. وقد أظهرت نتائج الاستطلاع أن غالبية موظفينا تكيّفوا بسرعة مع طرق العمل الجديدة وحظوا بدعم جيد من مؤسسة قطر فيما يتعلق بسياسة العمل عن بُعد.
مع استمرار العالم في مواجهة جائحة (كوفيد-19)، نُثبت في مؤسسة قطر أنه في ظلّ الاستعدادات والخطط البديلة، يمكننا التعامل والتغلب على أي تحدٍ مهما كانت طبيعته، وأننا من خلال التفكير الاستباقي، نسهم في الحفاظ على المرونة التي تتسم بها دولة قطر وصمودها في مواجهة الظروف الفريدة من نوعها التي أخرت بظلالها ليس فقط على دولة قطر فحسب وإنما على العالم بأسره.
حمد دلموك، مدير إدارة القوى العاملة والتعويضات بإدارة الموارد البشرية في مؤسسة قطر، لديه أكثر من 12 عامًا من الخبرة في مجال الموارد البشرية، بما في ذلك إدارة الموارد البشرية واستقطاب المواهب والتنمية الوطنية وشؤون الموظفين وتخطيط القوى العاملة والتصميم التنظيمي.