للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
كاثلين بيتس، أخصائية ومدربة الرياضات المائية لذوي القدرات الخاصة في مؤسسة قطر، تتحدث عن أثر إتاحة الفرص الشاملة للجميع، والمسار الذي انتهجته قطر فيما يتعلق بكسر الحواجز والقضاء على
جئت للعمل في قطر منذ عام 2008، وعلى مدار الاثنى عشرة عامًا الماضية، شهدت مثلما شهد كافة المجتمع في قطر مقدار النمو والتطور الذي حدث في البلاد.
إلى جانب التطورات الملموسة من حيث البنية التحتية والمعمار الحديث، فقد شهدت قطر تطورًا اجتماعيًا ومجتمعيًا كبيرًا فيما يتعلق بذوي القدرات الخاصة. خلال فترة إقامتي في قطر، كنت دائمًا متحمسة لإتاحة فرص لذوي القدرات الخاصة للانخراط في مجال الرياضة والتمرين البدني. واستطيع أن أقول بكل ثقة أنه في كل عام كان هناك تحسن وتقدم أكبر.
في عام 2018، قامت مؤسسة قطر رسميًا بإطلاق برنامج لذوي القدرات الخاصة من خلال منحة مالية ضخمة، وفي غضون الأشهر الأولى فقط من إطلاق البرنامج، أصبحنا نقدّم دروسًا خاصة في تعليم السباحة وكرة القدم. في البداية، اقتصر البرنامج على إتاحة تلك الحصص الرياضية للمصابين باضطراب طيف التوحد فحسب، ولكن سرعان ما تم تعديل البرنامج ليشمل كافة الأفراد من ذوي القدرات والاحتياجات الخاصة.
شهد البرنامج نموًا سريعًا من حيث عدد المشاركين وتعدد القدرات الخاصة. حاليًا، تتراوح أعمار المشاركين في البرنامح بين ثلاث سنوات وخمسين سنة، كما أنه يضم عدد كبير من مختلف أنواع القدرات الخاصة المشاركة في دروس تعليم السباحة وكرة القدم. فلدينا سباحون ولاعبو كرة قدم ممن لديهم ضعف سمعي أو بصري، أو إصابات في الحبل الشوكي وصعوبات حركية أخرى، وكذلك من مصابي التوحد أو ممن لديهم صعوبات في التعلم، أو الشلل الدماغي، أو الضمور العضلي، وغيرهم ممن يواجهون تحديات أخرى.
إن مؤسسة قطر لديها فرصة حقيقية لقيادة التغييرات المجتمعية في البلاد من خلال منصتها الفريدة والدور الرائد الذي تقدمه في مختلف المجالات. وإنني أؤمن بأن قطر تتحرك بخطى سريعة نحو تطبيق مفهوم الشمولية، والتغييرات ملحوظة بالتأكيد. ولاشك أنه مازالت هناك بعض المفاهيم الاجتماعية المرتبطة بالقدرات الخاصة التي تحتاج إلى نشر الوعي حيالها، لكن على الجانب الآخر، يسعدني أن أقول بأن هذا القطاع قد شهد تقدم وتحسن هائل على مر السنين الماضية حتى وإن استغرق التغيير كثيرًا من الوقت، إلا أنه تحقق ولو بعد حين.
في يناير 2019، بدأ برنامح السباحة بمدرب واحد، وأحد وعشرون مشاركًا. وفي أقل من عامين، أصبح يضم خمسة مدربين يعملون بدوام كامل، وثلاث وتسعين مشاركًا في الفصل الحالي - بالإضافة إلى قائمة انتظار طويلة – حيث تتاح الفصول على مدار خمسة أيام أسبوعيًا في المدينة التعليمية والخور. لقد شهدت فصول السباحة إقبالاً هائلاً وهو ما يسلط الضوء على ضرورة إنشاء المزيد من البرامج الخاصة بأسعار مناسبة.
كما حظي برنامج كرة القدم لذوي القدرات الخاصة بنسبة إقبال كبيرة وشهد معدل نمو قوي. ويقوم ثلاثة مدربين متخصصين وشغوفين بعملهم بتدريب كرة القدم في المدينة التعليمية من خلال فصول تضم مجموعات صغيرة وفقًا للعمر والقدرة البدنية.
يضم برنامج القدرات الخاصة قائمة طويلة من الأهداف والطموحات والاستراتيجيات التي يسعى لتحقيقها. ويسعدني أن تقود مؤسسة قطر الطريق لإحداث تأثير مستدام حول الإدماج وإتاحة الرياضة للجميع على المستوي المحلي وفي المنطقة. وأنا فخورة بكوني جزءًا من هذا النجاح.
يُعد وجود مثل هذه البرامج أمرًا هامًا وحاسمًا في المجتمع القطري. فبرنامجنا يكشف لذوي القدرات الخاصة ما بإمكانهم تحقيقه، كما يمكنه استيعاب الجميع بغض النظر عن الفئة العمرية أو نوع القدرة الخاصة.
نحن نتيح الفرصة لذوي القدرات الخاصة بأن يقضوا وقتًا بعيدًا عن كراسيهم المتحركة، ولمنح أجسادهم فرصة الاستلقاء في الماء بحرية دون ألم. كما أن نقوم أيضًا بتدريب الرياضيين الذين يحتاجون إلى بعض التعديلات الطفيفة ليتمكنوا من المشاركة في رياضتهم المفضلة. إلى جانب ذلك، هناك عدد لا حصر له من الفوائد العلاجية للالتحاق ببرنامج رياضي ونشاط منتظم.
كذلك يستطيع الكثير من العائلات التواصل معًا من خلال برنامجنا، حيث يتبادلون الخبرات ويقومون بتطوير علاقاتهم الاجتماعية. ويشرفنا أن نقوم بتغيير إيجابي لتحسين حياة المشاركين في برنامجنا.
للمزيد من المعلومات حول برنامج مؤسسة قطر لذوي القدرات الخاصة، سواء للمشاركة أو التطوع، يُرجى التواصل عبر البريد الإلكتروني abilityfriendly@qf.org.qa، أو زيارة الموقع التالي: educationcity.qa.