للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
قُبيل إنطلاق حلقة جديدة من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية بمؤسسة قطر، تشير الدكتورة أمل محمد المالكي، التي ستدير جلسة حوارية عن "العِرق والهوية في القرن الحادي والعشرين" مع الكاتبة المؤثرة ليلى سعد، ومؤلفة إحدى الكتب الأكثر مبيعًا، إلى أنه يجب علينا معرفة الحقيقة حول الماضي، إذا أردنا مكافحة العنصرية والتحيز في حين أننا لا نستطيع تغييره.
إن قراءتي لكتاب " "Me and White Supremacyبقلم ليلى سعد، ساعدني على إدراك الحقيقة حول العديد من الأمور. تصف ليلى حقيقة ما تراه، ولا تهدر وقت قرّائها، أو تستعرض نموها الفكري بكتابة قطعة أدبية مبالغ فيها، بدلاً من ذلك تتعمق في قلب "المشكلة".
إن العنصرية ممارسة راسخة تنبع من مبدأ "سيادة العرق الأبيض"، الذي لا يزال يغذيها. في كتابها أشارت ليلى إلى سيادة العرق الأبيض على أنها "قضية"، وحددّت سياقها، ووضحت الآلية التي يتمتع بها الأفراد بامتيازات العرق الأبيض وكيفية تواصلهم مع الأفراد ذوي البشرة غير البيضاء. هذه هي على وجه التحديد مساهمة ليلى خلال الجلسة الحوارية الهامة حول العنصرية وسيادة العرق الأبيض.
الكاتبة المؤثرة ليلى سعد، ومؤلفة لإحدى الكتب الأكثر مبيعًا، ستتحدث في جلسة حوارية عن "العِرق والهوية في القرن الحادي والعشرين" في حلقة جديدة من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية بمؤسسة قطر.
تعدّ مسألة الهوية الموضوع الرئيسي في كتاب "Me and White Supremacy"، حيث نتعرّف على الأوجه المتعددة لهوية ليلى وتأثيراتها التي ساهمت في تشكيل تجربتها. قصة ليلى مشابهة إلى حدّ كبير بقصتنا، فمن الصعب العثور على أي شخص لا تتأرجح هويته بين وجهين متنافسين أو مكملين على الأقل، فعندما تتفاعل هذه الأوجه، ولن يتسنى لنا أن نفهم هويتنا ومبادئنا بالكامل، إلا عندما تتفاعل هذه الجوانب، فنحن نرى أحد الجوانب من منظورنا الخاص، والجانب الآخر، من خلال عدسة القوالب النمطية الاجتماعية والثقافية والسلوكيات.
لقد حان الوقت للتشكيك في تاريخ سيادة العرق الأبيض الذي تم الترويج له على أساس أوروبي
فيما يتعلق بالجلسة الحوارية حول العرق والهوية، فإن القضايا المتعلقة بالتمثيلات والإدعاءات الكاذبة تعتبر ذات أهمية قصوى للأقليات الظاهرة والسكان الأصليين. لهذه المجتمعات العرقية المهمشة تاريخ طويل من الإدعاءات الكاذبة، وماضيهم لا يزال خارج التاريخ السائد الذي كتبه الأقوياء والعظماء. وتصحيح هذا الظلم يبدأ بتسجيل تاريخهم الماضي والتصديق على مشروعيته. لقد حان الوقت للتشكيك في تاريخ سيادة العرق الأبيض الذي تم الترويج له على أساس أوروبي.
الدكتورة أمل محمد المالكي
أدّت جائحة "كوفيد-19" العالمية إلى إبطاء الوقت أكثر، وبقاء الناس في بيوتهم أدّى إلى جعل آفات المجتمع الخطرة تطفو على السطح في وقت يضمن لهم بأنهم سيحظون بكامل اهتمامنا. كما كشفت الجائحة المظالم التي تواجهها الأقليات العرقية والمهمشة، من عدم المساواة في الحصول على الخدمات الصحية وانعدام الظروف المعيشية الآمنة والصحية، حيث أنه لم يتم تسليط الضوء على هذا الظلم من قبل بشكل واضح كما يحدث اليوم.
نشهد اليوم حركة قوية للعدالة الاجتماعية في مختلف أنحاء العالم، والتي من شأنها أن تعيد تعريف علاقتنا مع السرد المؤسسي مثل التاريخ الوطني والسياسة الاجتماعية
اليوم، نشهد حركة قوية للعدالة الاجتماعية في مختلف أنحاء العالم، والتي من شأنها أن تعيد تعريف علاقتنا مع السرد المؤسسي مثل التاريخ الوطني والسياسة الاجتماعية. الآن يعاد تفكيك التاريخ الأوروبي وإعادة بنائه من جديد؛ وللمرة الأولى، يتم سماع أصوات المهمشين والشعور بتجاربهم. ما نراه في هذا الوقت مهاجمة المتظاهرين لرموز شخصيات تاريخية بارزة لدورهم في العبودية والإبادة الجماعية. فقد رُفضت الأعمال البغيضة باعتبارها غير ذات صلة، وذلك على خلفية السمعة والمجد اللتان تمتعت بهما هذه الشخصيات في تاريخها المفتعل.
هذان التاريخان – التيار الرئيسي والمتنازع عليه، الأبيض والأسود - يحتاجان إلى وضعهما جنبًا إلى جنب ومقارنتهما ببعضهما البعض، بالتالي يمكننا الكشف عن قسوة الماضي وظلمه وعدم عدالته. فقد أدى انحلال تمثال ليوبولد الثاني في بلجيكا وإزالته إلى لفت النظر إلى الشرور الخفية للاستعمار والوحشية العرقية والقتل في الكونغو. في تصرفٍ آخر، تم إلقاء تمثال إدوارد كولستون، تاجر العبيد من القرن السابع عشر، في ميناء بريستول في المملكة المتحدة.
لا يمكننا تغيير الماضي، لكننا نستطيع أن نتحرر من أغلال هذه القيود من خلال معرفة الحقيقة عنها
بينما تزدهر حركة "حياة السود مهمة" التي نشأت في العالم، يتساءل المتشككون عن سبب تشبث الناس بالماضي، وما هو الخير الذي قد يتحقق من فضح أوجه عدم المساواة وإعادة كتابة التاريخ. بالنسبة لهؤلاء المتشككين، دعونا نقول: لا يمكننا تغيير الماضي، لكننا نستطيع أن نتحرر من أغلال هذه القيود من خلال معرفة الحقيقة عنها.
إن التمييز العنصري سوف يظل دومًا من بين قضايا الماضي، ورغم أن هدم النصب التذكاري لا يغير الماضي، إلا أنه تعبير رمزي عن معارضة عميقة للظلم. باختصار، تشكل حياة السود أهمية كبرى، كما هو حال تاريخ المجتمعات الملونة أيضًا.