للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
أدّت جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19" إلى فرض بعض القيود على موسم الحج لهذا العام.
مصدر الصورة: Sony Herdiana، عبر موقع Shutterstockالشيخ هيثم الدخين إمام جامع المدينة التعليمية يقدم مجموعة من البدائل لمن نوى الحج ولم يستطع
، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.. في مثل هذه الأيام كانت تتوجه القلوب وترنو الأبصار، وتتأجج الأشواق، ويزداد الحنين الى البيت العتيق، هناك حيث المشاعر المقدسة، إلى عرفة والمزدلفة، إلى هناك أيها القلب سِر بنا ونداء ابينا إبراهيم عليه السلام يحدونا ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) ولكن أنَّى للمشتاق أن يشبع شوقه في ظل هذه الظروف؟ وأنَّى للمحب أن يلتقي بمحبوبه فيطوف ويلبي في ظل هذه الأوضاع؟
إن الله قد كتب الأعمال على العباد فما استطاعوا منها أدوها، وإن لم يستطيعوا جاءت الرخص والبدائل ومعها الأجور العظيمة
والسؤال الذي يطرح نفسه أريد الحج، ولكن كيف؟ إن الله قد كتب الأعمال على العباد فما استطاعوا منها أدوها، وإن لم يستطيعوا جاءت الرخص والبدائل ومعها الأجور العظيمة، ومن تلك البدائل، النية الصادقة، فإن نويت نية صادقة واستعددت للحج استعدادًا ماليًا وبدنيًا ثم حالت الظروف بينك وبين البيت العتيق فلا حزن عليك، فإن الله غفور شكور، ولعل الله قد كتب لك أجر حجة بنيتك الصادقة، فقد قال المولى في كتابه العظيم: (إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم)، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".
الشيخ هيثم الدخين إمام جامع المدينة
أيضًا علينا كمسلمين الاجتهاد في أيام العشر من ذي الحجة ولياليها المباركة التي هي أفضل أيام الله على الإطلاق، وقد جعل الله فيها من الأعمال ما ينافس فيه المُحِلُّ المُحرم، وللعمل الصالح فيها مكانة لا تتوافر في أيام الدنيا كلها، كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام، يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله؛ إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيئ".
أيضًا علينا كمسلمين الاجتهاد في أيام العشر من ذي الحجة ولياليها المباركة التي هي أفضل أيام الله على الإطلاق، وقد جعل الله فيها من الأعمال ما ينافس فيه المُحِلُّ المُحرم
وقد أقسم الله بها لعظمتها في القرآن فقال: ( والفجر وليال عشر)، وإن أفضل يوم فيها هو يوم عرفة، يوم يغفر الله فيه ذنوب العباد ويستجيب الدعوات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل هذا اليوم: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً أو أمَة من النار من يوم عرفة"، بل وحثّ رسولنا الكريم على صيامه فقال: "إن صوم يوم عرفة يكفر سنة قبله وسنة بعده" فاستبقو الخيرات في هذه الأيام بالصيام والقيام وقراءة القرآن، وإطعام الفقراء والمساكين، وأكثرو فيها من التكبير والتهليل، فقد قال الله تعالى (ولتكبروا الله على ما هداكم)، وقال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات)، وقد كان صلى الله عليه وسلم يوصي فيقول: "فأكثرو فيهن من التهليل والتكبير".
لا شك أن كلاً منا يتمنى أن يشارك حجاج بيت الله الحرام ويقف موقفهم في عرفات وهي أمنية يتمناها كل منا ويرجوها غالبنا، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله
يقول الشيخ هيثم الدخين أنه إذا نويت نية صادقة واستعددت للحج استعدادًا ماليًا وبدنيًا ثم حالت الظروف بينك وبين البيت العتيق فلا حزن عليك، فإن الله غفور شكور، ولعل الله قد كتب لك أجر حجة بنيتك الصادقة.
لا شك أن كلاً منا يتمنى أن يشارك حجاج بيت الله الحرام ويقف موقفهم في عرفات وهي أمنية يتمناها كل منا ويرجوها غالبنا، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فمن رحمة الله ولطفه بعباده، أنه نوّع العبادة، وسهل طرقها، فالبدار أيها الكرام قبل فوات الأوان وحلول الآجال وتقلب الأيام والأحوال، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.