إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
27 May 2020

جائحة كوفيد-19 وصمود التعليم إلى ما لا نهاية

مشاركة

أصبح التعليم عن بُعد محوريًا في أنظمة التعليم الدولية ولطالما استخدمت مؤسسة قطر الدولية البرامج الرقمية ما قبل كوفيد-19.

مصدر الصورة: Xtock، عبر موقع Shutterstock

كبيرة المستشارين بمؤسسة قطر الدولية تتحدث عن دعم الأساتذة والطلاب من خلال برامجها الرقمية

تستعرض الدكتورة كارين علاف، كبيرة المستشارين للبرامج في مؤسسة قطر الدولية، كيف تمكنت هذه المؤسسة العضو في مؤسسة قطر من التكيف مع عالم تعصف به جائحة كوفيد-19.

عندما قلبت أزمة جائحة كوفيد-19 التعليم العالمي رأسًا على عقب بين عشية وضحاها، استطاعت مؤسسة قطر الدولية على الفور من الاستفادة من برامجها الرقمية القائمة واستخدام خبرتها ومهاراتها التي بنتها طيلة عشر سنوات في المساحة الافتراضية لتدوير برامج أخرى بسرعة لتناسب الاحتياجات الحالية والمتغيرة في مواجهة الأزمة العالمية الحالية.

الدكتورة كارين علاف، كبيرة المستشارين للبرامج في مؤسسة قطر الدولية.

لطالما لعبت الموارد الرقمية دورًا محوريًا في برامج مؤسسة قطر الدولية منذ تأسيسها عام 2009. في الحقيقة، شيّدت المؤسسة أهدافها الأساسية في إطار استخدام الموارد الرقمية، سعيًا للوصول إلى مجتمع متنوع من خلال تطبيقات موارد التعليم المفتوحة والتبادل الافتراضي. إذ أن ما يقرب من 40 في المائة من برامج المؤسسة تضمن منذ البداية مكونًا عبر الإنترنت سواء كان تطويرًا مهنيًا عبر الإنترنت أو موارد رقمية أو تبادلات افتراضية.

إن السبيل للوصول الى تعليم نوعي هو حق أساسي من حقوق الإنسان. نحن نؤمن في مؤسسة قطر الدولية بأن التعليم النوعي هو التعليم الذي يشمل منح جميع الطلاب فرصة لدراسة لغة جديدة ودراسة مواد حول جزء جديد من العالم. في حالتنا، اللغة هي اللغة العربية، والجزء الجديد من العالم هو العالم العربي. برأينا يجب أن تكون هذه الفرص من الأساسيات لا الكماليات في أي منهج دراسي.

على مر السنين، كانت لنا محاولات متعددة لتوفير تعليم اللغة العربية للطلاب الذين قد لا يستطيعون الوصول إليها.

الدكتورة كارين علاف

على مر السنين، كانت لنا محاولات متعددة لتوفير تعليم اللغة العربية للطلاب الذين قد لا يستطيعون الوصول إليها. كان التعليم عبر الإنترنت، سواء كان متزامنًا أو غير متزامن، تقنية مفيدة للتعلّم عبرها. ومع شركاء مثل جامعة سايمون فريزر في كندا وجامعة بيرمينغهام يونغ في ولاية يوتا، دعمت مؤسسة قطر الدولية العديد من النماذج التي سمحت للطلاب بتعلّم اللغة العربية من أي مكان، حتى لو لم يكن في مدرستهم أستاذ للغة العربية.

بناءً على هذه البرامج السالفة والدروس المستفادة منها، وقبل وقت طويل من أزمة جائحة كوفيد-19، بدأت مؤسسة قطر الدولية، في أوائل عام 2019، العمل مع المركز الوطني للغات في اسكتلندا ومبادرة e-Sgoil على برنامج تعليم افتراضي للغة العربية لطلاب المدارس الابتدائية والثانوية عبر اسكتلندا. من خلال الجمع بين سعة اطلاع e-Sgoil في التدريس عبر الإنترنت بغية الوصول إلى السكان المتواجدين في المناطق النائية، وأهداف مؤسسة قطر الدولية، والمركز الوطني للغات في اسكتلندا لتوفير تعليم اللغة الجيد في المدارس، تمكنا من وضع اللغة العربية في متناول المدارس التي لن تتمكن من تعليم اللغة بطريقة أخرى.

مع تحول جائحة كوفيد-19 إلى واقعنا الجديد، تغيّرت احتياجات المعلمين بين عشية وضحاها، وهي مستمرة كالمد والجزر، تمامًا مثل الأزمة نفسها

الدكتورة كارين علاف

ومع خريف 2019، أدرجت 24 مدرسة من مختلف أنحاء اسكتلندا اللغة العربية في مناهجها الدراسية، كذلك بوشر بتدريب المعلمين على التدريس عن بُعد. في عالم ما بعد جائحة كوفيد-19، من المؤكد أن المزيد من المدارس ستستفيد من هذا النموذج.

"المصدر" هو مثال آخر للبرامج التي أسستها مؤسسة قطر الدولية مع انطلاقتها وهي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة خصوصًا في ظل أزمة جائحة كوفيد-19. ففي عام 2012، أثار الأساتذة الذي تعاونوا مع مؤسسة قطر الدولية الحاجة المستمرة بالدعوة لتوفير المزيد من الموارد الجيدة لاستخدامها في التعليم. وعلى الرغم من أحقية هذه المطالب، إلا ان هناك العديد من الموارد الجيدة غير أنه ليس من السهل العثور عليها.

نتيجة لهذه المطالب، عمدت مؤسسة قطر الدولية إلى تطوير موقع "المصدر"، ليتحوّل إلى موقع لموارد التعليم المفتوحة قابل للبحث يضم مجموعة من المواد المدققة الصالحة للأساتذة وأولياء الأمور والطلاب لتعليم اللغة العربية، وكذلك للتعرف على العالم العربي.

إن هذه الأزمة كشفت عن التصدعات التي كانت موجودة طويلًا قبل جائحة كوفيد-19.

الدكتورة كارين علاف

تم تحديث تصميم الموقع وواجهة المستخدم عام 2019 وهي تتوافق مع تركيز اليونسكو المتجدد على الموارد التعليمية المفتوحة "كأداة مبتكرة لمواجهة تحديات توفير فرص التعليم مدى الحياة للطلاب من مختلف مستويات وأنماط المناهج التعليمية في جميع أنحاء العالم".

يعكس تطور موقع المصدر أداء مؤسسة قطر الدولية؛ إذ اننا في أي شيء نستثمر به، نسعى باستمرار إلى تطويره، فلا يبقى كما هو. إذ يخضع لمراجعة دورية للتأكد من أنه لا يزال يلبي الاحتياجات التي تم تحديدها مع إطلاقه، او يتم إجراء التعديلات عليه. في استجابة فورية لأزمة جائحة كوفيد-19، يضم حاليا "المصدر" مجموعة من الموارد عبر الإنترنت متاحة للأساتذة للاستخدام الفوري في مدارسهم وفصولهم الدراسية الافتراضية.

مع تحول جائحة كوفيد-19 إلى واقعنا الجديد، تغيّرت احتياجات المعلمين بين عشية وضحاها، وهي مستمرة كالمد والجزر، تمامًا مثل الأزمة نفسها. تسعى مؤسسة قطر الدولية جاهدة لتبقى مرنة وسريعة الاستجابة لهذه الاحتياجات المتغيرة لدى بروزها. لذا فإن المنح التي تم تحديد المواعيد النهائية للتقديم لها، هي حاليًا متوفرة على أساس متجدد للأساتذة الذين يحتاجون إلى الوصول السريع للموارد الجديدة عبر الإنترنت أو التطوير المهني.

مرة أخرى، يُثبت الأساتذة أنهم قادرون على الصمود إلى ما لا نهاية، ويرتقون الى التغيير الهائل الذي أحدثته أزمة جائحة كوفيد-19.

الدكتورة كارين علاف

حاليًا، تستضيف مؤسسة قطر الدولية سلسلة من الندوات عبر الإنترنت مع شركاء رئيسيين مثل "صفوف سيما" و"كولورينغوا" و"نتكلم". كما أن المصادر الأخرى التي كانت لدينا في ترسانتنا ونرسلها للأساتذة بالبريد، أثبتت أنها مفيدة جدًا في حلّتها الالكترونية في هذا العصر من التعليم عن بعد. فقد تحولت الرسوم البيانية (إنفوغرافيكس)، التي كان من المفترض أن تكون أداة بصرية تكميلية في الفصول الدراسية، من ملصق إلى تصميم إلكتروني يُستعان به في التعليم عن بعد. وقد تم تصميم مجموعة منها في مواضيع تغطي جوانب مثيرة للاهتمام في العالم العربي.

كذلك، "مدار الحروف" الذي يساعد على حل ألغاز الأبجدية العربية ويمنح الطلاب نظرة لكيفية الكتابة بالعربية، كان مطلوبًا بشكل واسع عبر البريد، هو متوفر أيضًا الكترونيًا عبر تطبيق يمكن لأي شخص استخدامه في أي مكان من العالم.

من خلال بناء مجتمع قوي حول عملها، سعت مؤسسة قطر الدولية منذ البداية في مهمتها إلى تعزيز فرص تعليم لغة جديدة او التعريف بالآخر، لجميع الطلاب، حتى الذين لم يتسن لهم السفر أو مغادرة مناطقهم. رغم كل شيء، فإن طلاب اليوم هم قادة الغد. إن لجوء مؤسسة قطر الدولية إلى التعليم الرقمي كان إحدى السبل التي حاولنا من خلالها الوصول إلى الطلاب الذين لولا ذلك لم يكن لديهم هذه الفرصة للتعلّم.

تؤمن الدكتورة كارين علاف أن لجوء مؤسسة قطر الدولية إلى التعليم الرقمي كان إحدى السبل للوصول إلى الطلاب الذين لولا ذلك لم يكن لديهم هذه الفرصة للتعلّم.

لا يزال من غير الواضح كيف سيبدو العالم في الأشهر والسنوات القليلة المقبلة. لكن ما هو واضح هو أن تأثير الجائحة سيكون واضحًا في كافة جوانب المجتمع. إن هذه الأزمة كشفت عن التصدعات التي كانت موجودة طويلًا قبل جائحة كوفيد-19. وعليه، تعتمد مؤسسة قطر الدولية على شبكتها النشيطة والكبيرة من الأساتذة لتبيان ماهية المساعدة المطلوبة والمساعدة في طرح أفكار جديدة لسد بعض هذه الفجوات.

مرة أخرى، يُثبت الأساتذة أنهم قادرون على الصمود إلى ما لا نهاية، ويرتقون الى التغيير الهائل الذي أحدثته أزمة جائحة كوفيد-19. إن عملنا في الموارد الرقمية والمنصات الافتراضية أثبت أهميته في ظل إغلاق المدارس، كما أن أحد ثوابت عملنا يبقى في ضرورة دعم الأساتذة الذين في كثير من الأحيان هم في الخطوط الأمامية، يمثلون استمرارية عالم الطلاب خارج الأسوار المادية للمدارس.

الدكتورة كارين علاف هي كبيرة المستشارين للبرامج في مؤسسة قطر الدولية. عملت مع المؤسسة لمدة تسع سنوات ولديها 19 عامًا من الخبرة في العمل كمدرسة وباحثة وخبيرة تربوية معتمدة في الولايات المتحدة ومعظم العالم العربي، بما في ذلك لبنان والعراق وفلسطين والأردن والسودان.

قصص ذات صلة