إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
29 July 2020

مقال رأي: اتبع شغفك عند اختيارك لمهنتك المستقبلية، كي تبدع أكثر

مشاركة

خليفة الصلاحي، مرشد مهني

خليفة الصلاحي، مرشد مهني معتمد، وأحد المشاركين في جلسة حوارية سينظمها مركز قطر للتطوير المهني، عضو مؤسسة قطر، يتحدث عن دور الإرشاد المهني في توجيه الطلاب نحو المجالات التي تعزز قدراتهم على الإبداع والابتكار

أن اختيار دراسة التخصص الذي تحب، والذي تتوق إلى الانخراط به بكل شغف وثقة، يعني أنك ستبدع وأن أدائك سيكون نوعيًا، وأنك ستكون عنصرًا فاعلًا في مجتمعك.

كان عليّ أن أخوض تجربة طويلة كي أدرك هذا الواقع، ولحسن الحظ، أدركت ذلك قبل فوات الأوان وتمكنت من التحول من التخصص الذي بدأت به دراستي الجامعية وهو الهندسة الكيميائية، إلى مجال الإرشاد المهني، حيث يكمن شغفي وحماسي لتقديم الإرشاد للطلاب الآخرين.

اكتشفت أن اختيارتنا نحن الطلاب لتخصصات لا تناسب قدراتنا ومهاراتنا يرجع إلى عدم حصولنا على الإرشاد المهني المناسب

خليفة الصلاحي

بعد تخرجي من الثانوية العامة، وبناءً على تحصيلي الدراسي، وخاصة في مادتي الكيمياء والرياضيات، وتأثري بآراء أصدقائي، تخصصت في الهندسة الكيميائية، وسرعان ما أدركت أن هذا التخصص لا يناسب شخصيتي، واكتشفت، أن اختيارتنا نحن الطلاب لتخصصات لا تناسب قدراتنا ومهاراتنا يرجع إلى عدم حصولنا على الإرشاد المهني المناسب.

درس الصلاحي الهندسة الكيميائية لكنه لاحقًا غير مساره إلى الإرشاد المهني، ويؤكد على أهمية تعرف الطلاب على مختلف الوظائف في مرحلة مبكرة.

خلال سنوات دراستي الجامعية في جامعة ليدز في المملكة المتحدة، حاولت تغيير مساري الدراسي والانتقال إلى كلية التربية، ولكن بحكم البعثة الدراسية، واجتيازي لعدد كبير من الساعات الدراسية، كان من الأفضل لي أن أكمل ما بدأت به، وحينها ركزت على تطوير مهاراتي في جوانب أخرى واكتشاف ذاتي، فشاركت في العديد من الأعمال التطوعية، كان لمعظمها علاقة بالإرشاد المهني وتوجيه الشباب، وخاصة الراغبين بالدراسة في الخارج،. وهذه الأعمال التطوعية فتحت لي المجال لتنمية خبراتي وأتاحت لي فرص عمل بعد التخرج، حيث التحقت بالعمل في قسم استقطاب الطلاب بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر.

على الرغم من تخرجي بتفوق في مجال الهندسة، لم تكن دراسة الهندسة أمراً سهلاً بالنسبة لي، فهي لم تتوافق يومًا مع شخصيتي أو اهتماماتي، ولم يكن لدي أي شغف أو اهتمام بالمقررات الدراسية.

ليس هذا ما دفعني لدراسة الإرشاد المهني فحسب، بل اكتشافي لوجود عدد كبير من الطلاب الذين لا يلتحقون بالتعليم العالي، ليس بسبب قلة كفاءة الطالب، بل لقلة الإرشاد والتوجيه.

اكتشفت وجود عدد كبير من الطلاب الذين لا يلتحقون بالتعليم العالي، ليس بسبب قلة كفاءة الطالب، بل لقلة الإرشاد والتوجيه

خليفة الصلاحي

بعد عملي لمدة أربع سنوات في مؤسسة قطر، ابتعثت للحصول على درجة الماجستير من جامعة ولاية بنسلفانيا، في الولايات المتحدة الأمريكية، في "التعليم في الإرشاد المهني"، حيث أكملت أكثر من 600 ساعة من الإرشاد المهني. حينها، كنت استمتع وأشعر بالإنجاز مع كل مادة دراسية أنهيها، وهذا ما جعلني أتفوق وأكمل مسيرتي في هذا المجال، وحاليًا، أشغل منصب مدير شؤون الطلاب وعضو هيئة تدريسية لمادة المهارات الوظيفية والتخطيط المهني في أكاديمية قطر للمال والأعمال بالتعاون مع جامعة نورثومبريا في قطر.

الإرشاد المهني، ليس مجرد علاقة تربط بين المرشد والمسترشد، فهو يقوم على تصميم برامج إرشادية، ومساعدة الأفراد على التخطيط الأمثل لمستقبلهم الأكاديمي والمهني واتخاذ قرارات مناسبة، ولكل فئة من فئات المجتمع برامج معينة تناسبها، على سبيل المثال، الأطفال، والطلاب، وذوي الاحتياجات الخاصة، والعاملين والمتقاعدين وغيرهم.

كلما توجه الطلاب إلى الإرشاد المهني مبكرًا كلما كان ذلك أفضل لهم، فالنسبة لطلاب المدارس، أعتقد بأنه يجب أن يتم تعريفهم بالمهن وأهميتها بدءاً من المرحلة الابتدائية. وفي المرحلة الإعدادية، يمكن للطلاب المشاركة بالأنشطة التطوعية والبرامج اللاصفية، أما المرحلة الثانوية فهي مرحلة التجربة، ويعدّ مركز قطر للتطوير المهني، عضو مؤسسة قطر، من المراكز التي تطرح برامج تدعم الطلاب للقيام بزيارات لمواقع العمل، وتجربة وظيفة معينة، كما يمكنهم مقابلة أفراد في مهن معينة، وبعدها يأتي دور الجلسات الإرشادية التي تكون بين مرشد ومسترشد.

على الرغم من وجود المرشدين الأكاديمين في المدارس أو الجامعات في قطر، ما زلت أشعر أن هناك حاجة لمزيد من التوجيه، وقد يرجع ذلك إلى ارتفاع عدد الطلاب مقابل عدد المرشدين، لذا، لابد من الاستمرار بالتوعية بأهمية دور المرشد الإكاديمي في مساعدة الطلاب على اتخاذ قرارات مصيرية ومستقبلية.

عندما يلتحق الطالب بتخصص غير مناسب له، تقل قدرته على الإبداع، ويؤدي ذلك إلى هدرٍ في الموارد البشرية

خليفة الصلاحي

نظرًا لتفشي جائحة "كوفيد-19"، وتدابير الإغلاق وقيود السفر المفروضة، قد لا يستطيع بعض الطلاب الملتحقين بالجامعات في الخارج إكمال دراستهم، وكحل بديل، لدى الطلاب فرصة كبيرة للدراسة بالجامعات العالمية الموجودة في قطر، أو الإلتحاق ببرنامج الجسر الأكاديمي، جزء من التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، لإكمال البرنامج التأسيسي في الدوحة، ومن ثم إكمال تعليمهم في الخارج. كما يمكنهم استغلال هذه الفترة في تكوين العلاقات المهنية، والتطور مهنيَا من خلال الدورات التدريبية عبر الانترنت في مختلف المجالات، فمن الضروري أن يكون للطالب هدف واضح وأن يقضي وقته في القيام بشيء مفيد، وأن يطور مهاراته، مما يمكّنه من الحصول على فرص مهنية أكبر بعد التخرج.

يحتاج طلابنا إلى دعم كبير عند اتخاذ قراراتهم المستقبلية، خاصة إذا كانوا مقبلين على المرحلة الجامعية، ، حيث يتأثر الطالب بآراء الآخرين، أو بالضغوطات المجتمعية، وغيرها، وهنا يأتي دور أولياء الأمور، والمدرسة، والجامعة وسوق العمل.

عندما يلتحق الطالب بتخصص غير مناسب له، تقل قدرته على الإبداع، ويؤدي ذلك إلى هدرٍ في الموارد البشرية، لكن عندما يلتحق كل فرد بالمجال الذي يحب، يرتفع أدائه ويصبح أكثر قدرة على الإبداع.

شخصيًا، لا أتخيل نفسي أذهب للعمل يوميًا في قطاع لا أملك أي شغف اتجاهه، على الرغم من أهميته وتحقيق الكثير من الشباب النجاح فيه. إن مرحلة العمل تمتد إلى ثلاثين أو حتى أربعين سنة، فهل يصحّ أن يقضي الفرد كل هذه السنوات في مجال لا يحبه؟

وفقًا لخليفة الصلاحي، كلما توجه الطلاب إلى الإرشاد المهني مبكرًا كلما كان ذلك أفضل لهم.

لنخطط أولًا، ولنقم باستشارة المرشدين المهنيين، كي نضمن أن نستيقظ كل صباح خلال السنوات الطويلة القادمة، ونحن نشعر بالحماس لممارسة المهام التي تنتظرنا في مكان عملنا.


  • خليفة الصلاحي، طالب دكتوراة في التعليم العالي في جامعة لانكستر البريطانية، ومُرشد مهني معتمد من جمعية الارشاد المهني الأمريكية، لـــديه خبرة تزيد عن 9 سنـــوات في قطاع التعلـــيم العالـــي والعمل مع الطلاب في مجالات الارشــاد المهني والتعليمي. محاضـر جامعـي ومـدرب للمــهارات الوظيفية لطـلاب الجامعــات والمرشدين الأكاديمييــن والمهنييـــن في المدارس.

  • سينضم خليفة الصلاحي إلى برنامج "مهنتي – مستقبلي" الذي ينظمه مركز قطر للتطوير المهني، عضو مؤسسة قطر ، خلال جلسة حوارية مباشرة عبر صفحة الإنستغرام "@QCDCQatar"، يوم الخميس الموافق 30 يوليو 2020، من الساعة 2 ظهرًا إلى 3 عصرًا، للحديث عن تخصص الإرشاد المهني وأهميته، وتقديم بعض النصائح للطلاب الثانوية العامة أو الجامعات.

قصص ذات صلة