إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
30 December 2019

مؤسسة قطر تعمل على توثيق وحفظ المواقع التراثية القطرية داخل المدينة التعليمية

مشاركة

اهتمام مؤسسة قطر بنقل الإرث الثقافي للأجيال القادمة

هناك منازل نسكنها ومنازل أخرى تسكننا وتبقى حية في ذاكرتنا إلى الأبد، ينتابنا دائماً شعور بالحنين إليها، بغض النظر عن حداثتها أو حجمها أو ووسائل الرفاهية فيها، فقد يكون منزلك الذي سكنته في زمنٍ مضى مبني من الحصى و الطين، ولكنه يبقى في نظرك المكان الأجمل والأكثر اتساعاً ورحابةً في العالم.

في بداية القرن العشرين، كانت المناطق المحيطة بالمدينة التعليمية مواقع تخييم بدوية، معظمها أبار مياه عذبة ومناطق زراعية محدودة

محمد بن عبدالله بن فهد الخاطر

إبتسامة عريضة رسمت على وجه الرجل الثمانيني محمد بن عبدالله بن فهد الخاطر (بو راشد)، وهو يستذكر منزله الطيني في منطقة الريان القديم، والذي تحتضنه حالياً مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ضمن مجموعة أخرى من المباني والمنازل التراثية الواقعة داخل المدينة التعليمية. جلس بو راشد يستذكر تلك الفترة من حياته وقال: "كان المواطنون في ذاك الزمان يقضون فترة الشتاء في البر، وينتقلون صيفاً إلى منازلهم في مدينة الدوحة، وكانت المناطق المحيطة بالمدينة التعليمية في بداية القرن العشرين مواقع تخييم بدوية، معظمها أبار مياه عذبة ومناطق زراعية محدودة، وبحلول عام 1947، تشكلت مجموعة كبيرة من المناطق السكنية في الجنوب الشرقي من الشقب، وكان جدي (فهد) من أوائل سكان المنطقة مع زوجته الشيخه نورة بنت جوعان وذلك في عام 1923، ومع مرور الوقت والتوسع وإعادة الإعمار، قام والدي (عبدالله) ببناء بيته المتواجد حالياً ضمن مجموعة البيوت الاثرية في المدينة التعليمية".

ووصف بو راشد فترة سكنه للمنزل بالبساطة في كل شيء حتى في البناء، وقال: "كانت البيوت في هذه الفترة تبنى من الحصى والطين، ولم يكن هناك كهرباء أو تمديدات للمياه، وكنا نعتمد على البئر اللذي بناه جدي (فهد) عندما بنا منزله الأصلي، حيث كانت مياه البئر تستخدم للشرب ولري المحاصيل في المزارع اللتي أقامها في الأراضي الخصبة حول البيت"، وتابع بوراشد: "كانت الزراعة تعتمد على غرس النخيل، وكان التمر المحصول الرئيسي إلى جانب بعض المحاصيل الأخرى من الفواكه والخضروات التي كانت تستخدم في إعداد الطعام في مطبخ داخل المنزل، وكان الطعام يحضر ويطبخ في ذلك الوقت على الحطب الذي يتم جمعة من البر".

وشدد بو راشد على أهمية العلاقات الاجتماعية مع الجيران في تلك الفترة وقال: "كان المنزل يضم المجلس الخارجي الحالي، وأمام المجلس شيدنا مسجداً يعكس تراث ذلك الوقت، وكان هناك مايسمى بالمصطبة (الدكه)، وهي سطح مرتفع قليلاً عن الأرض يبنى من الطين للجلوس عليه فترة القيض، وكنا نجتمع في المساء على هذه المصطبة، لنستقبل الجيران والضيوف".

سعيدة بتواجد بيت عائلتي التراثي داخل صرح تعليمي ضخم كمؤسسة قطر

جواهر الخاطر إحدى بنات محمد بن عبدالله بن فهد الخاطرDaughter of Mohammed bin Abdullah bin Fahd Al-Khater

جواهر الخاطر إحدى بنات محمد بن عبدالله بن فهد الخاطر، وتعمل كموظفة في مؤسسة قطر، عبرت عن فخرها بكون بيت عائلتها جزء من المدينة التعليمية، وقالت: "سعيدة بتواجد بيت عائلتي التراثي داخل صرح تعليمي ضخم كمؤسسة قطر، فقد تطورت هذه المنطقة بعد أن سكنها الأجداد على مر السنين، لتصبح اليوم صرحًا تعليمياً يعكس ماضي قطر العريق، وينير المستقبل للأجيال القادمة".

وعن تصميم المنازل القديمة وطرق البناء التقليدية في القرن الماضي تحدثت نور الله عبدالسيد فالديولميوس، مهندس معماري أول في إدارة المشاريع الرئيسية في مؤسسة قطر، وقالت: " تضم المدينة التعليمية مجموعة من المواقع والمنازل الأثرية التي نعمل على توثيقها و الحفاظ عليها، وقد اعتمد بناء المنازل القطرية في الماضي على الحجر والجبس والطين ، وكانت الأسقف تشيد باستخدام عوارض أفقية من أعمدة المانغروف المستوردة و سعف النخيل".

وأضافت نور الله: " تعمل إدارة المشاريع الرئيسية في مؤسسة قطر على التعريف بهذا الإرث الثقافي من خلال تقديمه وعرضه في المؤتمرات المحلية والدولية، كما أن هذه المباني تستخدم في تدريس بعض المواد العلمية لطلبة الجامعات في الدولة" .

تطور منزل عائلة الخاطر على مر السنين، إلى أن أصبح اليوم تحفة معمارية تقف كشاهد على تاريخ قطر، وتُأكد الأساليب العلمية الحديثة التي استعملت في توثيق هذه المباني على اهتمام مؤسسة قطر بنقل هذا الإرث الثقافي للجمهور وللأجيال القادمة؛ لتعزيز الشعور بالهوية الوطنية، ولإبراز ماضي قطر ذات المساحة الجغرافية الصغيرة والتاريخ الكبير.

قصص ذات صلة