ما بعد الاستدامة

قال الخبير بيل ريد، أحد رواد التخطيط والتصميم والتنفيذ في مجال الاستدامة والتطوير المتجدد، إن مفتاح استعادة الحياة لكوكبنا هو سد الفجوة بين الأضرار التي ألحقتها البشرية بالأرض وبناء علاقة تعايش مسالمة مع العالم من حولنا.

يتساءل ريد خلال النسخة الأحدث من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية التي تنظمها مؤسسة قطر، والتي تناولت التطوير المتجدد: "ماذا علينا أن نفعل لتحقيق نقلة ثقافية تعزّز إدراكنا وتقديرنا للدور الذي نلعبه في الأنظمة الحية الداعمة لنا؟"، مضيفًا:"التطوير المتجدد هو الانتقال من ثقافة المنفعة المتبادلة، كأن أتوقع الحصول على مياه نظيفة مقابل محافظتي على البيئة، إلى ثقافة تعي أن دورنا هو حماية الطبيعة والمحافظة على البرية".

يرى ريد أن البشرية تدمّر كوكب الأرض وتعمل ضده على عدة جبهات، وأننا ما نزال في تَرَدٍّ مستمر حتى وإن تمكّنا من حل مشكلة تغيّر المناخ.

تابع ريد: "هذا يعني أننا بحاجة إلى إشراك مجالات متعددة في الوقت ذاته، مما يستدعي نقلة ثقافية كاملة. ويعمل التطوير المتجدد، بشكل أساسي، على تنمية إمكانيات الثقافة في كل بقاع الأرض وقدرتها على التعايش مع الحياة حسب شروطها الخاصة، وذلك بهدف بناء علاقة تبادلية، وعلاقة مبنية على المحبة، إذا صح التعبير".

ووفقًا لريد، فإن هذا يعني أيضًا الذهاب إلى ما أبعد من الاستدامة، أي نحو ثقافة من شأنها تغيير المفاهيم والأفكار وإعادة تشكيلها بما يخدم إحراز التطوير اللازم. ويسأل ريد: "كيف يمكننا أن نعيد إلى النظام البيئي صحته؟" يجيب: "هنا يأتي دور التطوير المتجدد الذي يشمل الاستدامة ويقتضي تجديد جميع علاقاتنا بالأنظمة التي تحكم حياتنا. فإن الحياة ديناميكية وليست ثابتة، ولا يُمكننا أن نتخذ خطوة واحدة ثم نتوقف، فهناك دومًا متغيرات من حولنا"

أضاف: "التطوير المتجدد هو عبارة عن عملية مستمرة لإعادة البناء في المكان الذي نعيش فيه؛ فكلُ كائن حيّ في كوكبنا يحتاج إلى عناية، وإذا اعتنينا بالطبيعة بشكل صحيح، فإنها ستتجدد من تلقاء نفسها. ونحن لسنا قادرين على إنقاذ كوكب الأرض، بل هو الذي سينقذنا".

وإلى جانب بيل ريد، ضمت المحاضرة، إبراهيم محمد جيده، الرئيس التنفيذي للمجموعة، رئيس المعماريين في المكتب العربي للشؤون الهندسية، والدكتورة آن بولينا، رئيسة مجلس نهر مارتوارا فيتزروي في غرب استراليا وأحد القادة المدافعين عن حقوق الإنسان والطبيعة، وأدار المحاضرة، جيسون تويل، مدير مشروع البرنامج العام لمؤسسة قطر الخاص بكأس العالم.

تعقد المحاضرة القادمة من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية في 18 نوفمبر مع جايلز دولي، مصور فوتوغرافي وناشط في العمل الإنساني، كجزء من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" الافتراضي. حيث يتحدث دولي، الذي فقد أطرافه الثلاثة، عن نظرة المجتمع إلى ذوي الإعاقة وذلك ضمن نقاشه بعنوان "إعادة صياغة مفهومنا عن الإعاقة".

لمزيد من المعلومات: سلسلة محاضرات المدينة التعليمية