إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
8 December 2019

"كانت قطر، وستظل دائمًا، داعمة للمواهب، بغض النظر عن الجنسية أو الثقافة"

مشاركة

فنان قطري مخضرم يقول أن هذا العمل الفني سيجمع رحلة قطر كدولة محبة للفن في دائرة فنية واحدة

يقول يوسف الحميد، وهو فنان قطري مخضرم: "أتذكر الغلاف الأمامي للكتيب الذي صممناه لأول معرض لمقبول فدا حسين في قطر، والذي يعود إلى عام 1984، وكان يحتوي على كلمة "سيروا في الأرض" باللغة العربية".

الآن، وبعد مرور 35 عامًا، من الرائع أن تخطط مؤسسة قطر للكشف عن آخر أعمال مقبول حسين الفنية التي تذكرنا بذلك المعرض الأول – معرض سيروا في الأرض

"الآن، وبعد مرور 35 عامًا، من الرائع أن تخطط مؤسسة قطر للكشف عن آخر أعمال مقبول حسين الفنية التي تذكرنا بذلك المعرض الأول – معرض سيروا في الأرض".

إن الدور الذي لعبه الحميد في تاريخ قطر الفني يسمح له بأن يرصد هذه الملاحظة. ابتداءً من إقامة أول معرض فني منفرد في الدولة في عام 1977، وإلى أن يكون أول قطري يحصل على درجة الماجستير في الفنون الجميلة في عام 1982، وحتى عرض أعماله الفنية في المقر الرئيسي للبنك الدولي في واشنطن العاصمة، مرة أخرى في عام 1982، قطع الفنان القطري – ودولة قطر - شوطًا طويلاً.

في الواقع، إن نشوء الحميد كفنان هو نموذج مصغر لتطور الدولة إلى وضعها الحالي باعتبارها رابطة إقليمية للفن.

يقول الحميد: "ربما يندهش الشباب الذين يعيشون في قطر بمعرفة أنه قبل 50 عامًا، لم تكن المعارض الفنية في الدولة نادرة، لكن كان الفرق أننا لا نملك التكنولوجيا كما نفعل الآن. فلم يكن هناك إنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن المعارض القادمة".

يوسف الحميد عام 1982 في الولايات المتحدة (جهة اليسار) واليوم، في مرسمه الفني في الدوحة (جهة اليمين).

وتابع الحميد: "عادة ما كانت تنقل أخبار هذه الفعاليات من خلال الكتيبات، أو الكلام المنقول بين الناس، وحتى من خلال الملصقات الصغيرة المعروضة في محلات البقالة والسوبر ماركت. كل هذا قبل أن تصبح الهواتف النقالة شعبية، كنا نرسم الإعلانات على جدران المنازل، والتي تشبه إلى حد ما الكتابة على الجدران، وبالتالي كان الناس يعرفون عن هذه الفعاليات ويحضرونها بأعداد كبيرة".

في ظل غياب المتاحف والمعارض المخصصة لمثل هذه الفعاليات، كانت توضع الأعمال الفنية للفنانيين المحليين والدوليين غالبًا في قاعات العشاء في الفنادق، مثل فندق الشيراتون بجوار الكورنيش.

ومن بين المعارض التي لا تنسى تلك التي نظمتها اليونسكو، تحت رعاية وزارة التعليم آنذاك. حيث أتيح للجمهور فرصة مشاهدة وتقدير الأعمال الأصلية للفنانين مثل ليوناردو دافنشي، كلود مونيه، أوغست رينوار، بول سيزان، فنسنت فان جوخ وهنري روسو.

كما كانت تلك الفترة التي شهدت فيها ظهور الفنانين القطريين وأعمالهم في جميع أنحاء العالم. فقد كانت أعمالهم الفنية معروضة في المتاحف وصالات العرض في لندن وباريس وطوكيو وغيرها من المدن الكبرى.

لقد ارتفع مستوى القبول العالمي للفنانين القطريين إلى الحد الذي كان فيه خبراء الفن ينظرون إلى أعمالنا، ويشاهدون أعمال بيكاسو أيضًا

وتحدث الحميد عن أحد هذه المعارض في باريس، قائلًا: "كنت في باريس لحضور معرض لوحات لفنانين قطريين، وخلال المعرض، فوجئت عندما علمت أن الفنان الإسباني الشهير بابلو بيكاسو كان في القاعة المجاورة لنا، وتعرض أعماله".

وتابع الحميد: "حينها أيقنت أن مستوى القبول العالمي للفنانين القطريين ارتفع إلى الحد الذي كان فيه خبراء الفن ينظرون إلى أعمالنا، ويشاهدون أعمال بيكاسو أيضًا".

نشأ الحميد محاطًا بالفن، وهو طفل من عصر ما قبل الرقمي، استمد الإلهام من الصور في التقويمات التي كان يحضرها والده إلى المنزل.

الحميد في مرسمه بالدوحة.

يقع منزله في منطقة كانت موطنًا لشعراء ناشئين وفنانين وحرفيين ورعاة الفن، وهي منطقة الجسرة وسط مدينة الدوحة، والتي تضم حاليًا سوق واقف، السوق التراثي الشهير في الدوحة.

كل هذه العوامل أعطت الشاب الحميد الثقة لعقد معرضه الأول عند مدخل منزله في عام 1962، وهو في عمر العاشرة.

كنا محظوظين لأنه لدينا معلمون كانوا بأنفسهم فنانين شغوفين ... إن الفنانين من جيلي مديونين لهم بالكثير.

وبينما كان يتذكر أيام طفولته، يشير الفنان إلى الدور الذي لعبه معلمو المدارس في تعزيز حب الفن بين أجيال من السكان المحليين، منذ أكثر من 50 عامًا.

يقول: "كنا محظوظين لأنه لدينا معلمون كانوا بأنفسهم فنانين شغوفين، فهم الأبطال المجهولون في تاريخ الفن في قطر خلال حقبة الخمسينيات والستينيات. وقد جاء المعلمون من مصر وفلسطين وسوريا ودول أخرى في المنطقة، وشاركونا تقاليدهم وأساليبهم الفنية".

وأضاف الحميد: "إن الفنانيين من جيلي مدينون لهم بالكثير، وعلى مر العصور، لم تكتفي قطر بالترحيب بالفنانين من بلدان أخرى وحسب، بل إنها كانت أيضًا على استعداد للتعلم منهم".

بعد المرحلة الثانوية، اختار الحميد دراسة الفن على المستوى الجامعي، واستكمال دراسته الجامعية في مصر. لاحقًا، وبعد فترة قصيرة في وزارة التعليم في ذلك الوقت، ذهب إلى الولايات المتحدة للحصول على درجة الماجستير في الفنون الجميلة.

دهشتُ عندما تجاهل الفُرش وبدأ بالرسم بأصابعه.

بعد عودته إلى قطر، بعد دراسته، تقدم خلال سلسلة من المناصب الحكومية العليا، بينما كان يدرس الرسم وتاريخ الفن في جامعة قطر، وهو دور استمتع فيه لمدة 24 عامًا.

خلال فترة عمله كرئيس للفن والمعارض في وزارة الإعلام، دعت حكومة قطر مقبول حسين إلى تنظيم معرضه الأول في الدولة. يقول الحميد، الذي كان حينها في الثلاثينيات من عمره، وعضو من الفريق الذي نظم هذا المعرض، إنه لن ينسى أبدا أول لقاء له مع الفنان الهندي الذي مُنح الجنسية القطرية.

صورة 1 من 8

غلاف وصفحات كتيب المعرض الأول لـمقبول فدا حسين في الدوحة عام 1984.

الحميد (جهة اليمين) في معرض باريس 1978.

كتيب معرض الفن القطري في لندن عام 1978.

كتيبات بعض معارض الفنون الغربية التي أقيمت في قطر في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات.

يقول الحميد وهو مبتسم: "لقد اشتريت له بعض اللوحات إلى جانب علب الطلاء وبعض الفرش، حتى يتمكن من الرسم في القاعة، لكنه فاجأني، حيث أنه تجاهل الفرش وبدأ بالرسم بأصابعه".

"اليوم، بعد أن تطورت كفنان، أشعر بأنني أعرف لماذا فعل ذلك؛ أفترض أن الإحساس باللمس سمح له أن يشعر بما كان يفعله - فقد أزال كل الحواجز بين مشاعره ولوحاته".

أن هذا العمل الفني الأخير يجمع بين إرث حسين، ورحلة قطر كدولة محبة للفن، في دائرة واحدة.

يقول الفنان القطري، إن المعرضين - معرض اللوحات الفنية في عام 1984، والعمل الفني في عام 2019، يتجاوزان أكثر من ارتباط حسين بدولة قطر فحسب.

وأضاف الحميد: "لقد أدركت قطر دومًا أن الفن لغة عالمية، ولا يوجد شك في أن هذا العمل الفني الأخير يجمع بين إرث حسين، ورحلة قطر كدولة محبة للفن، في دائرة فنية واحدة". وتابع: "كما أنه يبعث برسالة قوية أخرى إلى جميع أنحاء العالم - وهي أن القطريين كانوا، وسيظلون دائمًا، داعمين للمواهب، بغض النظر عن الجنسية أو الثقافة".

قصص ذات صلة