للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
بينما أتجول في شوارع المدينة التعليمية، يبدو الفن المحيط بالحرم الجامعي، من أكثر الأشياء التي لا يمكن تفويتها!
تحت أشعة الشمس، يلمع العمل الفني" الملوية" للفنان القطري سعادة الشيخ حسن آل ثاني، والذي يمثل شكلًا من أشكال العملات القديمة التي كان يتم تداولها في منطقة الخليج.
وعلى الجانب الآخر من الطريق، تصطف في الواجهة الأمامية لمركز سدرة للطب، المنحوتات التي تجسد الرحلة المعجزة للإنسان منذ مراحل الحمل وحتى الولادة، وهو العمل الفني الذي أبدعه الفنان داميان هيرست.
ولكن للفن في المدينة التعليمية أبعاد أكثر من مجرد منحوتات معروضة، إنه مسارٌ للتعلم، وتحفيز الناس على الانخراط في محادثات لا تقتصر فقط على القطعة الفنية بحد ذاتها، فهو يفتح أعين الناس على القصة التي يمكن أن يرويها العمل الفني حول تاريخ وثقافة بلد ما، وحول إرث شعبه ومعنى هويته.
ومن الأمثلة على ذلك، قطعة" الحارث" الفنية للفنان عبد الله عكار والمعروضة في مبنى سدرة للطب، كعمل فني يمثل إحدى المعلقات: أفضل القصائد العربية الطويلة التي يعود تاريخها إلى حقبة العرب قبل الإسلام. وفي الطريقة نفسها، يعكس عمل سرمدي 6الفني لجاومي بلينسا في مبنى 2015(المقر الرئيسي لمؤسسة قطر) أهمية اللغة في التواصل والحوار من خلال تجسيد الحروف الهجائية المتنوعة في منحوتة فنية.
يمتد المشهد الفني لمؤسسة قطر على المعارض المؤقتة في العديد من المعارض داخل الحرم الجامعي وفي معارض دائمة في متحف: المتحف العربي للفن الحديث، واللوحات والقطع الفنية في المباني حول المدينة التعليمية، وفي المناقشات الفنية والمؤتمرات وجولات درب الفن.
وأحدث إضافة إلى هذا المشهد الفني المزدهر هو المشروع الفني" سيروا في الأرض" للفنان العالمي الشهير مقبول فداء حسين. يحتفي هذا العمل بروح الابتكار لدى بني البشر، حيث يجمع عناصر تتحد معًا لتروي قصة تطور الإنسان. يشكل الجدار المصنوع من فسيفساء البلاط المكسّر المعروف باسم "الترينكاديس"، خلفية العمل الفني، وفي مقدمته توجد العناصر التي شعر حسين بتجسيدها لرحلة الإنسان في استكشاف عجائب العالم: أحصنة المصنوعة من زجاج الـ"مورانو"، السيارات القديمة، تمثال عباس بن فرناس (الرجل الطائر)، نسخة برونزية مطابقة لآلة دافنشي للطيران.
وحول مفهوم القطع الفنية، كان حسين يقول أن الإنسان قد مشى على الأرض بأقدام حافية ليكتشف بديع السماوات والأرض، وصعد على صهوات الأحصنة ليستعمر الأرض، وأبحر بالسفن كالسندباد البحار، واخترع الآلات والأدوات ليطيل باع إنجازاته اللامتناهية في الأرض والبحر والجو. من خلال" سيروا في الأرض" دعانا حسين إلى استكشاف عمل فني يعدّ تتويجًا للأعمال الفنية التي أنجزها في حياته، ومجسدًا لهويته كمسلم وكفنان.
وجود ثقافة فنية هو أمر حاسم في تقدم أي دولة، وعبر جلب الفن والفنانين من مختلف الثقافات حول العالم إلى دولة قطر، تسهم مؤسسة قطر في ازدهار المشهد الفني في البلاد.
يقع " سيروا في الأرض" بالقرب من الشقب في المدينة التعليمية، وسيتم افتتاحه أمام الجمهور في العام 2020.
ليلى باشا، أخصائي أول فنون بمؤسسة قطر