للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
صُنّاع الأفلام من قطر المشاركين في مهرجان كليرمون فيران الدولي للأفلام القصيرة ضمن فعاليات العام الثقافي قطر فرنسا 2020، يسلطون الضوء على دور السينما في مد جسور التواصل بين الأفراد والثقافات
يُعد عام 2020 ذو أهمية خاصة بالنسبة لقطر وفرنسا، وكجزء من برنامج التبادل الثقافي السنوي الذي تنظمه متاحف قطر، يركز العام الثقافي قطر فرنسا على توطيد العلاقات بين البلدين من خلال سلسلة من المعارض والمهرجانات والفعاليات الأخرى على مدار العام لنقل ما تحمله دولة قطر من قيم إلى العالم.
وكما هو الحال بالنسبة لمعظم دول العالم، تُحارب قطر وفرنسا وباء فيروس كورونا، ولهذا السبب تم إلغاء وتأجيل معظم فعاليات العام الثقافي قطر فرنسا التي كان من المقرر عقدها.
وفي الفترة التي سبقت تفشي فيروس كورونا في العالم، أقيمت إحدى الفعاليات الثقافية التي أكدت على أهمية الأفلام في تعزيز التواصل بين الناس، وهي رسالة يعلو صداها في العالم الآن في ظل ما يترتب على المجتمعات من مسؤولية ترك المسافة الاجتماعية الآمنة بينهم.
أليساندرا الشانتي
ظبية المهندي
شهد مهرجان كليرمون فيران الدولي للأفلام القصيرة عرض أفضل الأفلام القصيرة من شتى أنحاء العالم، وكان من ضمنها سلسلة أفلام قدّمتها مؤسسة الدوحة للأفلام، ومن خلالها شارك مجموعة من صنّاع الأفلام من مؤسسة قطر بعرض أعمالهم والمساهمة في تعزيز التفاهم الثقافي بين قطر وفرنسا.
يروي فيلم أليساندرا الشانتي "إحياء مجد الليرة" كيف يرسم إبراهيم سلطاني، البالغ من العمر 22 عامًا، صورًا من الأساطير اللبنانية على الأوراق النقدية للمساعدة في تخفيف أثر انخفاض القيمة المالية للعملة، من خلال إضافة قيمة عاطفية إليها.
الأفلام هي وسيلة يُمكنها أن تأخذنا إلى أماكن غير مسبوقة، وتُكسبنا خبرات حول أشخاص وثقافات لم نتعامل معها سابقًا.
الشانتي هي خريجة جامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وقد عملت في قسم البرامج الرياضية لذوي الاحتياجات الخاصة بمؤسسة قطر، وقالت أنّ فيلمها والأفلام عمومًا يُمكنها أن تُغيّر المفاهيم والتصورات حول مختلف الثقافات والجنسيات والأشخاص من شتى أنحاء العالم.
وتقول: "الأفلام هي وسيلة يُمكنها أن تأخذنا إلى أماكن غير مسبوقة، وتُكسبنا خبرات حول أشخاص وثقافات لم نتعامل معها سابقًا. من الرائع رؤية أعمال صنّاع الأفلام من قطر في مهرجان كليرمون فيران الدولي للأفلام، فهي تُعرّف الجمهور على طبيعة القصص في قطر على الرغم من اختلاف ثقافة كل من البلدين".
علاوةً على أن المهرجان كان فرصة لصنّاع الأفلام من قطر لعرض مواهبهم في فرنسا، كان المهرجان كذلك بمثابة فرصة ثمينة لصنّاع الأفلام من عشاق السينما الفرنسية، ومن بينهم ظبية المهندي، خريجة جامعة نورثوسترن في قطر، والتي شاركت بفيلم "محامل" الذي يسلط الضوء على صناعة السفن في قطر.
مشهد من فيلم ندى بدير طيارة ورق
ندى بدير
بدء شغف المهندي بالسينما الفرنسية منذ أن شاهدت فيلم "Cléo de 5 à 7" لأوّل مرة في المدرسة، وتقول: "تلك هي المرة الأولى التي أشاهد فيها مثل هذا المحتوى، وكان تصويره بطريقة جميلة جدًا. السينما الفرنسية تتميز بأسلوبها الخاص الذي يختلف عن السينما الإيطالية أو أفلام هوليوود، فهي غنية بالفن والتنوع".
بعد فترة وجيزة من اختتام مهرجان كليرمون فيران الدولي للأفلام القصيرة، تم إغلاق مرافق ومؤسسات فرنسا في محاولة لاحتواء انتشار وباء فيروس كورونا فيها، وهنا تضاعف دور السينما في ربط المجتمعات مع بعضها البعض.
في الأفلام توجد لغة بصرية، ولا يحتاج الناس إلى التحدث بنفس اللغة. يمكن للفيلم أن يربط بين الثقافات ويجمع الناس معًا حتى لو لم يكونوا معًا جسديًا
من جهتها، تتحدث المخرجة ندى بدير، خريجة جامعة نورث ويسترن في قطر، عن أثر الوباء الحالي وما تعرضت له الدول من إغلاق في زيادة شغفها في صناعة الأفلام، ويروي فيلمها "طيارة ورق" قصة فتاتين صغيرتين تتحديان التقاليد في مدرسة صارمة.
وتعلّق: "معظمنا كخريجين نحب الأفلام، ونطمح لنكون صنّاع أفلام، لكني عندما أنظر الآن إلى اليوم العادي في حياة الناس في ظل هذه الظروف، أشعر أننا بحاجة للتركيز على جودة المحتوى الذي نقدمه، لاسيما على المحتوى القادم من المنطقة العربية".
كما أكدّت بدير على دور الأفلام في بناء جسور التفاهم، لاسيما خلال هذه الأوقات حيث تفرض قيود على السفر والمطالبة بترك المسافة الاجتماعية الآمنة، مما يعني أن الناس لا يستطيعون التعرّف على بعضهم البعض كالسابق.
وتقول: "في الأفلام توجد لغة بصرية، ولا يحتاج الناس إلى التحدث بنفس اللغة. يمكن للفيلم أن يربط بين الثقافات ويجمع الناس معًا حتى لو لم يكونوا معًا جسديًا. لقد بيّن وباء فيروس كورونا هذا الجانب.
أوّد أن يستمتع كل من يُشاهد فيلمي بالألوان، والأصوات، وتفاصيل العالم
أما المهندي تؤمن بقدرة الأفلام على تحريك المشاعر، ونقل الناس إلى عوالم أخرى جديدة لاستكشافها، وهذا ما نراه اليوم حيث يبحث الناس عن متنفس بعيد عما يدور حولهم من أحداث. وفي فيلمها الذي يأخذ المشاهدين في رحلة إلى عالم صناعة السفن تقول المهندي: "أوّد أن يستمتع كل من يُشاهد فيلمي بالألوان، والأصوات، وتفاصيل العالم، حتى إذا أغمضت عينك وانصّتَ فقط، سوف تتمكن من تخيل المشهد".
مشهد من فيلم أليساندرا الشانتي إحياء مجد الليرة
مشهد من فيلم ظبية المهندي محامل
مصدر الصورة: Gnepphoto، عبر موقع Shutterstock
يواصل العام الثقافي قطر فرنسا أنشطته في ظل الظروف المحيطة بوباء فيروس كورونا، وذلك من خلال الفعاليات الافتراضية، مما يبرز دور الوسائط الفنية وأهميتها.
دفعت هذه الظروف عزيمة وحماس صنّاع الأفلام الثلاثة لتطوير مهاراتهم، حيث تقدّمت بدير للحصول على درجة الماجستير في الفنون، وتعمل المهندي على نص حول إثراء التقاليد الشعبية القطرية، أما الشانتي فقد تقدمت أيضًا للالتحاق ببرنامج الماجستير في الفنون، وفي الوقت ذاته تروّج لوثائقي أخرجته حول ملحن موسيقي فلسطيني أمريكي يدير فرقة للموسيقى الشرقية بجامعة شيكاغو.