إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
10 January 2021

أخصائية نفسية في مؤسسة قطر تشرح تأثير التوتر على صحة الطلاب الذهنية

مشاركة

فرضت التأثيرات الناجمة عن الوباء ضغوطًا نفسية إضافية على الطلاب وأسرهم

مصدر الصورة: arrowsmith2، عبر موقع Shutterstock

يؤثر التوتر طويل الأمد على الصحة البدنية والذهنية لا سيّما في أوقات الجائحة

قد تُسبب طرق التعليم ضغوطًا نفسية في ظلّ الأوضاع الطبيعية، فكيف هو الحال في خضمّ انتشار جائحة (كوفيد-19)، حيث يجد الطلاب والكوادر التعليمية أنفسهم مضطرين للتعامل مع الآثار الناجمة عن التعرّض للتوتر والإجهاد النفسي لفترات طويلة، خصوصًا مع التحديات التي فرضتها عملية التعليم عن بُعد. وهذا ما استدعى البحث في ضرورة تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الضغوط النفسية الاجتماعية في عالم ما بعد الجائحة.

وإذا كنّا لا نملك معلومات دقيقة عن الآثار طويلة الأمد التي يتسبب فيها التوتر الناجم عن وقوع تحديات عالمية غير متوقعة كالجائحة الحالية، فمّما لا شك فيه أن قدرة الطالب على التعلّم والمشاركة في المنظومة التعليمية الإلكترونية أو التقليدية المباشرة يمكن أن تتراجع بصورة كبيرة؛ لأن أدمغتنا تتعامل مع التوتر والإجهاد بوضعية "البقاء على قيد الحياة"، حيث تُنتج أجسامنا -بأمرٍ من جزء معيّن في الدماغ هو بمثابة مركز قيادة الجهاز العصبي- هرمون الكورتيزول، الذي يمنحنا بدوره طاقة الاستجابة للتحديات أو الهروب منها، ويُساعدنا على مكافحة مصدر التوتر.

يمكن للتوتر طويل الأمد أن يؤثر على قدرة الطالب في مجال التعلم والمشاركة.

في هذا الإطار، توضح الدكتورة تريسي هارديستر، الأخصائية في علم النفس، مركز التعلّم، التابع للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، قائلةً:" في حال استمرار الموقف المسبب للتوتر يستمر العقل بعملية إفراز المزيد من الهرمونات مثل الكورتيزول، وبالتالي إفراز مستوى ثابت من الكورتيزول يرهق الجهاز العصبي ويؤثر فيه بشكل سلبي، وتتأثر قدرتنا على التركيز بشكل كبير، علاوة على حدوث اضطرابات في النوم، وتغيرات حادّة في الحالة المزاجية. وعند التعرض للتوتر تتأثر كفاءة الذاكرة بشكل أكبر، فيعاني المرء من صعوبات في التذكّر".

إفراز مستوى ثابت من الكورتيزول يرهق الجهاز العصبي ويؤثر فيه بشكل سلبي

الدكتورة تريسي هارديستر

تضيف هارديستر:"لا يمكننا أن نتعلم شيئًا جديدًا إلا من خلال ما يسميه العلماء ارتباطات العامل المؤثر والاستجابة، وهي ردود الأفعال التلقائية البسيطة الناجمة عن عادة اعتادها الإنسان. ومعنى هذا الكلام أن الطالب سوف يواجه صعوبة في حل المسائل المعقدة".

وهذا طبيعي، لأن التوتر يرتبط بجزء من الدماغ يسمى اللوزة تقع داخل الفص الصدغي من المخ أمام الحصين في الفقاريات المعقدة ومنها الإنسان. وثبت أن لها دورًا أساسيًا في الذاكرة واتخاذ القرارات والاستجابات السلوكية والمدارك الحسية المرتبطة بالخوف والقلق والاعتداء.

تعدّ الرعاية الذاتية إحدى السبل الناجعة التي يمكن للطلاب من خلالها خفض مستويات التوتر لديهم

تنبه اللوزة الدماغية الوطاء (تحت المهاد) خلال فترة التوتر. ويعدّ هذا العضو بمثابة مقر القيادة المركزية للمخ. والوطاء أو تحت المهاد هي منطقة صغيرة من المخ تقع في قاعدته بالقرب من الغدة النخامية. وعلى الرغم من صغر حجمها إلا أن منطقة تحت المهاد تلعب دورًا مهمًا في العديد من الوظائف الحيوية ومن بينها تنظيم مستوى الهرمونات. والهرمون الذي يفرزه الوطاء هو الكورتيزول ويتم إفرازه عبر شبكة معقدة تعرف باسم المحور الوطائي النخامي الكظري. هذا الهرمون أحد الهرمونات الستيرودية، وهو مسؤول عن تنظيم عدد كبير من العمليات الحيوية في جسم الإنسان ومنها الاستقلاب (الأيض) والاستجابة المناعية. كما أن له دور مهم في مساعدة الجسم على مواجهة التوتر.

تتنوع مستويات الكورتيزول في الدم على مدار اليوم لكنها ترتفع عادة في الصباح حين يستيقظ الإنسان من نومه، ثم تنخفض على مدار اليوم. ويُطلق على هذا الإيقاع الحيوي اليومي (نَظْمٌ يَوماوِيّ). ينعكس هذا النمط بالنسبة لمن يعملون ليلًا، لذا فإن توقيت إفراز الكورتيزول مرتبط بوضوح بأنماط النشاط اليومي. علاوة على ذلك، عند التعرض للتوتر يتم إفراز مقدار كبير من هرمون الكورتيزول لمساعدة الجسم على الاستجابة لهذا التوتر بشكل مناسب.

هناك العديد من الأنشطة الممتعة التي يمكن القيام بها والتي تندرج في إطار الرعاية الذاتية وتعزيز قدرتنا على مواجهة التحديات

الدكتورة تريسي هارديستر

لهذا، يصبح أشبه بمستحيل حلّ المسائل، لأن الطالب لا يمكنه تذكر ما سبق أن تعلمه. ليست هذه المشكلة الوحيدة، بل إن الطالب يتذكر المشاعر السلبية بسهولة وينسى ما قرأه استعدادًا للاختبار. وقد ثبت أن اختبار الطلاب في فترات التوتر أمر سلبي مما دفع البعض للدعوة إلى الاعتماد على مقياس آخر للحكم على قدرات الطلاب أثناء فترات التوتر الممتدة.

بحسب الدكتورة تريسي هارديستر، هناك العديد من الأنشطة الممتعة التي يمكن للطلاب القيام بها خلال الفترات الزمنية التي يتخللها توتر وإجهاد، كتلك التي نعيشها اليوم بسبب الوباء، والتي تندرج في إطار الرعاية الذاتية، ويمكن للطالب من خلالها تعزيز قدرته على مواجهة التحديات، وتقليل معدّل الكورتيزول، الذي بدوره يؤثر على نمط الحياة وأدائه بشكل عام.

الجدير بالذكر أن علم الوراثة وعلم النفس الدماغي وغيرهما يحظون بدور في دارسة التكيف والقدرة على مواجهة التوتر. للأسف فقد أصبح التعرض لتجربة إدارة التوتر جزءًا من العملية التعليمية لدى الكثيرين من الطلاب في وقتنا الحالي.

شاهد الفيديو كاملًا حول كيفية تأثير التوتر على الطلاب بسبب الجائحة، والذي تم إعداده بالتعاون مع "واير براند لاب" ومؤسسة قطر، اضغط هنا.

قصص ذات صلة