إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
26 February 2021

معلمات بمؤسسة قطر يغرسنّ لدى الطلاب مهارات العمل الزراعي

مشاركة

تعريف الطلاب والطالبات عن البستنة العضوية في مدارس أكاديمية قطر

تحرص المدارس في جميع أنحاء العالم على دمج مواضيع وطرق تدريس جديدة، وكل ذلك من أجل أن ينشأ طلاب اليوم ليصبحوا مواطنين مسؤولين بيئيًا في المستقبل. ومن الأساليب التي اتبعتها مدارس أكاديمية قطر للقيام بذلك هي البستنة.

وعلى الرغم من أن البستنة ليست جزءًا من المنهج الدراسي، إلا أنّ الشغف بالبيئة دفع مجموعة من المعلّمين إلى تحويل المساحات الخارجية في مدارسهم إلى مساحات زراعية للفاكهة والخضار.

ففي أكاديمية قطر – السدرة، التي تندرج تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، بدأت المعلمتان جاسينا فيصل ونعمة سليم بفكرة إلى إمكانية تحويل أي مساحة مفتوحة إلى حديقة زراعية، وذلك تمثلًا بولاية كيرالا، وهي ولاية في الهند معروفة بمناظرها الطبيعية الخضراء الخلابة.

صورة 1 من 6

وقالت نعمة سليم: "عندما التحقت بأكاديمية قطر - السدرة ورأيت قطعة أرض كبيرة غير مستخدمة في الحرم المدرسي، كان أول ما فكرت به هو تحويلها إلى حديقة".

كونها مهندسة زارعة، كانت نعمة سليم تمتلك المهارات اللازمة لتحويل قطعة الأرض الرملية إلى حديقة فواكه وخضروات خصبة. وبدعم مالي من المدرسة، قامت كل من جاسينا فيصل ونعمة سليم بتوحيد جهودهما من أجل زراعة حديقة تنتج الفاكهة والخضروات وحتى النباتات الطبية.

غالبًا ما يواجه الطلاب تحديات من حيث صحتهم النفسية والعاطفية، وخاصة في المرحلة الإعدادية، والبستنة هي فرصة عظيمة لهم لاستثمار طاقتهم إلى شيء مثمر

جاسينا فيصل

بالنسبة لجاسينا فيصل، تعتبر الحديقة المدرسية أداة لتعزيز التعلم الاجتماعي والعاطفي لدى الطلاب، وقالت: "غالبًا ما يواجه الطلاب تحديات من حيث صحتهم النفسية والعاطفية، وخاصة في المرحلة الإعدادية، والبستنة هي فرصة عظيمة لهم لاستثمار طاقتهم إلى شيء مثمر، فإن زرع النباتات ثم رؤيتها تنمو يزيد من ثقتهم بأنفسهم".

استُوحيت الفكرة من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ومبادرة التعلم القائم على الحدائق التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، والتي تشجع العناصر الثلاثة، تقليل الاستهلاك وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير. والفئة المستهدفة في الوقت الحالي، هي طلاب المدارس المتوسطة والثانوية، للمساعدة في تحضير التربة، وزراعة البذور، وسقي النباتات، وإزالة الأعشاب الضارة وحصاد المحاصيل.

وتابعت نعمة سليم: "أكثر ما يستمتع به الطلاب هو الجانب العملي، بالطبع، هم يتعلمون أشياء مثل أسماء النباتات ودورة حياة النبات في الفصول الدراسية، ولكن عندما يجربونها بشكل مباشر، فإنهم يكونون أكثر حماسًا حيالها".

من المواضيع الجديدة التي استحوذت على اهتمام الطلاب هي التسميد، حيث تعمل المعلمتان على خطة لتسميد جميع مخلفات الطعام من كافيتريا المدرسة واستخدامها كسماد للحديقة، فكل شيء يزرعونه هو عضوي بنسبة 100٪. إذ لا يتم استخدام الأسمدة الكيماوية أو المبيدات الكيماوية أو أي ممارسات كيميائية لوقاية النباتات، كما أن حصاد الفاكهة والخضروات متوفر للبيع لموظفي وطلاب أكاديمية قطر - السدرة، ويتم التبرع بالأموال التي تم جمعها لبرنامج "علّم طفلاً.

ما نود فعله هو زراعة ما يكفي من الفاكهة والخضروات لتزويد كافيتريا المدرسة، تخيلوا ذلك، أن يكون مصدر الأطعمة في كافتيريا المدرسة من حديقة المدرسة!

نعمة سليم

وأشارت نعمة سليم إلى إنها تسعى على المدى الطويل تحقيق استراتيجية "من المزرعة إلى المائدة"، وهي حركة اجتماعية تروج لتقديم الطعام المحلي في المطاعم ومقاهي المدارس، قائلًة: "ما نود فعله هو زراعة ما يكفي من الفاكهة والخضروات لتزويد كافيتريا المدرسة، تخيلوا ذلك، أن يكون مصدر الأطعمة في كافتيريا المدرسة من حديقة المدرسة!".

وأضافت جاسينا فيصل: "لكي نتمكن من الوصول إلى هذا الهدف، فإن أهم شيء نحتاجه هو البيوت الزجاجية لأنها ستسمح بنمو النباتات على مدار العام". وتابعت: "كان المسؤولين في المدرسة ومؤسسة قطر داعمين للغاية لطلباتنا. وبفضلهم، لدينا بالفعل بيت زجاجي في حرم المدرسة الابتدائية ونأمل أن يكون لدينا بيت زجاجي آخر في حرم المدرسة الثانوية بحلول العام المقبل".

تهدف المعلمتان إلى جعل الزراعة جزءًا من المنهج الدراسي، وقالت جاسينا فيصل: "في حين لدينا حصص للتربية البدنية والآداب، لماذا لا نخصص وقتًا للزراعة؟ إذا كنا نريد أن ننشئ مواطنين واعين ومسؤولين بيئيًا، فهل يوجد طريقة أفضل من تعليمهم ذلك من خلال زراعة طعامهم؟".

في أكاديمية قطر – الدوحة، مدرسة أخرى تندرج تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، لا يمثل العمر عائقًا أمام البستنة، فالمعلمة أليسون جيلفورد لديها طلاب في مرحلة الحضانة يساعدونها في زراعة الفاصوليا والبابايا والريحان والطماطم الكرزية وحتى عباد الشمس في حديقة صفهم.

هذه الحديقة الصغيرة هي أكثر بكثير من مجرد بستنة لهم، فهي المهارات الحياتية التي يتعلمونها من خلال التجربة، ونأمل أن تستمر معهم إلى حين أن يصبحوا راشدين ومواطنين مسؤولين

أليسون جيلفورد

وتقول جيلفورد: "أعتقد أنهم إن بدأوا بسن مبكر، فهذا أفضل. بالنسبة لي، وإضافة إلى مهاراة البستنة، فإن جميع المهارات الحياتية الأخرى التي يتعلمونها هي التي تجعل هذه التجربة جديرة بالاهتمام".

بمجرد قدوم شهر أكتوبر، ترتدي جيلفورد وأطفال فصلها قفازات البستنة، وهو الشيء الذي تأمل من خلاله زيادة الوعي بين الأطفال حول هدر الطعام. وأشارت إلى إن أحد أهم الأشياء التي يدركها الأطفال عند زراعة الفاكهة والخضروات الخاصة بهم هو مقدار الوقت والجهد المبذولين في زراعة الطعام، مما يغرس فيهم شعورًا بالتقدير ويجعلهم يتنبهون أكثر لهدر الطعام.

وقالت جيلفورد: "نزرع النباتات من البذرة، حتى يراقب الأطفال العملية من البداية إلى النهاية. كمية الحماس التي يمكن أن تولدها حبة طماطم واحدة فيما بينهم أمر رائع، فحينها جميعهم يتجمعون حول حبة الطماطم هذه، ويبدأون بالمرح والقفز فرحًا لأنهم قاموا بزراعتها".

وأوضحت جيلفورد أن الصبر هو فضيلة قيمة أخرى يتعلمونها من خلال البستنة، قائلًة: "أطلب منهم دائمًا عدم قطف حبة طماطم خضراء لأنها ليست جاهزة بعد، ولكن في بعض الأحيان سيقوم أحد الطلاب بقطفها، ومن ثم نتحدث عن أنها هُدرت لأنها لم تكن جاهزة للقطف، وهذا بمثابة درس عملي عن الصبر".

صورة 1 من 5

استرجعت جيلفورد ذكريات العام الماضي، بأنه كان لديهم محصولًا جيدًا من الطماطم والفاصوليا الكرزية، قائلًة: "كان الأطفال قادرين على غسل الفاصوليا وتقطيعها وطهيها وأكلها في المدرسة، لقد كانت تجربة فريدة للغاية بالنسبة لهم، وأمر يفوق التعلم العادي الذي يتم في المدرسة".

مع وجود الكثير من الطماطم المتبقية، اقترح الأطفال البالغين من العمر أربع سنوات تقاسم الحصاد الإضافي، وأعطوا الفصول الدراسية المجاورة سلة من الطماطم، واختتمت جيلفورد، قائلًة: "هذه الحديقة الصغيرة هي أكثر بكثير من مجرد بستنة لهم، فهي المهارات الحياتية التي يتعلمونها من خلال التجربة، ونأمل أن تستمر معهم إلى حين أن يصبحوا راشدين ومواطنين مسؤولين".

قصص ذات صلة