إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
3 May 2020

ندوة إلكترونية لمؤسسة قطر تستكشف أسرار سعادة وأمان الطفل في المنزل

مشاركة

أكاديمية قطر لتدريب المربيات تقدم إرشادات للحفاظ على الرفاه العاطفي والنفسي للأطفال في ظل جائحة (كوفيد-19)

يحلم أولياء الأمور أن يُصبح أطفالهم، راشدين سعداء، وأصحّاء نفسيًا وبدنيًا. لا يدخر كلّ أب وأم جهدًا في تسخير كل ما يملكون لتوفير الحياة الكريمة والسعيدة للأبناء. في ضوء انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19)، قد يُشكل ذلك تحديًا متزايدًا بالنسبة للآباء والأمهات نظرًا للضغوطات والتغييرات المختلفة التي تفرضها ظروف المرحلة الراهنة على حياتنا، مما يُهدد الرفاه العاطفي للطفل وسعادته.

في إطار رؤية أكاديمية قطر لتدريب المربيات، عضو مؤسسة قطر، الرامية إلى إثراء حياة الأسر في المجتمع ورعايتها من خلال تدريب مربيات يتمتعن بالمهارات اللازمة في مجال تربية الطفل ورعايته، نظمت الأكاديمية ندوة إلكترونية تفاعلية بعنوان: "أسرار سعادة وأمان الطفل"، تستهدف مشاركة أولياء الأمور وتفاعلهم، وتزويدهم بالمعلومات والخبرات اللازمة لتحقيق الرفاه العاطفي للطفل في ظل الظروف الصعبة التي تمر بنا.

توّفر أكاديمية قطر لتدريب المربيات، عضو مؤسسة قطر، تدريبًا متخصصًا للمربيات بهدف إثراء مهارات رعاية الطفل وتربيته، وذلك دعمًا للأسر في المجتمع.

السيدة غرازيلا غصن، معلّمة أكاديمية في أكاديمية قطر لتدريب المربيات.

سعادة الأطفال من سعادتكم

قدّمت الندوة السيدة غرازيلا غصن، مُعلّمة أكاديمية بأكاديمية قطر لتدريب المربيات، وتمتلك خبرة في مجال تربية الطفل تزيد عن 24 عامًا، وتحدثت بدورها عن مفهوم السعادة، وكيف أن أزمة الوباء التي نعيشها حاليًا فرضت علينا إعادة التفكير في معنى السعادة بالنسبة لنا ولأطفالنا، وكيف ستؤثر هذه المرحلة على تصورنا للسعادة مستقبلاً.

وقالت: "سعادة الأطفال مبنية على سعادتكم، ففي المراحل المبكرة من الطفولة، يتشرب الأطفال كل شيء من ذويهم، والطفل السعيد يقف خلفه أسرة سعيدة وسويّة، في حين يعاني أطفال الأسر المضطربة ضعف متوسط معدل الاكتئاب، ومن هنا يتوجب علينا أن نهتم بنظرتنا للحياة التي نعيشها".

مفتاح الحياة السعيدة يقع بين أيدينا، كل ما علينا هو أن نمهد الطريق لها ثم نسقيها لأطفالنا، وقد يكون ذلك من خلال ممارسات وعادات بسيطة لا تكلفنا أي جهد

غرازيلا غصن

أضافت: "مفتاح الحياة السعيدة يقع بين أيدينا، كل ما علينا هو أن نمهد الطريق لها ثم نسقيها لأطفالنا، وقد يكون ذلك من خلال ممارسات وعادات بسيطة لا تكلفنا أي جهد. على سبيل المثال، من المثبت علميًا وطبيًا أن الابتسامة معدية؛ وأنك إذا ابتسمت لشخص سوف يبادلك الابتسامة لا شعوريًا، لذا احرص على أن تبدو عليك السعادة وأن تبقى مبتسمًا أمام أطفالك لتنقل لهم عدوى الابتسامة".


تفادي السلوك السلبي
في نفس السياق، أشارت السيدة غصن أيضًا إلى خطورة تفاعل أولياء الأمور مع معطيات الحياة بصورة سلبية، وأثر ذلك على نمط شخصية الطفل، واصفة إيّاهم بـ "نقطة الإنطلاق" في العملية التربوية، ومشددة على ضرورة أن يتحلى أولياء الأمور بالصبر والتوازن، فهو ما يُحدد كيف نتعامل مع الأطفال، ويجعلنا ننتقي الألفاظ والكلمات التي نتوجه بها إليهم.

وقالت: "الكلمات والعبارات السلبية والهجومية التي يتحدث بها الأهالي أمام أطفالهم تضع الطفل في إطار غير صحي، وبالتالي يتقمص هذه الصفات الضارة بشكل مضاعف. فالطفل يخزن كل ما يراه من مشاعر سلبية في العقل الباطن ويتصرف بناء عليها، وتصبح التعابير السلبية التي نظهرها أمامه بمثابة أشباح تلاحقه في كل أفكاره وتصرفاته".

توجهت بنصيحة للجمهور قائلةً: "حاول تجنب الحديث أمام الطفل بوجه غاضب، أو الحديث بأسلوب فيه دونية وسخرية، فكل ما نقوم به من تعابير الوجه، وحركات الجسد، أو الغضب والمشاعر السلبية تنصب مباشرةً في نفسية الطفل منذ الصغر، وتنعكس على شخصيته، وتترسخ فيها، حتى قد نلاحظ أن شعور الغضب أو الحزن قد ينتقل إليهم، أو حتى أنهم يرددون نفس العبارات التي نقولها".

علينا أن نسعى لاستثمار هذه الأوقات الثمينة التي نقضيها مع أطفالنا وأن نعيشها بكل لحظاتها، وأن نكون أسوة حسنة لهم يحتذون بها

غرازيلا غصن

أضافت: "لا يجب أن ندع أطفالنا يقعون ضحية الغضب وضغوطات الحياة التي نعيشها، بل علينا أن نسعى لاستثمار هذه الأوقات الثمينة التي نقضيها مع أطفالنا وأن نعيشها بكل لحظاتها، وأن نكون أسوة حسنة لهم يحتذون بها، وأن نفكر في قيمة هذه اللحظات التي نقضيها مع أولادنا اليوم وأننا قد نفتقدها ونذكرها في المستقبل عندما يكبرون وتأخذهم مشاغل الحياة بعيدًا عنا".

احتضان مشاعر الطفل

تطرّقت الندوة إلى مناقشة جانب مهم من جوانب النمو النفسي للطفل، وهو المشاعر السلبية التي قد تنشأ لدى الطفل عند أي ردة فعل أوليّة طبيعية مثل الخوف وعدم الاطمئنان، أو التأخر الدراسي أو التأخر في المهارت، أو أي ممارسة خاطئة يقوم بها، مشيرةً إلى أن التعامل مع هذه الحالات بإلقاء اللوم على الطفل أو التوّعد بالعقوبة أو إبداء البرود العاطفي تجاهه يؤثر عكسيًا في نفسيته، ويترك لديه شعورًا بالحزن وعدم الرضا عن النفس.

الممارسات الإيجابية التي يقوم بها أولياء الأمور أمام الطفل تكبر معه لتصبح من سماته وعاداته وخصاله

غرازيلا غصن

علّقت السيدة غصن قائلة: "لا بُد من احتضان المشاعر السلبية التي تنشأ لدى الطفل بتقبلها أولاً ثم البحث في كيفية معالجتها بهدوء وتروي، والخطوة الأولى في ذلك تكون بتقبل أي نقص لدى الطفل، وطمأنته، وتنمية التفكير الإيجابي البنّاء لديه، والنزول إلى مستواه عند الخطأ والتكلم معه بأسلوب هادئ".

تمارين السعادة
من أبسط الطرق التي يُمكن اتباعها لبثّ السعادة لدى الأطفال في المنزل، "ممارسة الإيجابية" وجعلها من العادات اليومية، وأوضحت السيدة غصن قائلة: "الممارسات الإيجابية التي يقوم بها أولياء الأمور أمام الطفل تكبر معه لتصبح من سماته وعاداته وخصاله، مثل أن نبدأ كل صباح بملاحظة إيجابية بسيطة نقدمها للطفل، وأن نختم اليوم باسترجاع لحظاته الجميلة، كما من الضروري تأكيد قرارات الطفل وتزويده بالتعزيز الإيجابي في كل ما يقوم به".

صورة 1 من 4

أساليب تحقيق السعادة الأخرى التي تناولتها الندوة، تنمية الشعور بالامتنان لدى الطفل، وحسبما ذكرت السيدة غصن، يكون ذلك من خلال: "ابتكار طقوس عائلية خاصة لشكر النعم التي يحظى بها كل فرد من أفراد الأسرة، وهي من أبرز الطرق لتعزيز السعادة في نفوس الأطفال، لا سيّما أننا لا نلمس هذا العنصر لدى الطفل المعاصر اليوم، وقد يكون ذلك نتيجة التدليل، أو وفرة وسائل الترفيه واللعب والتسلية، ومن هنا تأتي الحاجة إلى تعليم الأطفال مبادىء العرفان بالجميل، وتعزيز الشعور بقيمة ما يملكه الطفل، وحمدالله على النعم وتوضيح قيمتها".

وأضافت: "من الطرق الأخرى أيضًا إشراك الطفل في الأعمال التطوعية، والثناء على الأعمال الجميلة، وتعريف الطفل بالقيم الاجتماعية والإنسانية مثل مساعدة الآخرين، والعطاء والمبادرة وغرس القيم الحميدة في نفسه".

قصص ذات صلة