برنامج مؤسسة قطر التلفزيوني يساهم في تطوير مهارات الأطفال

تعدّ البرامج الكرتونية التعليمية الهادفة، جزءًا مهم من تنشئة أي طفل، فالدروس والمعاني التي يتلقاها الطفل من خلال متابعة هذه البرامج تشكل جانبًا من وعيه ووجدانه.

هذا ينطبق أيضًا على الشخصيات التي تمضي ساعات طويلة في تأدية أصوات الشخصيات الكرتونية، دون أن يدركوا أن ما يقومون به سيشكل جزءًا من هويتهم الشخصية، ومنهم شخصيتي "راشد" و"نورة"، في المسلسل التلفزيوني الترفيهي ثلاثي الأبعاد "سراج" الذي أطلقته مؤسسة قطر لمساعدة الأطفال على تعلّم اللغة العربية بأسلوب ممتع وشائق.

خلف كل شخصية كرتونية موهبة متميزة. وقد تحدثت هيا محمد المهندي، 12 عامًا، طالبة في مدرسة البيان الإعدادية للبنات، عن تجربتها في تأدية صوت شخصية "نورة" في برنامج "سراج"، قائلًة: "هذه المرة الأولى التي أشارك فيها بتجربة من هذا النوع، وساعدتني تأدية صوت شخصية "نورة" في البرنامج على تطوير مهاراتي في اللغة العربية، والتحدث بها بطلاقة، كون البرنامج يصب في صميم لغتنا العربية، وهناك كلمات تتردد في ذهني دائمًا، وهي: "إن الذي ملأ اللغات محاسنًا.. جعل الجمال وسره في الضاد".

عبّرت هيا عن إعجابها ببرنامج "سراج" كونه يقدم المعلومات والدروس للأطفال ضمن إطار رحلة تعليمية مليئة بالمرح والتعلم والاستكشاف، وأنها لمست من خلال محيطها مدى اهتمام الأطفال بالبرنامج واستفادتهم منه.

وقالت: "أحاول دائمًا على أن تكون نبرة صوتي مناسبة للشخصية، وأحرص على إيصال المعلومات بطريقة سلسه يفهمني فيها المشاهد بشكل واضح، وذلك من خلال التدقيق على مخارج الحروف وتوصيل الرسالة والمعنى. وأتمنى الاستمرار بهذا العمل مستقبلًا لأفيد نفسي ومجتمعي".

ومن جهتها أعربت ريم عبدالعزيز المناعي، والدة هيا – التي تؤدي شخصية "نورة"- عن فخرها بابنتها، كونها تشارك في برنامج تربوي يهدف إلى إثراء اللغة العربية لدى الأطفال وتحثّهم على استكشاف روائعها، قائلةً: "أشجع ابنتي على الاستمرار في المشاركة في مثل هذه الأعمال الهادفة، ومتابعة المسلسلات الكرتونية المفيدة والبرامج التعليمية".

أضافت: "كنت أحرص على إعطاء هيا الفرصة للتعبير عن أفكارها وتنمية مهارات القراءة لديها منذ الصغر، وما لمسته في ابنتي خلال مشاركتها في البرنامج - إضافة إلى أنها تستمتع بهذه التجربة الفريدة من نوعها – أن مهاراتها في اللغة العربية تطورت كثيرًا، واكتشفت ذاتها وقدراتها على الإلقاء والتعبير وسرد القصص وكتابة الشعر كذلك، وزادت ثقتها في نفسها بالمشاركة في أعمال تربوية وتعليمية كثيرة ومتعددة في المدرسة وخارجها مثل فن الخطابة والحوار والإلقاء".

تابعت: "حب هيا للغة العربية أعطاها الفرصة للمشاركة في هذا البرنامج. تعاونا مع المدرسة لتنمية شغف ابنتي وذلك بإشراكها في برامج الجزيرة للأطفال، حيث أتيحت لها الفرصة للمشاركة في تجارب أداء لبرنامج "سراج" التي كانت تجرى هناك، عندما وقع الاختيار عليها لتأدية شخصية "نورة"، سعدنا جميعنا كعائلة لها لأنها فرصة ثمينة وتجربة لا تعوض".

خلف شخصية "راشد" العفوية والمرحة، يقف جبر أحمد المنصوري، 13 عامًا، طالب في مدرسة الدوحة الإعدادية للبنين، ووفقًا لما ذكره والده، السيد أحمد المنصوري، فإن شخصية "راشد" المرحة والمتطلعة للمعرفة في برنامج "سراج" قريبة جدًا من الشخصية الحقيقية لابنه، ومن خلال حركاته العفوية وتعابيره اندمج جبر مع شخصية "راشد" بشكل مثالي.

قال: "تم اختيار جبر لأنه يتمتع بالمهارة اللازمة لتأدية الشخصية كونه كانت لديه مشاركات في برامج أخرى، بدأ جبر المشاركة في البرنامج منذ سن مبكرة، وكان من الصعب عليه التحكم بمخارج الحروف ونطق بعض الحروف بشكل واضح آنذاك، مع مشاركته وممارسته المستمرة مع البرنامج وخلال ما يقارب أربع سنوات تحسّن الأداء تدريجيًا وذلك بدءًا من الحلقات الأولى للبرنامج، سواء من نطقه للحروف، أو استخدام الحركات، وتركيب الجمل".

تابع: "ساعد البرنامج ابني على تطوير مهاراة القراءة لديه، وقراءة النصوص بطريقة صحيحة، وأنا سعيد جدًا لأن أبني يُمارس ما يحبه، ويمتلك شغفًا به".

اختتم قائلًا: "البرنامج له تأثير إيجابي على المجتمع وعلى الأطفال بشكل خاص، فالمعلومات والمواضيع المطروحة في حلقاته متنوعة، منها الثقافية والاجتماعية، بالإضافة إلى أنه يسلّط الضوء على تراثنا وتقاليدنا، ويسهم في تعريف الجيل الجديد على الثقافة القطرية، مثل ليلة القرنقعوه الشعبية وغيرها".

وحول تجربته في أداء شخصية "راشد" تحدث جبر قائلاً: "أكثر ما يُميز التجربة هو أنها تكسبني الكثير من المعلومات الجديدة حول شتى من الموضوعات . كما يُسعدني أنني أساعد غيري من الأطفال على تعلّم كل ما هو جديد ومفيد. ساعدني برنامج "سراج" على تطوير مهاراتي في اللغة العربية، وتعلمت القراءة باستخدام الحركات والمدود بطريقة صحيحة".

أضاف: "مشاركتي في البرنامج، زادت من ثقتي في نفسي للمشاركة في برامج أخرى في المدرسة وخارجها، لذا أشجع جميع الأطفال على مشاهدة البرنامج ليحققوا المتعة والفائدة معًا".