إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
18 March 2020

مناظرات الدوحة التابعة لمؤسسة قطر تتطرق إلى المساواة الجندرية

مشاركة

الخبراء يناقشون إيجابيات وسلبيات نظام الكوتا خلال حدث 'افتراضي' يحافظ على الحوار العالمي بالرغم من مخاوف انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)

تم وضع موضوع المساواة بين الجنسين في دائرة الضوء، من قبل مناظرات الدوحة التابعة لمؤسسة قطر، حيث ناقش الخبراء إيجابيات وسلبيات الكوتا الجندرية في لقاء في المدينة التعليمية، أثبت بأن أخذ الاحتياطات من فيروس كورونا (كوفيد-19) لا يشكل عائقًا أمام الحوار العالمي.

مع انتشار فيروس (كوفيد-19) في جميع أنحاء العالم، والذي دفع إلى التقليل من التجمعات الاجتماعية، استضافت جامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، المناظرة دون حضور شخصي، وذلك بالتزامن مع يوم المرأة العالمي. وبدلًا من ذلك، استخدم الطلاب والمشاهدون الآخرون من البرازيل وتركيا إلى اليابان وسائل التواصل الاجتماعي للمساهمة والتعليق وتوجيه الأسئلة للمتحاورين.

عُقدت فعالية مناظرات الدوحة، التي ركزت على المساواة بين الجنسين، ببث مباشر على الإنترنت، مما سمح للأفراد في جميع أنحاء العالم بالمشاركة بدون حضور شخصي وسط الوضع الحالي مع فيروس كورونا (كوفيد-19).

افتتحت مديرة الحوار، غيدا فخري المناظرة، مشيرة إلى أن الخبراء يقدّرون بأن إغلاق الفجوة بين الجنسين سيستغرق قرنًا آخر، وأن ذلك يثير تساؤلًا حول ما إذا كانت الكوتا الجندرية ستعجل بالتغيير، أو أنها غير فعّالة أو حتى مهينة.

وقد دعت رندة عبد الفتاح، الروائية والمحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان من أستراليا، بالكوتا الجندرية التي تمثل أيضًا تقاطع أشكال التمييز – مشددة على ضرورة وقف أشكال عدم المساواة الجندرية والعرقية، لافتة إلى أنه لا يمكن حل قضية معقدة مثل عدم المساواة الجندرية بمحدودية.

وأشارت عبد الفتاح، إلى الحاجة لتقاطع أشكال التمييز، فأنه من أصل 19 ألف أستاذ جامعي في المملكة المتحدة، هناك حوالي أربعة آلاف إمرأة من العرق الأبيض، و25 امرأة من العرق الأسود فقط، قائلةً: "إن عدم المساواة الجندرية يؤثر بشكل واضح على النساء، ولكن بعضهن أكثر من البعض الآخر". كما حثت المستمعين على العمل لابتكار أشكال جديدة وثورية للقيادة والتعليم.

وأضافت "تتمتع النساء من العرق الأبيض بإمتياز عنصري حتى عندما يحاربن التحيز الجنساني، وتعريف النساء من خلال محور قمعي موحد، يدفعنا إلى أن نرسخ أنفسنا أكثر في العنصرية، لذا نحن بحاجة إلى الكوتا الجندرية للوصول إلى إعادة توزيع جذري لديناميكية القوة هذه".

إذا كنا لا نحبذ الكوتا الجندرية، كما هو حال الكثيرين منا، فعلينا أن نكون نشطين في بناء عالم لا يكون هذا النظام فيه ضروريًا

عائشة أكانبي

بدورها، أشارت عائشة أكانبي، المعلقة الثقافية والفنانة والمصممة، إلى أن نظام الكوتا يمكن أن يكون حلاً مهمًا على المدى القصير، لكن الهدف الحقيقي يجب أن يكون في إنشاء مجتمع لا يحتاج إلى نظام الكوتا. وقالت أكانبي: "إذا كنا لا نحبذ الكوتا الجندرية، كما هو حال الكثيرين منا، فعلينا أن نكون نشطين في بناء عالم لا يكون هذا النظام فيه ضروريًا"، مضيفة أنه من المحتمل أن تسبب الكوتا توترًا إذا اعتقد الناس أن زملاءهم هم فقط عملية تسجيل موقف على قائمة تحقيق التنوع".

وقالت أكانبي أن موضوع المساواة الجندرية يجب ألا يبقى أسير غرف الاجتماعات والأوساط الأكاديمية فحسب، "وإلا فإننا نهتم بالسلطة أكثر من اهتمامنا بالمساواة". وأكدت أنه في حين أن نظام الكوتا قد ينجح في بعض الأحيان، إلا أن هناك حاجة إلى نهج أكثر شمولية يتضمن إعادة تنظيم جذرية للمجتمع وإعادة التفكير الجاد في الأدوار التقليدية للجنسين.

من جانبها، عارضت كريستينا هوف سومرز، كاتبة وباحثة أمريكية، بشدة الكوتا الجندرية، مدعية أنها تهين المرأة وأن المساواة الجندرية يجب أن تحدث بشكل طبيعي، وقالت إنه لا يوجد دليل على أن الكوتا هي الحل.

وقالت إن الكوتا الجندرية، في مجتمعات غير ديمقراطية وأقل ازدهارًا، "تلحق ضررًا فعليًا" لأنها تأخذ النساء الموهوبات "من المجتمع إلى الدولة حيث هناك حاجة ماسة إليهن؛" وأشارت إلى أن ذلك يؤدي إلى إجبارهن على الصمت، وإلى خلق طبقة خادعة من المساواة. واستشهدت بمثال رواندا، معتبرة أنه في الحقيقة أكثر من 60 في المائة من البرلمان يتكون من نساء يعملن ضد أنفسهن.

في كل ما نقوم به، يجب أن نتعامل مع الأفراد، كأفراد وليس كرموز

كريستينا هوف سومرز

وقالت سومرز: "في كل ما نقوم به، يجب أن نتعامل مع الأفراد، كأفراد وليس كرموز". وتابعت: "الكوتا غير فعّالة وضارة وترسل رسالة خاطئة للنساء. وعلى الرغم من عدم وجود حل ثابت لعدم المساواة الجندرية، فإن الحل لهذه المسألة سيأتي من حرية التعبير والنقاش".

بدوره، شجع الدكتور غوفيندا كلايتون، مقرِّب وجهات النظر في المناظرة، المتحدثين على إيجاد بعض التوافق فيما بينهن، لافتًا إلى وجود إجماع حول نقطة واحدة وهي أن الكوتا الجندرية ليست "الحل الذي سيزيل اللامساواة المترسخة التي نعيشها".

وهذا التصريح دفع بأكانبي إلى القول إن الكوتا قد تكون مفيدة في دوائر مثل الحكومات الوطنية، لكن هناك حاجة للتفكير في أسباب الاختلالات الاجتماعية التي قد لا تكون بسبب التمييز. ومع ذلك، في حين وافقت هوف سومرز على أنه ليس كل الاختلافات في المجتمع بسبب التمييز، إلا أنها قالت أن هناك طرقًا أفضل من الكوتا لتحقيق التنوع والمساواة، مشيرة إلى أن هذا التغيير يجب أن يحدث بشكل طبيعي كي يكون فعالًا.

خلال المناظرة، ناقش فريق من المتحاورين إيجابيات وسلبيات الكوتا الجندرية.

فيما أدعت عبد الفتاح أنه على الرغم من أن بدايات نظام الكوتا قد ينظر إليه على أنه رمزي، إلا أن العبء العملي يجب أن يركز على إيجاد حل لمعضلة التمثيل الزائد مقابل التمثيل الناقص، قائلةً: "هذا لا يتعلق بالرجال الغير صالحين مقابل النساء الصالحات؛ إنما يتعلق بتحدي التركيبة الحالية وتغييرها".

بعد المداخلات الافتتاحية، حصد موقف أكانبي أكبر عدد من الأصوات، مع ما يقرب من 41 بالمائة من المجموع. ومع نهاية المناظرة، تغيرت المواقف، وحصلت هوف سومرز مع موقفها المناهض للكوتا على 41 في المائة من الأصوات، فيما حصلت عبد الفتاح على 32 في المائة من مجموع الأصوات، وأكانبي على 27 في المائة منها.

وفي الجزء التالي من العرض، تحدثت مراسلة مناظرات الدوحة نيلوفر هدايات مع البروفيسور زرقا بارفيز، الأستاذة المحاضرة في دراسات الشرق الأوسط، في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، للحصول على وجهة نظرها بشأن النقاش. وعارضت البروفيسور بارفيز، التي تشمل أبحاثها المرأة، الهوية والقومية في منطقة الخليج، الرأي بأن "التغيير سيحدث طبيعيًا،" قائلة "لا نملك ميزة الانتظار 100 عام أو أكثر".

صورة 1 من 2

شهدت المناظرة أيضًا حوارًا عالميًا مع الطلاب والمشاهدين الآخرين الذين قدموا وجهات نظرهم عبر الهاتف أو موقع الانسجرام.

وانتهت المناظرة بحوار عالمي بين هدايات والطلاب والمشاهدين الآخرين الذين تم الاتصال المباشر بهم أو أرسلوا فيديو عبر موقع انستجرام. من بينهم الطالبة إيدن كيبيدي، من جامعة نورثوسترن في قطر، التي كانت إلى جانب الكوتا، وقالت: "إن الأمر لا يتعلق بالحصول على هذه الوظيفة، إنما هو بمثابة تعويض للقمع الذي تعرضت له أمهاتنا والذي مرت به جميع الأجيال".

وقالت كيبيدي: "في كل مكان، هناك نساء من خلفيات ثقافية مختلفة، ونحتاج فقط إلى أخذ ذلك في الاعتبار حتى نتمكن من إيجاد أرضية مشتركة ومحاربة النظام الأبوي بدلاً من محاربة بعضنا البعض".

قصص ذات صلة