للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
يشتمل المعرض الذي ينعقد في المتحف على قطع فنية وأعمال تم تطويرها بشكل لافت
تقول بريندا براون، إحدى المشاركات من الولايات المتحدة في جولة مبادرة درب الفن التابعة لمؤسسة قطر، والتي أُقيمت مؤخرًا في متحف: "تُعد هذه الزيارة هدية لي في عيد ميلادي، فمع حلول هذا الشهر، بلغت من العمر 70 عامًا". وتابعت قائلة: "زرت العديد من المعارض الفنية في حياتي، ولكنني لم أر شيئًا كهذا من قبل".
ردة فعل براون ستكون واضحة بالنسبة إليك لدى وقوفك أمام أعمال الفنان إل أناتسوي التي تغطي جدران متحف: المتحف العربي للفن الحديث، حيث يشمل المعرض الذي يحمل عنوان "مستوى النصر" على أعمال مصنّعة من آلاف أغطية الزجاجات والعلب النحاسية التي تم تصنيعها عن طريق التسطيح والتقطيع والتقويس والسحق، من ثم وضعها بشكل متناسق لتصبح قطعًا فنية تأخذك في رحلة عبر تاريخ أفريقيا الذي يشمل تجارة الرقيق عبر الأطلسي.
"إل أناتسوي: مستوى النصر" صُنعت باستخدام عشرات الآلاف من أغطية الزجاجات لإنشاء عمل فني.
قدّم الفنان إل أناتسوي الذي وُلد في غانا والذي أصبحت أعماله محط الاهتمام في أحدث معرض لـ"درب الفن"، الذي يقام في متحفٍ بالمدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر، أعمالًا تمثّل نظرة الفنان لماضي قارته أفريقيا، حيث قام بتحقيق ذلك بواسطة مواد متنوعة كالخشب والطين والمعدن.
ما يميز القطع الفنية ليست المواد المستخدمة بل الطريقة التي اسُتخدمت بها، حيث قام الفنان بتطوير أو تحسين مواد عادية تعكس أكثر الأحداث المؤثرة والحسّاسة في تاريخ أفريقيا.
بالنسبة للعمل الذي يحمل اسم "دوساسا الثاني" فإن أغطية الزجاجات المسحوقة والمقوّسة تمثّل العديد من الناس الذين كانوا محطّ تجارة الرقّ في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وقام الفنان إل أناتسوي كذلك بعمل نسخة للذكور ونسخة للإناث لمعظم أعماله الفنية، حيث تم تصميم "دوساسا الثاني" كأنثى بينما يتم عرض أخاها في معرض فني بنيويورك.
إنه يعيد تعريف معنى الخيال والإلهام كذلك، ويجعلك تفكر بالبشرية ككل وليس كفئات مختلفة.
يمثّل العمل الآخر الذي يشبه العامود الخشبي المجزأ والمحفور، أحداث مؤتمر برلين في القرن التاسع عشر عندما قامت القوى الأوروبية الكبرى بتقسيم القارة الأفريقية بينها. حيث يمثّل أحد الأوجه المعاكسة للعامود الطريقة التي تم اقتلاع المستعمرات الأفريقية بها، أما الوجه الآخر فيصور الرسومات والزخارف الأفريقية والتي تأتي بألوان لها طابع قبلي وتقليدي كالأبيض والأزرق والأخضر والبني والقرميدي. في أسفل العامود، تقع فتات من الخشب والتي ترمز إلى الفوضى والتفكك الثقافي الذي جاء بعد عصر الاستعمار.
تقول براون وهي تزور قطر لأول مرة: "إن فكرة استخدام الأشياء التي عادة ما نقوم برميها، وتركيبها لصنع عمل فني بهذا المعنى العميق، هو أمر رائع". وتابعت قائلة: "إنه يعيد تعريف معنى الخيال والإلهام كذلك، ويجعلك تفكر بالبشرية ككل وليس كفئات مختلفة".
من جهتها، قالت ليلى إبراهيم باشا، أخصائي فنون أول بمؤسسة قطر أن المعرض الحديث لدرب الفن يجسّد كيف يمكن للفن أن يبني جسورًا بين التاريخ والثقافة والفن في إحدى المناطق الجغرافية أو إحدى الثقافات وربطها بمشاعر الإنسان، ما يدل على التشابه بين التجارب التي يمر بها الإنسان عالميًا وعلى مر العصور.
إن الإلهام الذي تبعثه قطع إل أناتسوي الفنية يمتد تأثيره في جميع أنحاء العالم، فهي تثير ردود الأفعال من أفراد ينتمون إلى خلفيات ثقافية متنوعة
تابعت قائلة: "تُعد الفكرة وراء تقديم أعمال الفنانين كالفنان الأفريقي إل أناتسوي، جزءًا من استراتيجية مؤسسة قطر لتعزيز ثقافة الفن داخل المدينة التعليمية. ويسرنا وجود منصة كدرب الفن لدينا والتي تهدف إلى الربط بين المراكز والجامعات الفنية كمتحف: المتحف العربي للفن الحديث وجامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر والمجلس الإعلامي بجامعة نورثوسترن في قطر ومكتبة قطر الوطنية.
أضافت:" إن الإلهام الذي تبعثه قطع إل أناتسوي الفنية يمتد تأثيره في جميع أنحاء العالم، فهي تثير ردود الأفعال من أفراد ينتمون إلى خلفيات ثقافية متنوعة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام مواد يومية لصنع القطع الفنية تساعد الفرد على الشعور بالألفة بشكل أكبر عند النظر إليها".
قام الفنان إل أناتسوي بتطوير مواد عادية كأغطية الزجاج والأكمام وأغطية العلب النحاسية لابتكار عمل فني يعكس التاريخ الأفريقي.
تعدّ مبادرة درب الفن سلسلة من الجولات الفنية التي تُقام في جميع أنحاء المدينة التعليمية. تُقام الجولات القادمة في عدة أماكن وتشمل سدرة للطب في 1 فبراير، والعمل الفني "سيروا في الأرض" في 8 فبراير، ومكتبة قطر الوطنية في 15 فبراير و11 أبريل، وميدان الصحافة بجامعة نورثوسترن في قطر في 22 فبراير، ومبنى بيزنيست التابع لجامعة كارنيجي ميلون في قطر في 29 فبراير، ومبنى جامعة جورجتاون في قطر في 7 مارس، ومبنى جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر في 12 مارس، ومبنى 2015 (المقر الرئيسي لمؤسسة قطر) في 4 أبريل.