للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
"الشقب ريسنج" هي الفرس "تريف"، التي حققت لقب جائزة قطر قوس النصر عام 2014.
وضع فيروس "كوفيد-19" مربّي الخيل في البداية أمام تحدٍ لإعادة صياغة طريقة عملهم من أجل الحفاظ على سلامة المربين والخيل.
بالنسبة لعشّاق الفروسية في قطر والعالم، يُعد الشقب، عضو مؤسسة قطر، هو الوجهة المثالية لهم. فقد صنع الشقب اسمًا لامعًا في أوروبا، وتحديدًا في فرنسا، بفضل جهود إنتاج الخيل التي أسفرت عن أعداد كبيرة من خيول السباق المهجنة الأصيلة "ثوروبريد" والخيل العربية التي نجحت دائمًا في تحقيق الانتصارات وانتزاع الألقاب.
في مراعي مقاطعة نورماندي الفرنسية التي تتميز بأجواء من الهدوء والسكينة، ترعى خيول السباق الأصيلة "ثوروبريد"، وتتغذى على الأعشاب والأعلاف، وتحظى بالرعاية والاهتمام والنظام الغذائي الذي يتناسب مع احتياجات كلٍ منها. بينما يبدو سكون مربط الشقب في فرنسا "هراس دي بوكيتو" فرصة لقضاء وقت مميز مع الطبيعة بعيدًا عن صخب المدن ومن بينها الدوحة، يسعى "الشقب ريسنج" في فرنسا للحفاظ على دوره في ترسيخ تقاليد الفروسية وتراثها في قطر.
تتم عملية تدريب خيول وأفراس الشقب في مربط "هراس دي بوكيتو" في مقاطعة نورماندي الفرنسية.
لقد عمد "الشقب ريسنج" في مربط "هراس دي بوكيتو" على إنتاج خيول "ثوروبريد" الأصيلة منذ عام 2012، ويوجد حاليًا في مربط "هراس دي بوكيتو" ثمانية من فحول الإنتاج المميزة، إضافةً إلى أربع فحول أخرى في مزارع متفرقة في أنحاء فرنسا.
يمتلك الشقب كذلك خيول "ثوروبريد" وأفراس حاضنة في كل من أيرلندا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، واستراليا. وتأخذ الخيل العربية، التي تعد عنصرًا هامًا في التراث القطري، حاليًا من قطر وفرنسا مقرًا لها للتدريب، فيما يتم تقاسم عمليات الرعاية والإنتاج بين قطر وأربعة مزارع متوزعة في غرب وجنوب غرب فرنسا.
يقول السيد خليفة العطية، المدير التنفيذي للشقب: "يشرف "الشقب ريسنج" على رعاية إجمالي 80 من أفراس "ثوروبريد" الحاضنة و50 من الأفراس الحاضنة العربية".
عندما يتمكّن أحد المهور من الفوز في أي من سباقات المجموعة الأولى، سوف يحظى بالكثير من العروض
الغاية التي يسعى إليها أي مربّى للخيل وكذلك بالنسبة للشقب، هي إنتاج نوع من الخيول مثل النوع الأسود، وهي معروفة كونها بطلة أشواط السباقات الجماعية أو المدرجة، وأشواط المجموعات المختلفة من الشوط الأول وحتى الشوط الكلاسيكي.
يكمن التحدي الأكبر في إنتاج خيول مؤهلة للمنافسة والفوز في سباق جائزة قطر قوس النصر، الذي يُقام سنويًا خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى من شهر أكتوبر على مضمار "لونج شامب" بباريس، وهو السباق الأكثر شهرة في فرنسا لخيل "ثوروبريد" من عمر ثلاث سنوات فما فوق.
يقول بينوا جيفروي مدير مزرعة الخيول ومستشار في مربط "هراس دي بوكيتو": "عندما يتمكّن أحد المهور من الفوز في أي من سباقات المجموعة الأولى، سوف يحظى بالكثير من العروض من الجمهور وملاك أهم الفحول المتميزة".
الأفراس في مربط "هراس دي بوكيتو"
من أبرز الأفراس التي يمتلكها "الشقب ريسنج" هي الفرس "تريف"، التي حققت لقب جائزة قطر قوس النصر مرتين عامي 2013 و2014. لقد ساهمت خيول "ثوروبريد" الفرنسية في ترسيخ اسم الشقب على خارطة أوروبا، منذ ذلك الحين، أنتج "الشقب ريسنج" مجموعة من الخيول التي أحرزت نجاحات هامة، أمثال "قمّة"، و"أولمبيك غلوري"، و"شلاع"، و"تورنادو".
نظرًا لتعاملنا مع الكثير من الخيول يوميًا، فنحن معتادون على اتباع قواعد صحية صارمة للحفاظ على سلامتها
في الآونة الأخيرة، وتحديدًا في شهر يوليو، حققت المهرة "كتارا" فوزًا في السباق الذي أقيم على مضمار "كيمتون"، كما فازت المهرة "شوربا" في سباق مضمار "كومبيين". تلك الإنجازات تستعيد نغمة الانتصارات والآمال للمشاركة في سباقات على مستوى أكبر. أما أكثر المهور بروزًا لهذا العام، فهو المهر "وُودِد"، بعدما تألق بالفوز بجائزة "تيكسانيتا" من الفئة الثالثة للخيل المهجنة الأصيلة، والتي أقيم شوطها على مضمار "شانتيي" بفرنسا في شهر مايو من العام الجاري.
حاله كحال القطاعات الأخرى، تأثر قطاع سباق الخيل بجائحة فيروس كورونا "كوفيد-19"، وتم إلغاء عدد من السباقات خلال فترات الإغلاق في فرنسا وأنحاء أوروبا، وهي تعاود الآن استئناف نشاطها مجددًا وفقًا لجداول جديدة، لكنّ مدى تأثير هذه الجائحة على عمليات بيع وشراء الخيول لايزال غير واضحًا حتى الآن.
ويقول السيد خليفة العطية: "مازال ذلك غير واضحًا، فعمليات البيع الكبرى والرئيسية تبدأ من شهر سبتمبر وحتى نهاية العام".
الفرس "تريف" من أبرز الأفراس التي يمتلكها "الشقب ريسنج" مع مولودها.
لقد وضع هذا الوباء مربي الخيل في البداية أمام تحدٍ لإعادة صياغة طريقة عملهم من أجل الحفاظ على سلامة المربين والخيل، وعندما أغلق "هاراس دي بوكيتو" أبوابه أمام الجمهور لمدة أسبوعين مع بداية فرض إجراءات الحجر الإغلاق في فرنسا، أدرك فريق العمل بأن أسلوب عملهم المعتاد أعّدهم للتعامل مع إجراءات السلامة الجديدة التي فرضتها الجائحة.
وفي هذا الإطار يوضح بينوا جيفروي قائلاً: "تمكّن فريق عملنا من مزاولة أعماله خلال فترات الإغلاق، وواصلنا أنشطتنا بنفس المستوى تقريبًا، مع الحرص على اتباع تدابير السلامة والاجراءات الوقائية اللازمة".
يضيف: "نظرًا لتعاملنا مع الكثير من الخيول يوميًا، فنحن معتادون على اتباع قواعد صحية صارمة للحفاظ على سلامتها، لذلك فإن موظفينا كانوا مستعدين بالفعل وعلى دراية كاملة بالإجراءات الصحية الواجب اتباعها".
في حين يسعى قطاع سباق الخيول إلى التكيّف مع الآليات الجديدة التي فرضتها الجائحة، يتابع الفرسان تدريباتهم، ويواصل المربون تدريبات الخيل والاستعداد للمشاركة في المنافسات المستقبلية كما هو الحال في مربط "هراس دي بوكيتو"، مع وضع لمستهم الخاصة.
ويعدّ تحقيق أعلى المعايير في رعاية الخيل من المهام الرئيسية للشقب، ويقع في صميم ما يهدف المربط الفرنسي إلى تحقيقه، كما يضع في اعتباره إنتاج الخيل التي تحقق الانتصارات، سواءً في سباقات الشوط الأول، أو حتى المجموعة الأولى في سباق "رويال اسكوت"، والأشواط الكلاسيكية.
ويختم جيفروي: "إذا فازت خيولنا في إحدى تلك المنافسات، فإن ذلك يُعزز قدراتنا، كما ترتفع قيمته وجودته بشكل هائل، ومع امتلاكنا لأفضل الفرس الحاضنة، تزداد الفرص أمامنا لإنتاج هذا النوع من الخيول، فهي دائرة مستمرة ومثمرة".