إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
25 November 2019

إطلاق أوّل برنامج مدرسي للصحة النفسية بالمنطقة في قطر

مشاركة

تم تدريب 11 سفيرًا للصحة للمساعدة في تعزيز الصحة الشاملة بين أقرانهم

خضع طلاب من 3 مدارس تابعة لمؤسسة قطر لتدريب ضمن برنامج سفراء الصحة النفسية، وهو البرنامج الأول من نوعه بالمنطقة.

وقد صُمم هذا البرنامج لمساعدة طلاب المرحلة الثانوية على تعزيز الرفاه النفسي، إذ أنه بمثابة منفذٍ لهم للتعبير عن احتياجاتهم بين مجموعة من أقرانهم الذين يشعرون بارتياح معهم.

سوف تشمل المرحلة التجريبية مشاركة 11 سفيرًا من 3 مدارس: أكاديمية العوسج، وأكاديمية قطر - السدرة، وأكاديمية قطر للقادة، حيث سيأخذون دور المدافعين عن الصحة النفسية لزملائهم في مدارسهم، ويساعدون أقرانهم على معالجة مشاكلهم العاطفية التي من شأنها أن تؤثر على صحتهم النفسية إذا لم تتم معالجتها.

قام الدكتور علي خليل، أحد منظمي ورشة العمل من سدرة للطب، بتدريب السفراء الجدد

الدكتور علي خليل من سدرة للطب يتحدث مع أحد سفراء الصحة الجدد

تم تأسيس البرنامج من خلال تعاون فرق من مركز سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، ومركز التعلّم، وثلاث مدارس من مؤسسة قطر. وقد خضع كافة السفراء المشاركين لورشة عمل على مدار يومين، وخلالها تم تزوريدهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع أقرانهم في القضايا المتعلقة بالرفاه النفسي. وخلال العام الدراسي، سيقوم هؤلاء المتطوعون بعقد جلسات نقاشية مع زملائهم بالمدرسة حول 6 مواضيع رئيسية: مفهوم الصحة النفسية، التنمر، الاكتئاب والقلق، إيذاء النفس والانتحار، تعاطي المخدرات، والوصم، والمفاهيم الثقافية الخاطئة.

ومن جهته، قال الدكتور أحسن نذير، رئيس قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين في سدرة للطب، وأستاذ مشارك في الطب النفسي السريري في وايل كورنيل للطب-قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر: "في الواقع، يُعاني طفل واحد من بين كل خمسة أطفال، والذين هم مبتكروا ومصلحوا وقادة العالم في المستقبل، من إحدى حالات الصحة النفسية، ولابد من معالجة ذلك".

في الواقع، يُعاني طفل واحد من بين كل خمسة أطفال، والذين هم مبتكروا ومصلحوا وقادة العالم في المستقبل، من إحدى حالات الصحة النفسية، ولابد من معالجة ذلك

الدكتور أحسن نذيررئيس قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين في سدرة للطب، وأستاذ مشارك في الطب النفسي السريري في وايل كورنيل للطب-قطر

ومن أهداف البرنامج أيضًا نشر الرسالة حول أهمية الصحة النفسية من خلال منصات التواصل الاجتماعي التي تعمل على تيسير الوصول إلى الزملاء، حيث سيقوم السفراء بنشر رسائل حول إحدى الموضوعات الستة الرئيسية أسبوعيًا.

ويُمكن للطلاب الوصول إلى سفراء الصحة النفسية في مدارسهم. وعندما يلاحظ السفراء أن أحد من أقرانهم يحتاج إلى مساعدة، يُمكنهم إن لزم الأمر، طرح المسألة على الأخصائي النفسي بالمدرسة، والذي يقوم بدوره باتخاذ القرار حول كيفية التعامل معها، وقد يقوم بتحويل الطالب إلى قسم الصحة النفسية للأطفال والمراهقين في سدرة للطب.

وإضافة إلى ذلك، سيتم إطلاق "مجلس الصحة" في كل مدرسة، والذي يُتيح للطلاب فرصة مشاركة مخاوفهم ومناقشة مشاكل الصحة النفسية في بيئة مريحة وودية، وستتم دعوة ضيوف من خارج مجتمع المدرسة كالأطباء وعلماء الدين وغيرهم من الاختصاصيين إلى المجلس لمشاركة خبراتهم حول كيفية التعامل مع مشاكل الصحة النفسية.

كما سيُعقد مؤتمر مخصص للصحة النفسية بقيادة الطلاب في نهاية كل عام، وسيقوم السفراء خلاله بوضع إطار شامل للمبادرات التي سيتم اتخاذها بناءً على خبراتهم السابقة، بحيث يتم تطبيق المقترحات في العام المقبل.

عبرت مريم السويدي، طالبة في الصف الحادي العاشر من أكاديمية العوسج، والتي تم تعيينها سفيرة للصحة في مدرستها، عن سعادتها كونها تستطيع إحداث تغيير إيجابي في حياة من حوالها.

من الجيد أن أشعر بأني امتلك القدرة والمعرفة اللازمة للوصول إلى أقراني وتوعيتهم بأن الصحة النفسية تشكل عنصر حاسمًا في نموهم بشكل عام

مريم السويديسفيرة الصحة بأكاديمية العوسج

وقالت: "من الجيد أن أشعر بأني امتلك القدرة والمعرفة اللازمة للوصول إلى زملائي وتوعيتهم بأن الصحة النفسية تشكل عنصر حاسمًا في نموهم بشكل عام".

وأضافت: "لقد تطرقت ورشة العمل إلى عدة جوانب من الصحة النفسية، حيث تعملنا كيفية التعامل مع الأشخاص الذين قد يواجهون مشاكلاً في الصحة النفسية، ولكن لا يعرفون كيفية البدء في معالجتها. وأنا أتطلع إلى أن أصبح سفيرةً للصحة النفسية كي أتمكن من الوصول إلى زملائي في المدرسة ممن يحتاجون إلى المساعدة".

انبثقت فكرة البرنامج من التجارب الشخصية لأحد الأطباء الذين ساعدوا في تنظيم المشروع، وهو الدكتور علي خليل، طبيب زائر في قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين في سدرة للطب، وطبيب نفسي أول في قسم الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية.

إن ما شعرت به من خوف عند خسارتي لصديقي نتيجة إصابته بمرض نفسي عندما كنت طالبًا في الجامعة كان دافعًا لي لتصور فكرة هذا البرنامج

الدكتور علي خليلطبيب زائر في قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين في سدرة للطب، وطبيب نفسي أول في قسم الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية

وعلّق قائلاً: "إن ما شعرت به من خوف عند خسارتي لصديقي نتيجة إصابته بمرض نفسي عندما كنت طالبًا في الجامعة كان دافعًا لي لتصور فكرة هذا البرنامج". وأضاف: "لقد أدركت حينها أن الأمراض النفسية قد تكون ذات أضرار جسيمة توازي الأضرار البدنية".

في عام 2004، التحق الدكتور علي خليل بكلية الطب مع صديق له، وسرعان ما لاحظ أن صديقه بدأ يتصرف بطريقة مختلفة.

ويتذكر قائلاً: "في بداية الأمر، أصبح مزاجيًا وعزل نفسه عنا، وبدأ بالتغيب عن المحاضرات إلى أن انتهى به الأمر بالخروج من كلية الطب. وعلى مدار العامين التاليين، وضعنا كل الاحتمالات الممكنة ذلك، كالإجهاد النفسي، والوحدة، وحتى نقص الفيتامينات، إلا أننا لم نضع احتمال المرض النفسي. وبعد مرور ثلاثة أعوام، حصلنا على تشخيص بمرض الفصام، وهو مرض عقلي شديد الخطورة، لكنه كان قد أودى بحياته حينها".

صورة 1 من 3

منطمو ورشة العمل وسفراء الصحة الجدد وأعضاء المدارس الثلاثة التابعة لمؤسسة قطر بأكاديمية العوسج

ويقول الدكتور البالغ من العمر 32 عامًا، بأننا ولسوء الحظ، لازلنا نشهد الأعراض المبكرة التي تعرض لها صديقه قبل 15 عامًا بشكل كبير في دولة قطر وفي نفس الفئة العمرية.

في عام 2009، كشفت دراسة استقصائية أجريت على مجموعة عشوائية من البالغين المسجلين في مختلف المراكز الصحية في دولة قطر عن التصورات السائدة حول الصحة النفسية. حيث اعتقد 50% ممن شملهم الاستطلاع أن المرض النفسي هو "ابتلاء" ، في حين اعتقد 50% بأن العلاجات المستخدمة في علاج الاكتئاب والقلق قد تؤدي إلى الإدمان. وإلى جانب ذلك، عبر 90% منهم عن رفضهم الزواج من شخص يعاني من اضطراب في الصحة النفسية.

وفي عام 2016، تم إجراء استطلاع آخر شمل الطلاب في جامعة قطر. وبعد مرور حوالي 7 سنوات منذ إجراء الاستبيان السابق، وبما أن الفئة المستهدفة كانت أصغر سنًا، توقع الباحثون بأن يكون المشاركون في الاستطلاع أكثر فهمًا للأمراض النفسية وعواقبها، لكن انطباعات هذه الفئة الأصغر سنًا كانت مشابهة لتلك الخاصة بالبالغين الذين شاركوا في استطلاع عام 2009.

يساعد برنامج سفير الصحة جيل الشباب على إدراك أهمية الصحة النفسية ودورها كجانب مهم من الصحة العامة للفرد

الدكتور علي خليلطبيب زائر في قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين في سدرة للطب، وطبيب نفسي أول في قسم الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية

وقال الدكتور علي خليل: "من المؤسف أن فئة الشباب التي تُعد مستقبل بلادنا، لازالت تمتلك هذه المفاهيم الخاطئة، ويُمكنني أن ألحظ مظاهر مخرجات هذه الأبحاث كل يوم بين المراهقين والشباب ممن يعانون بصمتٍ من التنمر وسوء المعاملة والاكتئاب والقلق والفصام وإيذاء النفس".

"يهدف برنامج سفير الصحة إلى كسر الوصمة المرتبطة بمشاكل الصحة النفسية بطريقة ملائمة وقائمة على الأدلة، كي يساعد جيل الشباب على إدراك أهمية الصحة النفسية ودورها كجانب مهم من الصحة العامة للفرد، ومنحهم الثقة والقدرة على مواجهة التحديات التي يتعرضون لها، لاسيما خلال فترة الانتقال من المرحلة المدرسية إلى المرحلة الجامعية، وعدم الوقوع بالمشاكل التي لم يكونوا قادرين على التحدث عنها أو التعامل معها في السابق.

قصص ذات صلة