إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
31 March 2020

جامع المدينة التعليمية يعكس جمالية فن الخط العربي

مشاركة

بعد مرور خمس سنوات على افتتاح جامع المدينة التعليمية، يواصل المعلم المعماري في مؤسسة قطر إلهام الفكر من خلال فن الخط العربي

خمس سنوات مضت منذ افتتاح جامع المدينة التعليمية في مؤسسة قطر، وإضافةً إلى دوره كجامع، فهو يُجسد معلمًا من معالم الهندسة المعمارية في المنطقة، كما أصبحت له اليوم مكانة كمركز تعليمي في منطقة الشرق الأوسط.

تم تشييد مبنى الجامع ليستقر على خمسة أعمدة كبيرة تمثل أركان الإسلام، وتتميز بآيات منقوشة من القرآن الكريم. وتصل القدرة الاستيعابية للجامع إلى 1800 مصلي في قاعة الصلاة الرئيسية، و1000 مصلي في الفناء الخارجي، مما يجعله صرحًا معماريًا مثيرًا للإعجاب في المنطقة.

ولعل من أبرز السمات التي تُميز اجامع المدينة التعليمية، هو اهتمامه بفن الخط العربي الإسلامي، والذي يتضح في الآيات القرآنية المكتوبة على أعمدته، وهي من عمل طه الهيتي، وهو مهندس معماري وخطاط عراقي، يعيش في لندن.

النصوص المنقوشة على المنارتين (جامع المدينة التعليمية) من أعمال طه الهيتي.

يقول الهيتي أنه واجه تحديات عديدة أثناء عمله على النصوص المنقوشة على جامع المدينة التعليمية

ويقول الهيتي: "كان التحدي الرئيسي هو نقش آيات من القرآن الكريم في مكان ما، وقد تضمنت المساحة المخصصة للخط المآذن، وهي عناصر رأسية، في حين أن الكتابة باللغة العربية تكون أفقية، وقد كنت دائمًا لا أحبذ فكرة أنه علينا إمالة رؤوسنا لقراءتها".

وكان الحل الذي قدمه الهيتي يتلخص في جعل الخط رأسيًا، وهو ما كان له تأثير مذهل، قائلًا: "كان من أكثر الجوانب صعوبة القيام بالكتابة رأسيًا وجعلها قابلة للقراءة، وكنت أسعى لأن أجعل القارئ يحرك عينيه من الأرض إلى السماء، لأنه عندما تكون عينيه على المئذنة سوف يتساءل حول نقوش الآيات القرآنية"

كان من أكثر الجوانب صعوبة القيام بالكتابة رأسيًا، مع جعلها قابلة للقراءة.

طه الهيتي

يتضح مدى عمق تفكير الهيتي في تفاصيل أعماله، وهو أمر واضح لزوار الجامع؛ وعمله كمهندس معماري يدعم عمله كخطاط والعكس. يقول: "لقد جلب لي الخط الكثير من الأعمال، وقد استخدمته في عدد من أعمالي المعمارية". وتابع: "درست الخط العربي من خطاط موهوب جدًا في بغداد علمني أسرار الشكل الفني، مثل العلاقة بين أشكال الحروف وأبعاد الجسد البشري".

وقد جلب الهيتي خبرته إلى المدينة التعليمية، ولا سيما أن كثيرًا من التحديات التي واجهها تتعلق بالموقع تحديدًا، قائلًا: "كان هناك انعكاسات للنص على أرضية الفناء، مما يعني أن الناس سينتهي بهم الأمر بالسير عليه، وهذا غير مقبول كونه نص قرآني، وكنت قد كتبت مقالاً طويلاً لتوضيح هذا الأمر".

وأضاف الهيتي: "على الرغم من التحديات العديدة التي واجهناها، إلا أن هذا المشروع بأكمله عبارة عن ثمرة تعاون بين فرق من الفنانين والمهندسين المعماريين والخطاطين لتشييد هذا المبنى الرائع".

وبعد مرور خمس سنوات على افتتاحه، لا يزال هناك اهتمام كبير من الهيتي اتجاه هذا المشروع: "أنا فخور للغاية بما حققناه، وبمقدرتنا على التغلب على التحديات التي واجهناها".

أبدا الهيتي إعجابه بالنهج الذي تتبعه دولة قطر ومؤسسة قطر في إقامة المشاريع الكبيرة، وقال: "إن ما تقوم به قطر ومؤسسة قطر مثير حقًا، إن الأمر يتطلب من شخص ما أن يتمتع بالشجاعة وأن يقول ’هذا ما أريد القيام به ‘".

إن ما تقوم به قطر ومؤسسة قطر مثير حقًا، إن الأمر يتطلب من شخص ما أن يتمتع بالشجاعة وأن يقول ’هذا ما أريد القيام به.

طه الهيتي

وأضاف الهيتي: "كمهندس وفنان، أشعر بخيبة أمل عندما نقوم، في الشرق الأوسط، بتقليد شيء من الغرب لا يناسبنا، نحن بحاجة إلى التصاميم التي تتناسب مع بيئتنا، لذلك يتطلب الأمر الكثير من الشجاعة لأن يقف المرء ويقول: "أريد تصميمًا يتناسب معي ومع بيئتي"".

وتابع: "أعتقد أن مؤسسة قطر تقوم بالكثير، ليس فقط في الفن والعمارة، ولكن في كل شيء. من الجميل أن نرى ما نصنعه عندما نجرب شيئًا جديدًا، إن ثقافة المنطقة وتراثها غنيان للغاية، لذا من الرائع استخدامها بطريقة معاصرة وجديدة".

الطموح والاهتمام بالتفاصيل، واضح في هذا المشروع، بدءً من أهمية اللون الأبيض، لون الإحرام الذي يرتديه الحجاج في مكة، إلى العناصر الطبيعية مثل الماء والنباتات إلى جانب الأنسجة المختلفة التي تزين الطبقات الخارجية للمبنى.

صورة 1 من 3

أشار الهيتي إلى أن الخط العربي هو القاسم المشترك بين الأشكال المختلفة للعمارة الإسلامية.

يوضح المبنى حقيقة أن العمارة الإسلامية مختلفة ومميزة أينما وجدت في العالم. وفي هذا الصدد يقول الهيتي: "إذا ذهبت إلى جنوب إسبانيا، فسوف ترى العمارة الإسلامية مختلفة تمامًا عن إيران أو سوريا أو بغداد أو المغرب، لكن جميعها تعكس فن العمارة إسلامية".

وتابع الهيتي: "القاسم المشترك بينها جميعًا، هو الخط العربي، فعندما نرى الحروف على الهيكل، سواء كان ذلك في إسبانيا أو المغرب أو بغداد، فإنه يعرّفها على أنها مبنى إسلامي".

قصص ذات صلة