إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
7 November 2019

الغموض والخجل يحيطان بزيارة الأطباء النفسيين

مشاركة

يؤكد الدكتور علي خليل أن زيارة الطبيب النفسي لا تزال مسألة سرية في مجتمعاتنا، لكن أن تكون طبيبًا نفسيًا هو أمر أفضل بقليل.

" واحد من كل أربعة أشخاص عانى أو قد يعاني في مرحلة ما من حياته من أحد الأمراض النفسية، ما يجعلها الأكثر شيوعًا بين أفراد المجتمع".

هذا ما يؤكده الدكتور علي خليل، وهو طبيب مقيم زائر في مركز سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، في قسم الصحة النفسية للأطفال والمراهقين وطبيب مقيم في خدمات الصحة النفسية بمؤسسة حمد الطبية، قائلًا:" على الرغم من شيوع هذا المرض، إلا انه لا زال هناك حاجز من الغموض يرتبط به، وخصوصًا في مجتمعات دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد أثر ذلك على مهنتنا، حيث تعدّ زيارة الطبيب النفسي مسألة سرية لا يمكن الاعتراف بها، بينما أن تكون طبيبًا نفسيًا هو أمر أفضل بقليل "

حول تجربته الخاصة، يقول الدكتور خليل أن قراره بأن يكون طبيبًا نفسيًا كان واحدًا من أفضل القرارات التي اتخذها في حياته، فالطبيب البالغ من العمر 32 عامًا قضى نحو عقد من الزمن في هذا المجال، لذلك يؤكد أنه أصبح يبتسم لمشاهدة ردود فعل الناس عندما يعرفون أنه طبيب نفسي.

يقول الدكتور خليل:" بالرغم من كوننا نعيش في القرن الحادي والعشرين، فإن تقييم الناس لمهنة الطب النفسي تعتبر غير متلائمة مع عصرنا الحالي، فالناس يشعرون بعدم الراحة لمجرد أن يدركوا أنني طبيب نفسي.

جزء من الغموض، والخجل اللذان يحيطان بالطب النفسي، ناتج عن عدم تقبل أن الصحة النفسية تستحق العلاج

الدكتور علي خليل

إنهم يفترضون أنني أستطيع قراءة الأفكار التي تدور في أذهانهم وذلك لمجرد لقاء أحدهم، ما يمكنني من القيام بتشخيص بشكل فوري. في الواقع لا شيء يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة، فالطب النفسي هو تخصص قائم على الأدلة كأي تخصص آخر في قطاع الرعاية الصحية".

ويوضح الدكتور خليل أن هذا الجزء المتعلق بالسرية وبالخجل الاجتماعي المحيط بالطب النفسي، ينبع من عدم تقبل الناس لواقع أن الصحة العقلية تستحق العلاج، مبينًا أن بعض الأحيان، تكون الأفكار المسبقة عن الأطباء النفسيين مضللة وجارحة.

وحول ذلك، يقول الدكتور:" غالبًا ما سئلت عما إذا كنت طبيبًا حقيقيًا، وما إذا كنت قد تلقيت التدريب الطبي نفسه الذي حصل عليه الأطباء الآخرون. والسؤال الآخر الذي يتكرر دائمًا أيضًا، هو عما إذا كنت أشعر بالقلق من أن تزداد فرص إصابتي بمرض عقلي من خلال علاج المرضى الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية".

ويضيف:" يفترض الكثيرون أيضًا، أن الأطباء النفسيين لديهم نوعين من القدرات، الأولى، أننا بارعون في إقناع الناس بحالتهم الصحية العقلية، والثانية أننا مستمعون ماهرون يسمحون لمرضاهم بالبكاء".

ويتحدث الطبيب المقيم الزائر في سدرة للطب، عن قيامه بمواجهة هذه المفاهيم الخاطئة، حيث بدأ بنفسه من خلال اتخاذ قرار التخصص بالطب النفسي، ونظرًا لكون أحد أشقائه طبيبًا جراحًا لتقويم العظام، والثاني أخصائي أمراض القلب، والشقيق الثالث أخصائيًا في أمراض الأعصاب، فقد فوجئت أسرته وأصدقائه عندما اختار الابتعاد عن تلك المجالات الطبية الـ "باهرة" واختيار مجالًا مختلفًا.

لقد أيقنت أنه إذا كان بإمكاني علاج الحالة النفسية للمريض، فسأسهم في تعزيز صحته الجسدية أيضًا

الدكتور علي خليل

ويوضح الدكتور علي خليل:" لطالما كنت مفتونًا بعلم النفس البشري، فكلما انغمست في هذا العلم أكثر، كلما أدركت أكثر حجم التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في جسم الإنسان بسبب الحالة النفسية التي يمر بها مثل الخوف، والغضب، والكآبة والسعادة وغيرها، وقد أيقنت أنه إذا كان بإمكاني علاج الحالة النفسية للمريض، فسأسهم في تعزيز صحته الجسدية أيضًا".

يعتقد الدكتور خليل أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا يزال أمامها طريق طويل يتعين قطعه عندما يتعلق الأمر برفع السرية والغموض، وحتى الخجل المرتبط بالصحة النفسية والطب النفسي، قائلًا:" يحتاج الناس أن يدركوا أن زيارة طبيب نفسي لا تختلف عن زيارة طبيب من أي تخصص آخر".

وردًا على سؤال عما إذا كان لمهنته أي تأثير محتمل على صحته النفسية، يجيب بكل وضوح:" في حين نواجه، كأطباء نفسيين" تحديات ناجمة عن صعوبة أن نكون متعاطفين نفسيًا مع المريض وأن نستثمر وقتنا في حياته وصراعاته العاطفية والنفسية، فإن مقولة أن مهنتنا تؤثر على صحتنا النفسية خاطئة تمامًا".

ويوضح:" قد يكون الأمر مثل القول بأن أخصائي أمراض القلب لديهم مخاطر أكبر في الإصابة بأمراض القلب، وأن أخصائي الأعصاب أكثر عرضة للسكتة الدماغية".

قصص ذات صلة