إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | المجتمع
25 June 2020

في إطار القضاء على التمييز العنصري: "من المهم فهم تاريخ العنصرية، لأنه يعيد نفسه"

مشاركة

يُعرف المتحف باسم "بيت بن جلمود"، وهو أحد البيوت التاريخية الأربعة التي تحولت إلى معارض من قِبل متاحف مشيرب.

يسلط "بيت بن جلمود" في متاحف مشيرب الضوء على تاريخ المحيط الهندي مع العبودية، وفي ظلّ استمرار الاحتجاجات العالمية ضد العنصرية أصبح رفع الوعي بهذه الأحداث التاريخية أكثر أهمية

مع استمرار الاحتجاجات العالمية ضد العنصرية عقب وفاة جورج فلويد في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو رجل ذو بشرة داكنة يبلغ من العمر 46 عامًا، باتت مهمة متحف "بن جلمود" بالتوعية حول تاريخ الرق الذي يقع على بعد 7000 ميل في الدوحة أكثر أهمية.

يقول الدكتور حافظ علي مدير متاحف مشيرب، التي تدير بيت بن جلمود:" من المهم جدًا فهم تاريخ العنصرية، لأن التاريخ يعيد نفسه"، مضيفًا أنه لكي يتعاطف أي شخص حول العالم مع الحركة التي نشأت في العالم والتي تطالب بمكافحة العنصرية، من المهم فهم جذور العنصرية التي بدأت بالعبودية ولكنها استمرت إلى ما بعد إلغاء الرق رسميًا.

شُيّد متحف بيت بن جلمود في عام 2015 على بقعة كانت في الماضي منزلًا لأحد تجار الرقيق في الدوحة، حيث كانت تتم المتاجرة بالعبيد من جميع أنحاء المحيط الهندي في أوائل القرن العشرين. يهدف المتحف إلى رفع مستوى الوعي حول تاريخ الرق العربي المدفون. يُعرف المتحف باسم "بيت بن جلمود"، وهو أحد البيوت التاريخية الأربعة التي تحولت إلى متاحف على يد مشيرب العقارية التابعة لمؤسسة قطر.

من المهم أن نفهم كيف قادت العبودية إلى العنصرية، ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن أيضًا في أماكن أخرى

فهد التركي

يقول فهد التركي، مدير المعارض في متاحف مشيرب:" من المهم أن نفهم كيف قادت العبودية إلى العنصرية، ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن أيضًا في أماكن أخرى. المتحف فرصة لفهم أن المعاداة العالمية لذوي البشرة الداكنة مرتبطة بالرق، بالإضافة إلى العديد من العوامل التاريخية المعقدة الأخرى، مثل الاستعمار والرأسمالية".

يسلط المتحف الضوء على تاريخ الرق في الشرق الأوسط، والذي نادرًا ما يرِد في الخطاب العام لكونه موضوعًا يتسم بالحساسية الشديدة، ومع ذلك، وفقًا لفهد التركي، فإن إدراك المشكلة هو الخطوة الأولى لإيجاد حل لها.

يتابع:" "من المهم أن ننظر داخل مجتمعاتنا. في نهاية المطاف، إذا لم تعالج المظالم التاريخية والاختلالات الأخرى مثل العنصرية، فإنها ستصبح أكثر رسوخًا داخل المجتمعات، ويصبح من الصعب تحقيق العدالة".

بدورها، أشادت إي تندايي أتشيومي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية بالمتحف خلال زيارتها للبلاد العام الماضي، مثنيًة على المتحف لمساهمته القوية والحيوية إلى دولة قطر والعالم على نطاق أوسع، معتبرة أنه "كما هو الحال في جميع الدول، فإن ماضي قطر حيوي لفهم حاضرها وتشكيل مستقبلها". كما أشادت المقرر في تقريرها المقدم إلى الأمم المتحدة، باستخدام البلاد" للفنون والثقافة والرياضة لتغيير القيم المجتمعية والمعتقدات والتصورات الأساسية في المساواة وعدم التمييز".

أصبحت بعض المتاحف مثل متحف بن جلمود موقعًا للتعلم، حيث نسرد القصص التي غالبًا ما لا يتم الحديث عنها، بشكل مختلف

فهد التركي

يرّكز أحد المعارض في المتحف بعنوان "رحلة إلى نواة الحياة" على الحمض النووي وعلم الوراثة لمجموعة متنوعة من الأفراد في قطر، لتسليط الضوء على كيفية تشابه جميع البشر، من الناحية البيولوجية، وكونهم يأتون من الأصول نفسها.

يقول فهد التركي:" العرق هو بناء اجتماعي، وليس بالضرورة مفهومًا جينيًا أو علميًا. يُظهر قسم الحمض النووي في أحد المعارض في المتحف أن القواسم المشتركة التي تجمعنا أكثر من تلك التي تجعلنا مختلفين. إذن كيف يمكن نمارس كبشر العنصرية أو العبودية على بعضنا البعض؟"

ويشير إلى أنه في حين أن العرق ليس ظاهرة علمية، فإن العنصرية حقيقية وتضطهد حياة العديد من الناس حول العالم بسبب مفاهيم الأفراد حول العرق.

الدكتور حافظ علي

إن هذا المتحف هو وثيقة حيّة لما يحدث من حولنا

الدكتور حافظ علي

يتابع فهد التركي: "أصبحت بعض المتاحف مثل متحف بن جلمود موقعًا للتعلم، حيث نسرد القصص التي غالبًا ما لا يتم الحديث عنها، بشكل مختلف. وهذا مهم حقًا للتوعية لأنه بمجرد أن تفهم هذا السرد أو التاريخ البديل، تصبح أكثر وعيًا بتقاطع العبودية والمؤسسات والعرق والجنس وما إلى ذلك؛ إذ تلعب المتاحف دورًا حيويًا من خلال إثراء المناقشات حول هذه القضية، وغالبًا ما تكون الخطوة الأولى في بدء هذه المناقشات".

تعمل متاحف مشيرب بانتظام مع المعاهد التعليمية في جميع أنحاء البلاد لضمان إقامة النقاشات الهامة حول التمييز والعبودية والاستغلال البشري أيضًا داخل الفصول الدراسية. وقد أنشأ المتحف برنامج "أصدقاء متاحف مشيرب"، الذي يهدف إلى تشكيل مجموعة من السفراء الثقافيين من خلال تدريب عدد من المدرسين والطلاب والقادة من مختلف المؤسسات التعليمية والشبابية، لنشر رسالته وللتفاعل مع محتواه داخل وخارج المتحف.

في عام 2018، منحت لجنة المتاحف الدولية للأنشطة التعليمية والثقافية المجلس الدولي للمتاحف، جائزة أفضل برنامج للممارسات التعليمية لأنشطتها التعليمية والثقافية.

صورة 1 من 3

يهدف بيت بن جلمود إلى التوعية حول تاريخ العبودية في العالم العربي.

تعمل متاحف مشيرب مع المعاهد التعليمية في قطر لضمان إقامة النقاشات الهامة حول التمييز والعبودية داخل الفصول الدراسية.

ويقول الدكتور حافظ علي: "إن هذا المتحف هو وثيقة حيّة لما يحدث من حولنا، ونحن نعمل دائمًا على تعزيز محتواه وزيادة التوعية حوله، ما قد يمكننا من تحسين أي جانب من جوانب المجتمع أو المستقبل".

مع بدء افتتاح المؤسسات التعليمية بعد رفع الإغلاق الناجم عن جائحة (كوفيد-19)، يخطط فريق المتحف للتعاون بشكل أكبر مع المدارس والجامعات لمواصلة النقاشات حول العرق والتمييز التي أصبحت أكثر أهمية في ضوء الاحتجاجات التي انطلقت من الولايات المتحدة الأمريكية.

يختم الدكتور حافظ علي: "نحن لا نحاول تحديد من كان على خطأ أو على صواب. نحن نحاول فقط إظهار السمات الأساسية لكوننا بشرًا والتي نتشاركها جميعًا، ونرسخ حوارًا حول عد وجود تفوق لعرق على آخر".

قصص ذات صلة