سفيرة اليونيسف للنوايا الحسنة تدعو الشباب العربي للتمسك بالأمل

على الرغم من كثرة التحديات التعليمية التي تواجه الأطفال والشباب اليوم، لاسيما ممن يعيشون في مناطق النزاعات، إلا أن الشابة والمدافعة عن التعليم وسفيرة اليونيسف للنوايا الحسنة لازالت تؤمن بأن على الشباب ألا يفقد الأمل.

كانت مزون إحدى القادة الشباب المشاركين في منتدى الدوحة للشباب الذي نظمته وزارة الخارجية ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. ومن خلاله، أكدت على أهمية دور التعليم في الحفاظ على الهوية والثقافة والقيم، وأن التعليم يُسهم في تمكين الشباب وحمايتهم.

بعد أن بدأت في حملاتها من أجل حقوق الطفل والتعليم أثناء فترة إقامتها في مخيمي الزعتري والأزرق للاجئين في الأردن لمدة ثلاث سنوات، تحوّل شغف مزون بالتعليم إلى قوة دافعة مكنتها من مواصلة تعليمها العالي، إلى جانب تمكين من حولها من خلال التعليم. تقول: "التعليم لا يعني فقط مساعدة نفسي، بل بمساعدة الآخرين كذلك".

كما هو الحال بالنسبة للعديد من السوريين، خرجت مزون المليحان وعائلتها من بلدهم الذي مزقته الحرب في عام 2013، تاركين وراءهم كل شيء ومتجهين في رحلة إلى المجهول. وحسبما ذكرت، كان التعليم الملاذ الوحيد الآمن بالنسبة لها.

وقالت مزون: "من تجربتي الشخصية، أدركت مدى أهمية التعليم بالنسبة لي". وأضافت: "في الواقع، لقد أدركت ذلك في اللحظة التي غادرت فيها بلدي، وعلى الرغم من أني خسرت كلّ ما كنت أملكه، لكني تمكنت من الحفاظ على ما أملكه من المعرفة والتعليم".

في وقت لاحق، أصبحت القائدة الشابة أصغر سفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة اليونيسف آنذاك، وأول لاجئ يُعين في هذا المنصب.

وقالت: "أرغب في إيصال رسالة للشباب العربي لأن نسبة كبيرة منهم تعاني الكثير". وأضافت: "إنهم يواجهون العديد من التحديات سواءً لما يصيبهم من كوارث وحروب، أو بسبب القضايا اليومية التي يتعاملون معها مثل العثور على وظيفة بعد التخرج".

وتابعت: "أحيانًا يفقد الناس الأمل عندما يتعرضون لمثل هذه الصعوبات، لكن من الضروري ألا يفقدوا الأمل، وأن يواصلوا السعي وراء أحلامهم وطموحاتهم. يجب علينا ألا نستسلم أبدًا، لأن الاستسلام يعني الفشل، وطالما أننا لا نستسلم فسوف نكون بخير".

بصفتها صوت شاب، تعتقد مزون بأن التفكير النقدي ضروري لتحقيق نمو الأفراد والحضارات برمتها، قائلةً: "أعتقد بأن النقد هو أمر إيجابي".

وتابعت: "ألتقيت بأشخاص كثيرين، ودائمًا أناقش المواضيع من الآخرين، وهذا يجعلني أشعر بالسعادة لأني بذلك أُنمي معارفي، وأوسع مداركي على وجهات نظر مختلفة. ولهذا، أعتقد بأن النقد ليس أمرًا سلبيًا، بل إيجابيًا لأنه يُثري معرفتنا".

تفخر مزون المليحان بكونها قائدة عربية شابة، وتعتقد بأن رحلتها وتجربتها ساهمت في تشكليها وجعلها مدافعة عن التعليم وعن الشباب.

وعلّقت قائلة: "أريد أن ينظر الناس إلى قصتي، وأن يأخذوا منها مثالاً لهم، وأن يعلموا بأني سأساعدهم ليس فقط من خلال إيصال أصواتهم، بل أيضًا بما أقوم به من أفعال".