للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
مصدر الصورة: New Africa، عبر موقع Shutterstock
متطوعات من مجتمع مؤسسة قطر تتحدثن عن كيفية مساهمة العمل التطوعي في خدمة المجتمع، بل وإثراء حياتهن على المستوى الفردي
إنه لأمر يستحق التأمل قليلاً، كيف قد يبدو عالمنا اليوم إذا قام كل فرد بالتطوع بجزء من وقته أو مجهوده للمساعدة في تحسين ظروف حياة شخص ما أو بدافع رد الجميل للمجتمع.
لا أتذكر قيامي بوضع خطة مسبقة أو اتخاذي قرارًا محوريًا لأصبح متطوعة في عمل ما. ولكنه كان بالأحرى صوتًا داخليًا انصت إليه، صوتًا وجهني لمساعدة الآخرين وغمرني بشعور بالرضا
قد يصبح السؤال أكثر ملائمةً، لاسيما في الوقت الذي تمر فيه البشرية بواحدة من أصعب أزماتها، مما يلقي الضوء على المنفعة المباشرة التي قد يعود بها العمل التطوعي الذي نقوم به على حياة شخص ما. وفي هذا السياق، تعتبر بعض المتطوعات من مجتمع مؤسسة قطر هذا العمل، قادرًا على تغيير حياتهن كأفراد إلى جانب تحسين حياة الغير.
إيمي جونسون
ميجنا داي
بدأت رحلة ميجنا داي، من فريق إدارة الإتصالات بمؤسسة قطر، مع العمل التطوعي منذ عام 2004 بشكل مستقل، فلطالما شعرت بأنه من واجبها أن ترد الجميل لمجتمعها بأي صورة ممكنة، ولم يستغرقها الأمر وقتًا طويلاً لتقرر كيف يمكنها تنفيذ ذلك. فقد بدأت بمساعدة أطفال مدبرة منزلها في دراستهم. ومنذ ذلك الحين، انخرطت في تعليم الأطفال لأسر محدودة الدخل.
فقد أخذت أفكر إن كان بإمكاني توسيع آفاق الطفل والعمل على إثراء وعيه ومداركه، خاصة الأطفال ممن لا يملكون العديد من الفرص، وجعله يفهم ويتطلع إلى العالم من حوله بمنظور مختلف، فذلك يعطيني الأمل بأني قد أتمكن من منحهم فرصة لتحسين جودة حياتهم وحياة أسرهم
تقول ميجنا: "لا أتذكر قيامي بوضع خطة مسبقة أو اتخاذي قرارًا محوريًا لأصبح متطوعة في عمل ما. ولكنه كان بالأحرى صوتًا داخليًا انصت إليه، صوتًا وجهني لمساعدة الآخرين وغمرني بشعور بالرضا. فقد أخذت أفكر إن كان بإمكاني توسيع آفاق الطفل والعمل على إثراء وعيه ومداركه، خاصة الأطفال ممن لا يملكون العديد من الفرص، وجعله يفهم ويتطلع إلى العالم من حوله بمنظور مختلف، فذلك يعطيني الأمل بأني قد أتمكن من منحهم فرصة لتحسين جودة حياتهم وحياة أسرهم".
تابعت: "في هذه الحالة، يعتبر التعليم هو أفضل فرصة أمامهم، وإن قيامي بدور مهما كان صغيرًا في منحهم تلك الفرصة يمثّل قيمة كبيرة بالنسبة لي، واتمنى أن يقوم هذا الطفل يومًا ما بمشاركة خبراته مع المجتمع من حوله وأن يصبح مصدر إلهام لأصدقائه".
بالنسبة لميجنا، أصبح تقديم يد المساعدة وزرع بذور التغيير التي يمكنها أن تنمو لتفيد المجتمع جزءًا من أسلوب حياتها. فأخذت تنتقي المجالات التي يمكنها تقديم المساعدة من خلالها بشكل تلقائي، وسرعان ما اتخذت الخطوات اللازمة لتنفيذها.
أوضحت: "إلى جانب تعليم الأطفال، شاركت أيضًا في الأنشطة الخاصة برعاية الحيوانات منذ حوالي أربع سنوات، وذلك عقب قيامي بتبني أول كلب قمت بإنقاذه. منذ ذلك الحين، إذا أتيحت لي الفرصة للمساعدة في إنقاذ حيوان ضال، لا أتوانى عن ذلك، سواء من خلال تكريس بعض من وقتي لإيجاد مأوى له، أو الإعتناء به حتى يتم تبنيه، أو من خلال تقديم الدعم المادي لملاجئ الحيوانات والمبادرات التي تقوم بها".
لكل متطوع هدفًا أكبر لا يقتصر على تحقيق المنفعة المباشرة فحسب. فبالنسبة لميجنا تعتبر أكبر مكافأة هي معرفة أن كل من منحته وقتها لمساعدته يشعر بالأمان.
تقول ميجنا: "يمنح التعليم القدرة على اتخاذ الخيارات والقرارات من منظور واعي. فإن الأطفال من ذوي الأسر محدودة الدخل أينما كانوا حول العالم قد يضلوا الطريق بسهولة سواء بتعاطي المخدرات، أو الاتجاه للعنف والإضرار بالمجتمع. بينما يمنح التعليم الأطفال القوة لتغيير هذا المسار وللمضي نحو حياة آمنة ومستقرة لهم ولعائلاتهم وأصدقائهم".
كذلك عند إنقاذ حيوان. فبمجرد أن يتم انتشاله من الطريق وتسكينه في أحد دور رعاية الحيوان، لا يسعك سوى التفكير في أنك قد أنقذت حياة. وهو شعور قوي عندما تعلم أنك قادر على إحداث فرق
وأضافت: "كذلك عند إنقاذ حيوان. فبمجرد أن يتم انتشاله من الطريق وتسكينه في أحد دور رعاية الحيوان، لا يسعك سوى التفكير في أنك قد أنقذت حياة. وهو شعور قوي عندما تعلم أنك قادر على إحداث فرق".
بالنسبة لإيمي جونسون، مديرة المشاركة المجتمعية في مؤسسة قطر وأم لأربعة أطفال، يشكل العمل التطوعي أيضًا جزءًا كبيرًا من حياتها. فعلى الرغم من جدول أعمالها المزدحم كأم عاملة، قررت تخصيص وقت خلال أسبوعها لمساعدة الآخرين.
طرأت فكرة التطوع لديها من محاولاتها لإشراك أطفالها في أنشطة يمكنها أن تجذبهم بعيدًا عن شاشات التلفاز، الحاسوب، الهواتف المحمولة، ومن هنا بدأت مع أبنائها المساعدة في القيام بأنشطة تطوعية خاصة بتنظيم وإدارة الفعاليات الخاصة بالأطفال في قطر.
آمل أن يرى الآخرون العمل الذي نقوم به وتأثيره علينا وعلى المجتمع من حولنا كمصدر إلهام لهم، وأن يحثهم على تكريس جزء قليل من وقتهم لمساعدة شخص ما
في الآونة الأخيرة، بحثًا عن فرصة حيث يمكنها استخدام مهاراتها لمساعدة الآخرين، انضمت إلى برنامج التطوع الافتراضي بمؤسسة قطر. وهي حاليًا تقوم بالمساعدة في تدريس المحادثة الفرنسية للأطفال الذين يتطلعون إلى تحسين مهاراتهم اللغوية.
بالتطرق للحديث عما يعود به العمل التطوعي عليها بشكل شخصي، قالت جونسون: "إنه شعور خاص، عندما تعلم أن وقتك يمنح لمساعدة شخص آخر على تحسين وتطوير حياته، إنه أحد المشاعر التي لا تقدّر بمال".
أضافت: "أعتبر نفسي محظوظة للغاية كوني أمثّل جزءًا من فريق عمل التنمية المجتمعية في مؤسسة قطر. فإن العمل الذي نقوم به لخدمة المجتمع بشكل يومي يمنحني شعورًا مشابهًا بالقدرة على إحداث فارق مثلما في العمل التطوعي. وكذلك معرفة أننا نقدم خدمات وفرص فريدة من نوعها والتي قد لا تكون متاحة لولا العمل الذي نقوم به هو شعور جيّد".
بالنسبة لجونسون، العطاء له قيمة لا تُقدّر بثمن وهو أمر ملهم. حيث تقول: "آمل أن يرى الآخرون العمل الذي نقوم به وتأثيره علينا وعلى المجتمع من حولنا كمصدر إلهام لهم، وأن يحثهم على تكريس جزء قليل من وقتهم لمساعدة شخص ما، وأن يكونوا هم بدورهم مصدر إلهام لغيرهم، وبذلك يمكننا المساهمة في تحسين حياة الكثيرين على عدة مستويات".
ميجنا مع أحد الكلاب التي أنقذتها خلال عملها التطوعي
اختتمت بقولها: "نحن جميعًا قد ننشغل بحياتنا اليومية المليئة بالأحداث لدرجة أن التراجع قليلًا وإهداء الوقت لمساعدة الآخرين حتى وإن كانت ساعة من الزمن قد يُحدث فرقًا هائلًا في حياتنا وحياتهم. وإن كنت مصدر إلهام لمن حولك، فتلك الساعة التي تتطوع بها من وقتك قد تتحول إلى آلاف الساعات التي يستغلها البشر في خدمة الآخرين".